الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة ثقة .. تسيطر على علاقة الأم بصديقة ابنتها

أزمة ثقة .. تسيطر على علاقة الأم بصديقة ابنتها
24 أغسطس 2012
نورة الحبسي (العين)- تعاني علاقة الكثير من الأمهات بصديقة الأبنة، الشعور بالغيرة و«أزمة ثقة»، إذ يعتقد اغلب البنات أن الوالدات يملن بشكل واضح إلى السيطرة على الفتاة وتقييدها دون مراعاة احتياجاتها واهتماماتها، مما يجعلها تبحث عن صديقة تتفهم رغباتها خارج نطاق المحاسبة والعقاب، إلا أن الأم قد ترى في هذه الصديقة تهديداً لمكانتها في حياة ابنتها، فيتولد لديها شعور بالغيرة نتيجة اهتمام الابنة بالصديقة، فتحاول بطريقة لا إرادية حرمانها من الصديقة، لتضمن بقاءها بجوارها دائما. قالت سارة الظاهري -طالبة- :إن هناك أسباباً عدة، تؤدي إلى غيرة بعض الأمهات من الصديقة المقربة لابنتها، منها اهتمام الأبنه الزائد بصديقتها، واهمالها لأمها مما يؤدي إلى تولد الشعور بالغيرة، بالإضافة إلى مخاوف بعض الأمهات من فقد بناتهن، نتيجة كثرة الصديقات حولهن، فالكثير من البنات يفضلن قضاء أغلب الأوقات مع صديقاتهن سواء بالخروج معهن أو بالحديث معهن عبر الهاتف ساعات طويلة بعيداً عن أمهاتهن، مما يدفع الأم إلى حرمانهن من الصديقات في بعض الأحيان. وأشارت إلى أن بعض الأمهات تتملكهن الغيرة ليس بسبب أي تقصير من البنات، لكن بدافع حب التملك والسيطرة على بناتهن، دون التفكير في الآثار السلبية، التي قد تسببها هذه الغيرة على العلاقة مع البنات، مما يؤدي إلى نفور البنت من الأم، واللجوء إلى شخصية تتفهمها بشكل أكبر وتشاركها الاهتمام، وغالبا ما تكون هذه الشخصية هي الصديقة، لذا يجب على الأم أن تستوعب ابنتها وتتفهم رغباتها، وأن تشاركها بعض اهتماماتها بقدر الإمكان، فهي المسؤولة عن تحديد العلاقة التي تجمعها مع ابنتها، وذلك لأنه دائما ما يكون حب الأم لدى الفتاة حباً فطري، حيث لاتوجد فتاة تكره أمها وتريد الابتعاد عنها. زيارة الصديقات من جانبها قالت سلمى الهاشمي، موظفة، إنها كانت تتضايق من أمها حين كانت ترفض زيارتها لإحدى صديقاتها، فكانت دائمة الإلحاح في مطالبة أمها بجواب مقنع لسبب منعها وعدم السماح لها في الخروج مع صديقاتها وسبب تضايقها، ما إذا زارتها إحداهن في المنزل، وكان الجواب الوحيد الذي تقوله أمها«لا يوجد سبب معين فقط لا أريدك أن تذهبي»، إلى أن كبرت وفهمت سبب هذا الرفض من قبل والدتها لخروجها مع صديقاتها، وسبب انزعاجها من حديثها معهن ساعات عدة على الهاتف، بعد أن صارحتها أمها بشعورها، حيث قالت إنها دائما تشعر بتفضيلها لصديقاتها عليها، مما جعلها تدرك أنها قصرت في حق أمها، بقضاء بعض الوقت معها ومشاركتها بعض اهتماماتها، ومشاركتها أيضا أطراف الحديث، فاتفقتا أن توازن ما بين قضاء الوقت مع صديقاتها وأمها، مشيرة إلى أن الأم قامت بذلك بدافع حبها وخوفها عليها. وأكدت حصة العامري، طالبة، يجب على البنت أن تحتوي والدتها قدر الأمكان وألا تشعرها بالإهمال من أجل أي شخصية أخرى، فالأم هي الوحيدة التي تستحق أن تكون على رأس أولوياتنا، لكن في المقابل يجب على الأم أن تتفهم أن البنت في حاجة إلى من هن في مثل جيلها يشاركونها الاهتمامات، ويجب كذلك أن تعي أن للعلاقات الاجتماعية أهمية قصوى في بناء شخصيات الأبناء وزيادة ثقتهن في أنفسهم، بالإضافة إلى كسبهم المهارات الاجتماعية والخبرات الحياتية. وعن تأثير هذه الغيرة ونتائجها السلبية، قالت إن هذه الغيرة قد تسبب إحراجاً للبنت أمام صديقاتها بسبب تصرفات والدتها، مما قد تضطر إلى التخلي عن صديقاتها مما سيولد الانطوائية والعزلة والاكتئاب في حياتها ، أو ربما تضطر إلى الإلتقاء بهن دون علم والدتها، وفي ذلك مؤشر خطير على زعزعة العلاقة والثقة ما بينهن، بالإضافة إلى حصار الفتاة اجتماعيا وتقييدها بعلاقات اجتماعية، محددة مما يؤدي إلى شعورها بضغط نفسي وزيادة الفجوة في علاقتها مع