السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرلمان··· منبر لمعارضي شافيز!

البرلمان··· منبر لمعارضي شافيز!
3 مارس 2009 00:22
بعد مرور أيام على الاستفتاء الذي أجراه الرئيس الفنزويلي'' هوجو شافيز'' لإلغاء القيود التي كانت مفروضة على مدد الترشح للرئاسة، وقف ''خوان خوزيه مولينا'' في الجمعية الوطنية الفنزويلية(البرلمان) ليقول إن ذلك النصر ليس إلا ''عملية تزييف كبرى قدر لها النجاح بسبب ضعف المؤسسات، واستغلال الشعب، من قبل أجهزة الحكومة المنتشرة في كل مكان''· وكما يحدث في كل مرة يتحدث فيها ''مولينا'' أو يصعد إلى المنصة، فـــــإن زمــــــــلاءه فـــــــي المجلــــــــس - باستثناء حفنة موالية لشافيز- حاولوا إخراسه من خلال عاصفة من صفير الاستهجان والهتافات، كما هدر واحد منهم وهو ''كارلوس إسكارا'' في نفس هذه الجلسة التي شهدتها الجمعية الأسبوع الماضـــي قائلا: ''لن نسمح لأنفسنا بأن نتعرض للخداع ثانية بواسطة المأجورين''· هكذا تحدث النواب الواحد تلو الآخر، واصفين ''مولينا'' وغيره من أعضاء حزبه بالكاذبين، والخائنين لوطنهم الأم· ولكن مولينا وحزبه السياسي''بوديموس''، الذي يحتل سبعة مقاعد في الجمعية، احتفوا بهذه اللحظة واعتبروها فرصة سانحة للكلام بحرية خصوصا في الوقت الحالي الذي يزداد فيه مثل هذا الأمر صعوبة على الدوام· ففي حكومة يعتبر فيها الخضوع لشافيز شرطاً أساسياً، فإن المكان الوحيد الذي يمكن للرئيس الفنزويلي ومؤيديه أن يواجهوا أصوات منشقة، ومنتقده لإجراءاته وقراراته، هو الجمعية الوطنية التي يبلغ عدد أعضائها167 عضوا· يقول مولينا (53 عاما): ''نحن سبعة نواب نمثل ملايين الفنزويليين··· ومنذ عام 2007 تمكنا من شغر هذه المساحة في الجمعيـــة الوطنيـــة التي ندعـــو من خلالها إلى التخلص من شافيز، أو طرده خارج البلاد· فقضيتنا الأساسيـــة هي الدفاع عن الحرية، ومن هذا المنطلق نوجه انتقاداتنا''· وفي الوقت الذي يبدأ فيه شافيز عقده الثاني في الحكم، فإن الاستفتاء الذي فاز به في الخامس عشر من فبراير الماضي، يعني أنه قد غدا بإمكانه ترشيح نفسه لولاية جديدة عندمـــا تنتهي ولايته الحالية في عام ·2012 والدولـــة التي يديرهـــا شافيـــز هي مزيــج من الاشتراكية والرأسمالية، والديمقراطية والأوتوقراطية· فهناك انتخابات وهناك صحافة نشطة وإن كانت مهددة، أما عامة الشعب فهم يوقرون شافيز بسبب البرامج الاجتماعية السخية التي يطبقها في البلاد· ولكن فنزويلا هي أيضاً بلد يحمل نواحي شبه لا خلاف عليها مع بعض من الأنظمة الأكثر رداءة التي كانت قائمة في القرن العشرين· فزعيمها يحتل مكانة شبه مقدسة بين أنصاره، سواء كانوا من المواطنين العاديين، أو وزراء الحكومة، أو أعضاء الجمعية الوطنية، الذين يعتبرون كل كلمة يتفوه بها إنجيلاً، ويعتبرون توجيهاته أوامر يجب تنفيذها بحذافيرها· وهناك بالإضافة لذلك، خمس محطات تلفزيونية تذيع خطبه، وتغطي مؤتمراته