حمد بن خليفة: قلة الخبرة وراء الخسارة ونبارك للاعبينا على الأداء

أكد الشيخ حمد بن خليفة رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم أن لاعبي "العنابي" كانوا رجالاً وأدوا بروح قتالية عالية وظهروا بمستوى رائع خلال لقاء اليابان لكن بعض الظروف حالت دون الفوز. وأوضح في تعليقه على خروج "العنابي" لبرنامج "ليالي اسيا" على قناة الجزيرة الرياضية أن عامل الخبرة للمنتخب الياباني حسم النتيجة، فيما نجد أن منتخبنا قليل الخبرة، فضلاً عن ظروف الهدف الأخير الذي أحرزه المنتخب الياباني فهناك شكوك كبيرة حول صحته. وتابع رئيس الاتحاد القطري: "لقد أدى اللاعبون ما عليهم ونحن فخورون بهم ونبارك لهم على هذا الأداء الممتع خلال المباراة وخلال البطولة بشكل عام"، وأضاف: "يجب أن لا ينسى الجميع أننا واجهنا المرشح الأول للفوز بالبطولة ومن ثم فالهزيمة أمامه ربما تكون طبيعية، وهناك فوارق كبيرة بين منتخبنا والمنتخب الياباني لكننا ألغينا هذه الفوارق خلال المباراة، وفي النهاية الظروف تكاتفت لخدمة الفريق الفائز، وعلينا أن نتأكد أن البطل في الختام واحد ولن يحصل على البطولة سوى منتخب واحد، ويجب أن نتقبل الهزيمة، خصوصاً أن منتخبنا ظهر بمستوى متميز في ظل امتلاكه لمجموعة من اللاعبين الشباب الصاعد. ورفض الشيخ حمد بن خليفة إبداء أية أعذار للخروج أمام الجماهير، مشيراً إلى أن الجماهير القطرية متفهمة الموقف تماماً وتعرف المجهود الذي قدمه اللاعبون داخل الملعب، وأعتقد أيضا أن جماهير قطر سعيدة بهذا المنتخب الواعد. وأكد أن العنابي خرج بالعديد من الدروس من هذه البطولة ويجب الاستفادة منها بشكل مثالي، منوها إلى أن دراسة الأمور بشكل متأن في الفترة المقبلة ستتيح لنا مزيداً من الحلول للمستقبل. من جانبه، أكد الصربي جمال الدين ميلسوفيتش مدرب منتخب قطر السابق، أن الكلام سهل جداً داخل ستوديوهات التحليل وبعيداً عن المستطيل الأخضر، لكن بكل تأكيد الفعل داخل الملعب من المدربين يكون أصعب، فالوضع يختلف تماماً عن كونك مشاهدا من الخارج، لذلك نقد المدربين أمر صعب وكل مدرب له طريقته في التفكير التي يجب أن تحترم، ويجب أن نكون ملمين بكافة الظروف المحيطة به. وقال جمال الدين خلال تحليله لأسباب خروج "العنابي" من البطولة على يد اليابان ببرنامج "ليالي آسيا" على قناة "الجزيرة الرياضية"، مشيراً إلى ضرورة الوضع في الاعتبار أن قطر كانت تواجه أفضل منتخب في آسيا في الوقت الراهن، وهذا أمر يؤكد عليه الجميع، فاليابانيون بنوا منتخباً رائعاً ويمتاز بالعديد من الصفات على رأسها المهارة والسرعة التي يتفوق بهما على جميع المنتخبات التي تواجهه، إضافة إلى القدرة على التكيف والتعامل مع كافة الظروف بسبب سرعة ردة الفعل والإمكانات الفنية العالية التي يتمتع بها اللاعبون في ظل قيادة فنية واعية من خارج الخطوط عن طريق الإيطالي زاكاروني. وأضاف: "الكل شاهد البداية الرائعة للمنتخب القطري لكن للأسف فقد اللاعبون التركيز في فترات كثيرة على مدار اللقاء، الأمر الذي كلفهم الخسارة على الرغم من التفوق العددي داخل الملعب بعد طرد لاعب من اليابان"، وأشار إلى أن نقص الخبرة لدى لاعبي المنتخب صاحب الأرض والجمهور كان أحد العوامل المهمة خلال المباراة والذي رجح كفة "الساموراي" الياباني نظراً للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها لاعبوه، وقدرتهم الرائعة على تنفيذ التعليمات الفنية بشكل رائع من خلال استغلال نقاط ضعف الخصم. وفي إجابته على سؤال حول تعامله مع مجريات الأمور في ظل تقدم الفريق الذي يدربه بهدفين مقابل هدف للخصم واللعب بتفوق عددي، قال: "أعتقد أن المواقف تختلف من مدرب إلى آخر حسب ظروف فريقه ورؤيته الفنية وربما أطلب من الحكم أن ينهي المباراة فور تسجيل فريقي للهدف الثاني وهو أمر مستحيل". وعاد ميلسوفيتش ليؤكد أن "العنابي" واجه منتخباً قوياً ويعرف كيف يتعامل مع مثل هذه المباريات نظراً للعقلية الاحترافية الرائعة التي يتميز بها اللاعب الياباني عن غيره من لاعبي المنتخبات الأخرى على مستوى القارة، ويكفي أن عدداً كبيراً منهم محترف بدوريات أوروبية قوية كالدوري الألماني مثلاً. وعن رأيه في الوضع الراهن للمنتخب القطري أكد ميلسوفيتش أن الكرة القطرية بشكل عام تحتاج إلى تغيير جذري وثورة في الوقت الراهن، مشيراً إلى ضرورة التفكير بشكل جدي في عدد كثير من الأمور والتي يجب إعادة النظر فيها وإعادة بنائها من جديد، على رأسها قطاعات الناشئين بالدولة فهي الأساس في كل شيء ولا يمكن تجاهلها على الإطلاق، فالطبيعي في أي مكان في العالم أن تكون لديك قاعدة قوية حتى تبني عليها بنيانا سليماً يؤهلك للمنافسة بقوة في كل البطولات التي تشارك فيها، وأكد أن ذلك لن يأتي بين يوم وليلية بل يحتاج لسنوات وعلى المسؤولين عن الكرة القطرية أن يعيدوا النظر في هذه الجزئية تحديداً. وطالب ببناء عمل منظم يبدأ من المدارس بهدف تربية النشء على حب كرة القدم والترعرع وسط بيئة رياضية يحبونها منذ الصغر، وأعلن أنه بدون السعي وراء تنفيذ ذلك لن تتقدم الكرة القطرية على الإطلاق. كما أشار إلى حتمية إعادة النظر أيضا في الدوري القطري، مؤكداً عدم القدرة على بناء منتخب قوي بدون دوري يتمتع بهذه الصفة، لذلك فالطبيعي جداً أن يحاول المسؤولون تصليح الوضع الراهن للدوري بقطر، لاسيما أنه المحك الأساسي للاعبين.