والدتها. مواقف محرجة وأوضحت منال الراشدي، طالبة، أن غيرة أمها من صديقاتها أوقعتها في مواقف محرجة كثيرة، إذ إنها تلقت دعوة من إحدى صديقاتها لحضور حفلة عيد ميلادها، لكن أمها لم تسمح لها الذهاب، لأنها تريد أن ترافقها إلى السوق، لكنها لازالت تحاول أن تقنع والدتها في التقليل من الضغط، الذي تفرضه عليها، كلما أرادت أن تلتقي مع إحدى صديقاتها، وذلك بمحاولة إرضاء الأم والصديقات في الوقت ذاته، ومنعاً لحرمانها من لحظات جميلة قد تقضيها مع صديقاتها، بالإضافة إلى شعور الصديقات بالحرج من تصرفات والدتها. ووصفت دينا النعيمي هذا النوع من الغيرة بأنه يؤدي إلى ضعف العلاقة التي تجمع الأم مع ابنتها، ويضطرها إلى إخفاء بعض الأمور عن والدتها، منها الخروج مع صديقاتها دون علمها في بعض الأحيان. وقالت فاطمة الجابري، أم، إنها تعذر الأمهات اللواتي يشعرن بالغيرة على بناتهن من صديقاتهن، فإن بعض فتيات هذا الجيل أصبح همهن الأكبر صديقاتهن فقط، مما يؤدي إلى إهمال الأم، التي تنزعج من هذا الإهمال، وبالتالي تتولد لديها غيرة من اللاتي تظن أنهن سلبوها اهتمام ابنتها، فتكون ردة فعلها في أغلب الأحيان، حرمان ابنتها من صديقاتها، لذا يجب على الابنة أن توازن ما بين والدتها وصديقاتها، كي لا تتعرض إلى مثل هذه المشكلات، التي توتر العلاقة بينها وبين أمها. أما مهرة النعيمي، أم، فقالت إن الأم المتفهمة، لا تعاني من هذه الغيرة، إذ إنها تعي تماما أهمية تكوين العلاقات الاجتماعية في حياة ابنتها، وأنه يجب ألا تحرمها من مخالطة أقرانها بسبب أنانيتها وحبها للتملك والسيطرة، لذا من واجبات الأم إرشادها وتوعيتها بضرورة توزيع أوقاتها بين المنزل ومسؤولياته وبين صديقاتها، ونصحت الفتيات اللواتي يعانين من هذه المشكلة بمصارحة الأم ومحاولة فهم ما يزعجها للتوصل إلى حل وسط يرضي الجميع. تنشئة الأم وأوضح الدكتور أحمد العموش أستاذ علم النفس في جامعة الشارقة أن هناك أسباباً عدة تؤدي إلى مثل هذا النوع من الغيرة، منها تنشئة الأم الاجتماعية، التي تلعب دوراً مهماً في تكوين الشخصية، حيث من المحتمل أن تكون الأم، نشأت على مثل هذا السلوك من قبل والدتها فاكتسبته، وأصبحت تطبقه على ابنتها، بالإضافة إلى ضعف التواصل والتفاهم بين الأم والأبنة وغياب الصراحة بين الطرفين، وإهمال الفتاة لأمها وتفضيل صديقاتها عليها يؤدى إلى خوف الأم، من فقد إبنتها مما يولد شعوراً، لديها بالغيرة من صديقاتها، مشيراً إلى أن المستوى التعليمي للأم يلعب دورا مهما في تحديد مدى هذه الغيرة، فكلما زاد مستوى الأم التعليمي زاد وعيها، في كيفية التصرف الصحيح، إزاء هذه المشكلات بطرق تكسب من خلالها ابنتها. وأوصى العموش الفتاة بأهمية تحقيق الموازنة بين الأم وصديقاتها، ومحاولة التقرب من أمها أكثر، كي لاتشعرها بالإهمال، الذي يؤدى إلى مثل هذه الغيرة السلبية، بالإضافة إلى محاولة إشراكها في بعض جلساتها مع صديقاتها ومشاركتها بفي بعض الأمور، لتشعر الأم بمكانتها لدى إبنتها وتبعد فكرة احتمالية استبدال الابنة لها بالصديقات. تأثير سلبي على الفتاة قال الدكتور أحمد العموش أستاذ علم النفس في جامعة الشارقة، إنه يجب على الأم، أن تعي أن هذه الغيرة تؤثر سلباً على الفتاة، فتجعلها شخصية انسحابية غير تفاعلية وانعزالية تنسحب من علاقاتها الاجتماعية، تحت ضغط غيرة أمها، وذلك تجنبا للاحتكاك مع والدتها، مما يؤدي إلى فقدها الثقة في نفسها نتيجة السيطرة التي تحاول الأم إحكامها عليها، وأن تعي كذلك تأثير هذه الغيرة، على علاقتها مع ابنتها حيث من الممكن أن تؤدي إلى الكراهية والعدوان، فمثل هذه الغيرة، تسهم بشكل كبير في زيادة الفجوة بين الأم وابنتها، وشعور الابنة بالإضطهاد نتيجة سيطرة وغيرة الأم عليها، حيث إن الفتاة تعتبر الصديقات متنفساً لها خارج نطاق أسرتها، والبيت ومسؤولياته، فلا يجب أن تحرم منه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©