السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفل الأول «حقل تجارب» الوالدين لمعرفة أفضل أساليب التربية

الطفل الأول «حقل تجارب» الوالدين لمعرفة أفضل أساليب التربية
24 أغسطس 2012
يحمل ميلاد الطفل الأول فرحة كبيرة لكل أسرة، مصحوبة باهتمام وترقب للضيف الجديد، الذي سيظل متمتعاً بمكانة خاصة طوال العمر، فهو الابن الأكبر وأول فرحة كبرى، يتقاسمها الوالدان داخل الأسرة، غير أن هذا الضيف الجديد، يصبح في أحيان كثيرة «حقل تجارب» الوالدين للوصول إلى أفضل الأساليب التربوية في التعامل معه ومن ثم إخوته من بعده، كما أن قدومه يعلن عن دخول الأسرة إلى مرحلة جديدة تغير حياتها وتربك الكثير من حسساباتها. (أبوظبي) - أوضح العديد من الآباء والأمهات أن تربية الأبناء، تمر بمراحل عدة، حتى يستقر الأمر على أسلوب معين للتعامل معهم، خاصة الطفل الأول، نظراً لعدم الخبرة العملية، في التكيف مع الحياة الجديد، التي أتى إليها ضيفاً جديداً. ?إلى ذلك قال علي سلمان المهيري 32 سنة موظف بإحدى الدوائر الحكومية، ولديه ثلاثة أبناء، إن قدوم طفله الأول جعله يشعر، بأنه دخل مرحلة جديدة في حياته، لدرجة أنه أخذ يغير من بعض طباعه مثل العصبية، وأصبح أكثر هدوءاً وميلاً لحل مشاكله لأسرية بالحوار الهادئ بعيداً عن الصخب والضجيج الذي لازمه فترة في بداية حياته الزوجية. وأشار إلى أن اتباعه هذا الأسلوب الهادئ ساعده في التعرف على كيفية التعامل السليم مع الطفل، وبالتالي صارت تربية ابنيه الآخرين أكثر سهولة، وصار لديه خبرة في التعامل معهما بشكل سلس، خاصة، إنه يستشعر قدر النعمة الكبيرة التي أنعمها الله عليه، لكونه رزق بثلاثة أبناء في أتم صحة وعافية، وهي نعمة كبرى تستحق من الله الشكر الكبير. أفضل الثمار من جهته يقول صادق عبد الرحمن 27 سنة ويعمل موظف إداري، إنه متزوج حديثاً، وفي انتظار طفله الأول، إن الأبناء هم أفضل ثمار الحياة الزوجية، والابن الأول له فرحة خاصة، وبالتالي يتطلب استعداد خاص للتعامل معه وتربيته بشكل سليم، ليس فقط لأنه أول فرحة، ولكن لأنه سيكون الابن الأكبر لإخوانه وأخوته، وبالتالي سيكون عليه عبئ كبير، وهو ما يستلزم من الأب الاهتمام به وتربيته بأفضل الطرق وفقاً لمبادئ الدين الإسلامي والتقاليد والقيم السائدة في مجتمعنا. وأوضح عبد الرحمن أنه الآن يقرأ في بعض الكتب عن أساليب التربية الصحيحة فضلاً عن تجواله في الشبكة العنكبوتية لقراءة أحدث الدراسات العلمية المتعلقة بأسس التربية، وكذلك الإطلاع على التجارب الأسرية التي تعرضها بعض المنتديات التي تهتم بالأسرة والطفل، مؤكداً أن مثل هذه المنتديات حافلة بالكثير من التجارب التي تفيد الكثير من الآباء ممن ينتظرون قدوم مولودهم الأول، حتى يكونوا على علم ودراية بالطرق التي تكفل للضيف الجديد حياة سعيدة وسليمة، وخالية من الاضطرابات النفسية أو الاجتماعية التي قد تنشأ عن الجهل بكيفية التنشئة السليمة. أحاسيس جميلة عبد العزيز سلطان الرميثي 26 سنة، وهو صاحب عمل حر، يوضح من جانبه أن العام الأول في حياته كوالد، كان منذ عامين حين رزق بابنته عائشة، في ذلك الوقت، يقول الرميثي، شعر بأحاسيس جميلة ومختلفة، وأدرك المعنى الحقيقي للأبوة، وأصبح يتعجل الوقت للذهاب إلى البيت لرؤية ابنته ومداعبتها، واعتبر أن أجمل الأوقات التي يعيشها كانت تلك التي يقضيها بصحبة ابنته، ومتابعة مراحل نموها أمام عينيه. ويذكر الرميثي أن الوالدين قدما له كثير من النصائح قبل قدوم طفلته، منوهين إلى أنه الآن صار يحمل مسؤوليات متعددة، وأنه سيكون خير قدوة لأولاده، ومن ثم عليه مراقبة كل تصرفاته وسلوكياته، كونها ستكون النموذج الذي يسير عليه أبناؤه في حياتهم المستقبلية. ويذكر سليم حسان 31 سنة، ويعمل مدرس لغة عربية، أن أفضل إعداد للوالد في سنة أولى أبوة، هو اتباع نصائح الرسول الكريم، ووصايا القرآن العظيم، في اتباع الأخلاق الحسنة والمعاملة بالمعروف داخل جدران المنزل، حتى تكون البيئة المنزلية مهيأة تماماً لتنشئة الأولاد بشكل تربوي سليم، وبما يتناسب مع أخلاقنا وعاداتنا كمجتمعات شرقية، وحذر حسان بعض الآباء من الانسياق وراء فرحتهم بمولودهم الجديد، بشكل ينسيهم أسس التربية السليمة له، كالإفراط في تلبية رغباته، أو جعله ينادي على