رصدت هيئة البيئة في أبوظبي، عدداً من المخالفات البيئية، في مشروع الاتحاد للقطارات، تتعلق معظمها بتلوث الهواء بالغبار الناتج عن حركة الآليات الثقيلة، وأعمال التمهيد والتسوية وتجاوز السرعات المحددة، بحسب المهندس فيصل الحمادي نائب المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في الهيئة، الذي أشار إلى أن الشركة قامت باتخاذ الإجراءات التصحيحية المطلوبة لمعالجة المخالفات.
وقال الحمادي لـ “الاتحاد”، إن المخالفات التي تم رصدها كانت تشكل تهديداً بيئياً مؤقتاً على نوعية الهواء، ما يؤثر بدوره على الكائنات الحية في منطقة المشروع، وبشكل خاص الأشجار والنباتات، بالإضافة إلى مخالفات مرتبطة بعدم إدارة النفايات الصلبة والسائلة بشكل مناسب.
وأفاد الحمادي بأن الهيئة نفذت مؤخرا زيارات تفتيشية على مشروع الاتحاد للقطارات للتأكد من التزام شركة الاتحاد للقطارات والمقاول المعين من قبلها باشتراطات التراخيص البيئية الممنوحة للمرحلة الأولى من مشروع قطار الاتحاد الممتد لمسافة 256 كيلومتراً، والذي يشمل إنشاء شبكة السكك الحديدية ضمن محمية بينونة الخاضعة لإدارة هيئة البيئة لمسافة تصل إلى 49 كيلومتراً.
وأكد أن شركة الاتحاد للقطارات والمقاول المعين فور رصد المخالفات قاموا باتخاذ الإجراءات التصحيحية المطلوبة لمعالجة هذه المخالفات التي تحد من تطاير الغبار والأتربة كرش الطرق بالماء، وتحديد السرعة القصوى للمركبات وتغطية حمولات الشاحنات، إضافة إلى إدارة أماكن تخزين المواد بما يضمن الحفاظ على البيئة والالتزام بشروط الرخصة البيئية ومخرجات الدراسات البيئية التي تم إعداداها للمشروع.
وأوضح الحمادي أن مفتشين من الهيئة من قطاعي الجودة البيئية والتنوع البيولوجي البري والبحري بإدارة الغابات، أجروا مؤخراً عدداً من الزيارات التفتيشية للمشروع للتأكد من الامتثال للشروط البيئية والدراسات البيئية التي تم إعدادها للمشروع.
كما أنه تم إجراء ثلاث عمليات للتدقيق البيئي من خلال استشاري بيئي معتمد لدى الهيئة، كما تم تسليم تقارير التدقيق والمراقبة البيئية الدورية والتي تشمل نتائج مراقبة مستوى الضوضاء، ونوعية الهواء والتربة والمياه الجوفية، بالإضافة إلى نتائج المسوحات والمراقبة للكائنات الحية في منطقة المشروع.
وبين الحمادي أن منطقة محمية وغابات بينونة تعد من أكثر المناطق حساسية من الناحية البيئية نظرا لتواجد طيور الحبارى المهددة بالانقراض، والتي تهاجر إليها من آسيا الوسطى في فصل الشتاء، لذا أولت الهيئة عناية فائقة للمحافظة على هذه الكائنات وضمان عدم تأثرها بالعمليات الإنشائية من خلال تكثيف عمليات التفتيش البيئي من قبل مفتشي الهيئة والتدقيق على المستندات وتقارير المراقبة البيئية الدورية، بالإضافة إلى تعيين استشاري بيئي كطرف ثالث يتولى عمليات التدقيق البيئي لأعمال المشروع. كما تنفذ الهيئة برنامج الرقابة والتفتيش الذاتي الذي يجريه مقاول واستشاري المشروع وذلك حسب متطلبات الخطة البيئية لإدارة العمليات الإنشائية.
وكانت هيئة البيئة منحت العام الماضي مشروع الاتحاد للقطارات التصاريح البيئية المطلوبة، علما بأن عملية منح التصاريح البيئية استغرقت أربع سنوات، تخللها عقد عدة اجتماعات وورش عمل مع فريق الاتحاد للقطارات، وتنفيذ العديد من المسوحات المشتركة لمعالجة الآثار البيئية والتدابير اللازمة للحد منها، خاصة في منطقة محمية بينونة.
وشبكة السكك الحديدية التي يتم إنشاؤها ستكون جزءاً من شبكة الخطوط الحديدية الخليجية التي تربط دولة الكويت مع المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان.
وتمر هذه الشبكة ضمن محمية الغابات الطبيعية في بينونة، وتشرف الهيئة على العديد من المشاريع في هذه المنطقة، بما في ذلك مشروع لحماية طيور الحبارى المهاجرة من الانقراض، حيث تعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض والمدرجة على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض ضمن اللائحة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
وتعد المنطقة مأوى للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية الهامة والتي تحتاج إلى حماية، ويشمل ذلك القنفذ الأثيوبي وبومة المخازن والبومة الصغيرة والضب المصري وغيرها. وأوضحت الهيئة أن منح التصاريح للمشروع مشروط بأن تكون إزالة الغطاء النباتي بأدنى حد ممكن بما يحافظ على النظام البيئي البري في المنطقة، وأن لا تتم خلال مواسم تكاثر الطيور كما أنها سوف تتم بحضور عالم بيئي متخصص، وفي حال وجود أي أشجار محلية في منطقة البناء يجب أن يتم وضع علامة عليها ونقلها لإعادة زراعتها في مواقع توافق عليها الهيئة مسبقاً. كما سيتم القيام بأعمال الحفر بطريقة آمنة على الحيوانات مثل وضع منحدرات على مسافات متساوية داخل الحفرة لمساعدة الحيوانات على الخروج من الحفرة إذا ما وقعوا فيها.
وكانت الهيئة اشترطت سابقا للتخفيف من جانب الضوضاء وتلوث الهواء وضع حواجز صلبة قرب المستقبلات الحساسة، واستخدام ألواح كبيرة لا يقل ارتفاعها عن 2.4 متر حيثما كان ذلك مناسباً، وحدود الضوضاء المسموحة بها في الفترة المسائية ستكون أكثر صرامة، وسيقوم القطار بتخفيض سرعته عند مروره بالقرب من المناطق السكنية.
عدد اليوم