الحاشدة، وتتابع الرحلات التي يقوم بها إلى المناطق الداخلية في البلاد· وخلال العقد الماضي تمكن شافيز من السيطرة على المحكمة العليا، والمحاكم الأِقل درجة، وعلى شركة النفط التابعة للدولة، والقوات المسلحة، وجميع أجهزة الإشراف والتحقيق، بالإضافة لمكتب المدعي العام· والجمعية الوطنية هي الأخرى تحت سيطرة شافيز، وذلك بعد أن قاطع السياسيون من قادة المعارضة الانتخابات التي أجريت عام ،2005 وفقدوا بالتالي جميع المقاعد التي كانوا يحتلونها، وهو ما مثل خطأً فادحاً لا تزال المعارضة تعض بنان الندم حسرة عليه حتى لحظتنا هذه· ويحاول حزب'' بوديموس'' المعارض أن يقتطع لنفسه مكاناً وسط فضاء يزداد ضيقاً وعداءً على الدوام· وهذا الحزب الذي يعني اسمه (نحن نستطيع) باللغة الإسبانية، كـــان في يـــوم من الأيام مؤيداً لشافيز، ولكنــه انفصــل عنــه عام ،2007 عندما ضغط الرئيس الفنزويلي من أجل ضــــم جميـــع الأحزاب المؤيــــدة لــــه في حزب واحـــد يطلـــق عليـــه '' الحزب الاشتراكي الموحد''· ومنذ أن حدث ذلـــك الانفصــال انشق عدد من النــــواب من كتلـــة الحكومة في البرلمان، وانضموا إلى كتلة حزب''بوديموس'' في معارضة شافيز· في مقابلة مع رئيسة الجمعية الوطنية ''سيليا فلوريس'' قالت:''إن البعض يعتقد أن ''بوديموس'' لم يكن في أي وقت حزبا موالياً ولاءً حقيقياً للحكومة، وإنما كان أشبه ما يكون بحصان طروادة، يستخدم موقعه في البرلمان لجمع المعلومات التي يمكن أن تستخدم فيما بعد ضد شافيز''· والجمعية الوطنية ذاتها تتعرض في الوقت الراهن لانتقادات منها تلك التي يوجهها ''سيمون رفائيل جيمينز''، الذي كان حليفاً لشافيز عندما كان عضوا في الجمعية الوطنية في السابق الذي يقول:''إن الجمعية قد تحولت من حيث الجوهر إلى تجمع يقوم بالتصديق تلقائياً على كل ما يقترحه شافيز دون مناقشة··· بمعنى آخر تحولت هـــذه الجمعيـــة إلى مجرد ديكـــور لا معنى لـــه يتنافـــس أعضــاؤه فيما بينهم للثناء على شافيز والتزلف له''· هناك حفنة من أعضاء الجمعية الوطنية المؤيدين لشافيز لا يختلفون كثيرا عن هذا التقييم، ويعبرون عن قلقهم من الأضرار التي يمكن أن تتعرض لها الديمقراطية في البلاد من جراء ذلك· من بين هؤلاء ''لويس تاسكون'' الذي تم عزله من الجمعية الوطنية بعد أن اتهم عائلة أحد مساعدي شافيز المقربين بالفساد، ففي مقابلة أجريت معه أشار ''تاسكون'' إلى أن ''المعارضة قادرة على كسب أرض في انتخابات الجمعية الوطنية العام المقبل، إذا ما أخفق أعضاء البرلمان في الاشتباك مع المسائل التي تهم الناخبين، وعلى الجمعية لعب دور أكثر فعالية يقوم على المبادرة· وفي ظني أننـــا إذا لم نفعل الأشياء على النحو السليم، وإذا لم نكـــن شفافين، وإذا لــــم نكــن كفوين، وإذا لم ندعم مؤسسات الدولة، فإننا سنحكم على أنفسنا بالموت''· خوان فوريرو-كاراكاس ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©