الأب أو الأم باسمهما مجرداً دون أن يسبقه لقب بابا أو ماما، وكذلك يجب على الوالدين وخصوصاً الأب أن يتحليا بقدر من ثقافة التربية، عبر إطلاعهم وقراءتهم لبعض كتب التربية والموجودة في المكتبات أو على الشبكة العنكبوتية، كون التعرف على أسس وقواعد التربية الصالحة، يعد سبب رئيس في خلق أجيال ناجحة ومفيدة لأسرهم ومجتمعاتهم. وأخيراً يشدد حسان على أن القرآن الكريم أوضح أن البنين من زينة الحياة الدنيا، ومن ثم يجب على الأب أن يحسن شكر الله على هذه النعمة، من خلال الإحسان إلى الأبناء والحرص على نشئتهم بشكل يرضى الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم. خطة التربية من ناحيته يقول عيسى المسكري استشاري العلاقات الأسرية إنه من الجميل أن تمتزج فرحة قدوم المولود الأول بالخطة التي وضعت لتربية هذا المولود، بحيث تجتمع الفرحة مع خطة مسبقة لاستقبال هذا الضيف الجديد الذي سيجعل الحياة الأسرية تتسم ببهجة من نوع خاص، ولكن الأجمل أن نحول هذه النعمة إلى تربية صالحة بالنسبة للاستعداد لاستقبال هذا الطفل، فهناك ثلاثة أنواع من الاستقبال ينبغي على كل والد أن يكون على علم ودراية كاملة بهم، وهي الاستقبال العاطفي والنفسي، التربوي، والإيماني. وأوضح أن الاستقبال النفسي والعاطفي مبنى على الرحمة والعاطفة والحب، وأن كثيرا من الآباء لا يعرفون ترجمة هذه العاطفة إلى شكل حسي مباشر، من خلال القبلة واللمسة والاقتراب من الطفل، وهذا يعد امتثالاً لتوجيهات الرسول الكريم صلى الله عليّه وسلم بضرورة ملاعبة أطفالنا وتقبيلهم وخلق أجواء من الرحمة والحب معهم، وجميعنا يعرف الواقعة التي رفض فيها الرسول الكريم تعيين أحد المسلمين الأوائل والياً على أحد البلدان بعد أن علم أنه لا يلاعب أطفاله ولا يحمله، كون ذلك فيه جانب من سوء المعاملة التي تحمل آثار سيئة على الطفل. وأكد المسكري أن الاستقبال العاطفي للمولود، الذي يسمى أيضاً الاستعداد القبلي، يحتاج إلى قدر من الثقافة المبدئية بأهمية دور الأب في المراحل الأولى من حياة الطفل بقدر يكاد يكون مساو تماماً لأهمية دور الأم. كما أوضح أن الاستعداد التربوي، مبني على أنه منذ اليوم الأول لميلاد الطفل، وأنه هناك مجموعة من السنن والآداب الواجب اتباعها ومنها العقيقة وتسمية الطفل باسم حسن لكون الاسم يساهم بشكل غير مباشر في تشكيل شخصية الطفل، حيث نجد أن كثير من الأسر تجعل فرحة وجود الطفل الجديد وكأنه مهرجان أو حفل داخل البيت، وهذا شيء جيد، لكن على الوالد وسط هذه الفرحة أن لا يغيب عن باله أبداً أنه الموجه الأول في عملية التربية التي يخضع لها الطفل ومن ثم يجب أن تكون خطوات التنشئة في إطار من الاهتمام الأبوي والملاحظة المستمرة لسلوكيات الطفل والتدخل بالتوجيه في الوقت المناسب حين يحتاج الطفل للتوجيه والملاحظة. وبين أن الاستعداد الأخير الذي يجب أن يتهيأ له الوالد، هو الاستعداد الإيماني وذلك بالدعاء والشكر كون هذا المولود منحة إلهية من الله، وهنا على الجميع إدراك أن الطفل يتشرب من البيئة المحيطة به، حتى من قبل قدومه إلى الحياة وولادته، فالطفل يشعر بكل ما يدور حوله وهو جنين في بطن أمه، ومن ثم فأن تأثره بالبيئة الإيمانية في المنزل تبدأ في مرحلة مبكرة كثيراً عما يعتقد الكثيرون الذين يغفلون هذا الجانب، وهو ما يجب أن يتلفت إليه الوالدان، بالتقليل من خلافاتهما قدر الإمكان منذ بدء المرحلة الجنينية للطفل، وحين يولد عليهم أن يحلوا جميع خلافاتهم بعيداً عن حضرة الطفل، وأخيراً فإن الطفل نعمة كبرى قد تتحول إلى نقمة إذا لم نحسن استقبالها والتعامل معها بشكل سليم يضمن لنا أجيال صالحة ونافعة. اللمسات العاطفية أوضح عيسى المسكري استشاري العلاقات الأسرية أن بعض الأطفال الذين وضعوا في ملجأ في أحد الحروب، لوحظ أن كثيرين منهم ماتوا لكونهم حرموا من اللمسة الجسدية والعاطفية، وهذا يعني أن حرمان الطفل من هذه اللمسات سيؤدي إلى إصابته بأمراض عضوية ونفسية، وهو ما أثبتته كثير من الأبحاث والدراسات العلمية، وعلى الآباء أن يقتربوا من الجنين في بطن أمه، وعندما يدرك الآباء أهمية تلك اللمسات عليهم تجنب الخلافات والمشاحنات المنزلية وغيرها من الأشياء التي تؤذي الجنين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©