السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
18 نوفمبر 2006 01:06
إن لغة أي شعب هي الرابط بينه وبين جذوره، فهي وعاء لكل حضارة، ولعل بعض دعاة التحضر أساؤوا في ظنهم أنهم يحسنون صنعاً عندما انسلخوا من لغتهم، وذلك منذ السنين الأوائل من حياتهم، ولقد ساعد في تحقيق ذلك المشروع آباء وأمهات جهلوا ما استعملوه من معاول لهدم مستقبل مشرق لفلذات أكبادهم· يكبر الطفل ولا روابط له بمجتمعه، ومن ثم تاريخه وحضارته، لأنه يفتقد أداة التواصل، فهو لا يعرف لغته العربية لغة الوحي الالهي، ويتقن رطانة الأعاجم منذ نعومة أظافره· إن من المعالم التي استوقفتني عند قدومي إلى هذه البلاد مركز ''اقرأ لتعليم اللغة العربية''، وقلت في نفسي: إن هذه فكرة رائعة وخطوة واعدة نحو إحياء اللغة وإذكاء جذوتها في زمن طغت فيه اللهجات العامية من جهة والغزو الفكري الغربي من جهة ثانية· تعرفت على المركز عن كثب فوجدت أنه أخذ بعين الاعتبار تدريس اللغة العربية بجميع فروعها للعرب وغير العرب على حد سواء بمختلف مستوياتهم· إن المركز توج أنشطته ببرامج تحفيظ القرآن الكريم وتعليم أحكام التجويد للكبار والصغار، إضافة إلى دورات مختلفة تهدف إلى تنمية المهارات وصقل المواهب، ومن ذلك دورات في كتابة القصة أوالشعر أوالمقالة التي كان لي حظ المشاركة فيها· ولقد وفق المركز في اختيار الدكتورة مريم التي أعطت لهذه الدورة نكهة أدبية رائعة بطريقتها في عرض المادة وتحليل نماذجها، كما لا يفوتني أن أنوه بإدارة المركز التي تسعى جاهدة وفي مرونة إلى تقديم الخدمات للطلاب في الوقت الأنسب لهم· إن بعث الروح في لغتنا وتحبيبها إلى نفوس النشء هي أول لبنة في إعادة بناء صرح حضارتنا، وتحتاج منا إلى دراسة الأساليب المؤثرة في طفل هذه الحقبة، فإذا ما عشقها وتذوقها صارت في يده أداة تواصل وبناء· بشرى يعقوبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©