الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سينما العيد «كاملة العدد» و «كابتن أميركا» الأكثر مشاهدة

سينما العيد «كاملة العدد» و «كابتن أميركا» الأكثر مشاهدة
5 سبتمبر 2011 00:23
شكلت عطلة عيد الفطر السعيد فرصة أمام عشاق السينما للتعبير عن شغفهم بالفن السابع، تقاطر الناس جماعات نحو صالات العرض لمشاهدة الأفلام المميزة التي جرى اختيارها للمناسبة بشكل يراعي مختلف الأذواق والميول، حيث كان لأفلام الأكشن نصيب وافر، وتميز في هذا الإطار فيلم “كابتن أميركا”، إخراج جو جوتستن بطولة كريس ايفانز، هيفو ويفينج، وسامول جاكسون. وهو من الأفلام التي احتلت مرتبة متقدمة في سجلات شباك التذاكر الأميركي. (أبوظبي) - رزنامة العيد السينمائية لم تغمط الأطفال حقوقهم، حيث شكل الجزء الأخير من فيلم “السنافر” محط رحالهم الترفيهي، ولشخصيات هذا الفيلم علاقة سابقة مع المشاهدين الصغار، حيث سبق لهم متابعة مغامراتهم العذبة في أكثر من إصدار سابق. أيضا كان للسينما العربية نصيبها، عبر الفيلم الكوميدي “أنا بضيع يا وديع”، وهو استقطب اهتمام كثيرين، بالرغم من الحملة المضادة التي تعرض لها عبر الشبكات الاجتماعية متضمنة دعوات لمقاطعته كونه يعبر بطريقة خاطئة وساخرة عن المستجدات التي شهدتها الساحة المصرية مؤخراً. شعور ممتع يقول إيهاب عوض إنه كان ينتظر عرض فيلم “كابتن أميركا” منذ أن علم بوجوده، وهو تابع أجزاءه السابقة، تحت مسميات مختلفة، وأعجبته فكرة العمل السينمائي القائمة على انتقال المرء من حالات الضعف والتهميش إلى أقصى مراحل القوة، كما لفته أداء ممثليه الذين تميزوا بطاقة مميزة في الأداء، وقدرة هائلة على الإقناع.. من جهتها توضح هبا توفيق، وهي أم لطفلين، أنها انسجمت مع فيلم السنافر الذي حضرته مع ابنيها، وقد لفتها الحبكة الدرامية المقنعة، حيث شعرت أن السيناريو يحترم الصغار، ويقدم لهم ما يقنع عقولهم الباحثة عن أجوبة كثيرة. كذلك تقول رانية الخليل “طالبة”، إن مشاهدة الفيلم في السينما حدث مختلف عن متابعته في المنزل، فهنا ثمة آخرون يشعر المتابع أنهم يشاركونه حالات الترقب والتفاعل مع أحداث الفيلم، وهو شعور ممتع، هذا بالإضافة إلى بلاغة المؤثرات الصوتية والضوئية، هذه العوامل، وغيرها ممن يشعر به المرء دون أن يستطيع التعبير عنه بدقة، هي التي تجعل من عملية حضور الفيلم السينمائي ضرورة مع بعض العناء الذي تتطلبه.. خيبة أمل أما علاء شرف “مدرس جامعي” فيوضح أنه حضر فيلم “كونان البربري”، وهو أعجب بالتقنيات العالية المستخدمة في الفيلم، حيث يبدو في منتهى الواقعية بالرغم من كونه فيلماً خيالياً.. يضيف علاء: هناك بعض الزحمة التي تشهدها صالات السينما، لكنني مع ذلك أرتاح لمشاهدة الأفلام في العطل، أرى في الأمر ما يشبه الكرنفال الاحتفالي، ويسعدني أن هناك كثيرين يشاركونني شعور الإعجاب بفيلم أو بممثل محددين. من جهتها سهى الطويل حضرت فيلم “انا بضيع يا وديع”، وهو فيلم مصري كوميدي، تقول عن سبب اختيارها لفيلم لا يضم نجوماً مميزين في كادره: هذا هو السبب بالضبط، أن أبطاله لا يملكون النجومية التي يتميز بهم سواهم، أردت التعرف على وجوه جديدة. وتضيف: التجارب المستجدة تكون غالباً جديرة بالمتابعة، فهي تكون حريصة على النجاح، دوماً يبذل المبتدئون جهوداً مضاعفة لتلك التي يقدمها مجربون واثقون من قبول الجمهور لهم، كذلك هو أمر جيد أن يتابع المرء تجربة مستجدة تتيح له الإلمام بالخطوات الأولى لممثل، أو لفريق عمل، قد تقوده نحو الشهرة والنجاح.. بدوره يوضح سمير عربي “مهندس”، أن صلته بالسينما بالغة الوثوق، وهو يحرص على متابعة الأعمال السينمائية المستجدة لا سيما تلك التي تثير ضجة لدى الإعلان عنها، لكن سمير يبدي خيبة أمله حيال المعروض خلال العيد، حيث لا يرى في الأفلام التي تقترحها الصالات على روادها ما يثير الاهتمام: “الواضح أن دور السينما اعتمدت على الأفلام التي لاقت رواجاً في الغرب، لكن الرائج هناك ليس بالضرورة أن يكون ملائماً لنا هنا، فالأذواق تختلف، كما أن الأفلام التي تختزن الكثير من الصخب ليست هي التي تحظى بقبول المشاهدين حتماً، فبعض الهدوء يكون ملائماً أحياناً لعرض سينمائي ناجح. جرعة ترفيه من جانبها تقول لينا النجار “موظفة”، إن عملية الذهاب إلى السينما تحتمل الكثير من التحضيرات والطقوس المصاحبة، في البدء لابد من متابعة الإنترنت لمعرفة الأفلام المعروضة، ومقدار تميز كل منها، أيضاً المسألة تمر عبر استمزاج الآراء، وسؤال الأصدقاء عن الفيلم المناسب، لكن في بعض الأحيان يكفي وجود النجم المفضل على لائحة العرض حتى يكون بالوسع اتخاذ القرار دون عناء، فأن يكون هناك فيلم معروض لجوليا روبرتس مثلاً أمراً يساعد على حسم الخيارات، ولا تبقى هناك حاجة لخارطة الطريق التقليدية. لينا اختارت أن تشاهد فيلم Crazy Stupid Love وهو عمل كوميدي تعاون على إخراجه جلين فيكارا وجون ريكوا، وكانت البطولة لستيف كاريل وريان جوسلينج وجوليان مور. توضح محدثتنا أنها لم تندم على اختيارها، فقد تضمن الفيلم جرعة عالية من الترفيه، دون أن يتنازل عن السوية الفنية الملائمة، إذ حافظ الممثلون على طاقاتهم التعبيرية، وكانوا في غاية الإقناع. يتناول فيلم “كابتن أميركا” حكاية بطل خارق لم يكن كذلك في الأساس، فقد كان يبحث عن وظيفة في الدفاع المدني ليتمكن من العيش بطريقة كريمة عندما فوجئ بالرفض، ولأسباب تتصل بافتقاده للمؤهلات الجسدية الملائمة. ساور الرجل شعور يماثل العجز، رأى نفسه مختلفاً عن الآخرين، وكان اختلافه ذاك مبرراً للإحساس بالضعف، وما ساهم في مفاقمة المشكلة أن الإمكانات الجسدية تتراجع مع التقدم في العمر، أي أنه أمام مشكلة لا يستطيع التحالف مع الزمن في سبيل إدراك حلول لها، بل إن الزمن نفسه هو ما يمنحها إمكانية التحكم به، والسيطرة عليه، وصولاً إلى إلغائه بصورة كاملة. كانت هذه المشاعر تسيطر على ستيف روجرز “كريس ايفانز”، عندما علم بوجود برنامج لتصميم نماذج بشرية خارقة، اعتماداً على أصول عادية، هذا الأمر على غرائبيته كان أكثر ما يحتاجه صاحبنا ليعود إنساناً طبيعياً، لا تتحكم به عقد النقص والشعور بالدونية حيال الآخرين. ما ساهم في تفعيل الموقف أن تحوله الأسطوري أتى في زمن كانت بلاده تحتاج إلى مثله ليتمكن من مواجهة أخطار شتى تحدق بها، هكذا تحول الرجل الهامشي إلى أسطورة في عيون معاصريه، حكاية تشبه حكايا سوبرمان وباتمان وسواهما من الناس الخارقين الذين يمتلكون قوى غير عادية، لكنهم يضعون قواهم في خدمة الخير العام، المختلف في حالة الكابتن أنه لا يكتفي بمواجهة الأخطار ومساعدة العدالة في النيل من مرتكبي الجرائم، بل كان هو نفسه يمارس الاقتصاص من هؤلاء المرتكبين بعيداً عن أي أثر لمرجعية قانونية هي الحد الفاصل بين تحقيق العدل وممارسة البطش تحت ذريعة الانتقام، لم يكن كابتن أميركا يحذر من أن يصير وحشاً بينما هو يصارع الوحوش، فقد استند إلى مشروعية حماية وطنه من الأخطار ليكون هو نفسه مصدراً للخطر على الأعداء، وهي وجهة نظر تحتمل الخضوع للنقاش برأي البعض.. كما يسهل التوقع في حالات مماثلة فقد أمكن للبطل الأسطوري أن يدفع الكوارث عن بلاده، وهو استطاع أن يلحق الكثير من الأذى بكل من حاول استهداف الناس الأبرياء، تحول بطلاً كلي فائق القدرة لا قبل لأحد بمنافسته أو تحمل أعباء المواجهة معه. تحقيق الهدف النبيل من المصادفات التي تستحق التوقف عندها تزامن عرض “كابتن أميركا” مع “كونان البربري”، وفي القصتين تشابه جوهري بالرغم من بعض الاختلاف في السياق، كونان أيضاً يسعى للانتقام من مجرمين قتلوا والده، ودمروا بلدته، الرجل هنا أيضاً يمتلك مواصفات خارقة، يسخرها للانتقام، ومع أن الأحداث تدور في مدينة تاريخية، واعتماداً على أدوات صراع قديمة، إلا أن الآلية المعتمدة تبقى هي نفسها: إرادة صلبة مصممة على النيل من الأعداء بأي ثمن، وقدرات فائقة يجري تسخيرها لتحقيق الهدف النبيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©