الرياض- الاتحاد: دخلت سوق الأسهم السعودية الأسبوع الماضي في تذبذبات حادة كسر المؤشر فيها حاجز 8000 نقطة ليصل إلى 7868 نقطة كأدنى نقطة له هذا العام، إلا أنه قلص خسائره وأغلق عند 8401 نقطة بانخفاض طفيف بلغت نسبته 0,3% عن إغلاق الأسبوع السابق وهو المستوى ذاته الذي كان عليه المؤشر بداية ·2005
وقال تقرير مركز بخيت للاستشارات المالية: من الواضح أن السوق خلال الفترة الماضية تتحرك حسب نفسيات المتداولين التي أثَّر عليها الهبوط المستمر للسوق، كما كان للإشاعات دور في تحركات السوق بشكل عام، وحيث أن العديد من المتداولين لا يعتمدون في انتقاء استثماراتهم على أسس استثمارية صحيحة فبالتالي لم يكن للعوامل الايجابية الحالية دور في رفع ثقة المتداولين بالسوق، حيث تشير المؤشرات الاقتصادية إلى استمرار الاستثمارات المباشرة بوتيرة عالية في جميع القطاعات تقريبا وزيادة عمق ومتانة الاقتصاد السعودي الذي أدى إلى رفع التقييم الائتماني للمملكة من قبل مؤسسات التقييم الدولية، وذلك حسب التقرير السنوي لمؤسسة النقد الذي قدم لخادم الحرمين الشريفين خلال الأسبوع الماضي·
كما نتج عن هبوط السوق منذ بداية هذا الشهر وصول أسعار العديد من أسهم الشركات ذات العوائد إلى أسعار مغرية أقل من القيم العادلة لها، ونتيجة لذلك فقد استطاعت أسهم الشركات ذات العوائد التماسك أمام الهبوط الحاد والتقليل من خسائرها، بينما هوت أسهم المضاربة بنسب كبيرة، فمثلا انخفض كل من سهمي ''سابك'' و''الاتصالات'' بنسبة 14% و 12% على التوالي، مقارنة بانخفاض مؤشر سوق الأسهم بنسبة 20% منذ نهاية أكتوبر (بداية الهبوط الأخير)، بينما انخفضت كل من ''الشرقية الزراعية'' و''المتطورة'' بنسبة 64% و 56% على التوالي للفترة ذاتها· وانخفض ''مؤشر بخيت للأسهم الصغرى'' بنسبة 1% لهذا الأسبوع، وبذلك يكون قد انخفض 47% منذ نهاية أكتوبر 2006 مقارنة بارتفاع ''مؤشر بخيت للأسهم الكبرى'' بنسبة 6% لهذا الأسبوع ليقلص انخفاضه إلى 11% منذ نهاية أكتوبر ·2006
من جهة أخرى، تم إدراج وبدء تداول سهم ''سبكيم'' يوم السبت الماضي الذي سجل سابقة جديدة للأطروحات الأولية، حيث انخفض في اليوم الأول دون سعر الاكتتاب بنسبة 18%، ثم عاود للارتفاع في الأيام التالية ليغلق بنهاية الأسبوع الماضي فوق سعر الاكتتاب بنسبة 5%·
وناقش مجلس هيئة السوق المالية مدى التزام الشركات المساهمة بضوابط الاستثمار في السوق المالية، حيث قررت الهيئة العمل مع ست شركات مازالت تعمل على الالتزام بهذه الضوابط لتذليل الصعوبات التي تعترض التزامها التام بالضوابط، كما أعلنت الهيئة لائحة الشركات التي قامت بنشر مشروع لها في وقت سابق والذي يتوقع أن يكون له أثر ايجابي في أداء الشركات المساهمة المدرجة في السوق·
من ناحية أخرى، انخفضت أسعار النفط بشكل محدود الأسبوع الماضي متأثرة بتوقعات طقس معتدل نسبيا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أغلق سعر برميل نفط غرب تكساس الثلاثاء الماضي مسجلاً 58,3 دولار، بانخفاض قدره 0,7 دولار، أوما نسبته 1,1% عن سعره قبل أسبوع·
وأغلق مؤشر تداول لجميع الأسهم مسجلاً 8400,88 نقطة بانخفاض نسبته 0,3% عن إغلاق الأسبوع السابق، وبذلك يكون المؤشر انخفض بنسبة 49,7% منذ بداية العام، أما بالنسبة لقيمة التداول السوقي فقد ارتفعت الأسبوع الماضي، حيث بلغت 56,9 بليون ريال مقابل 42,0 مليار ريال للأسبوع السابق، واستحوذت أسهم ''الشركة السعودية للصناعات الأساسية'' و''الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات'' و''مصرف الراجحي'' الأسبوع الماضي على أعلى نسبة من التداول في السوق بنسبة بلغت 6% لكل منها·
وتوقع تقرير مركز بخيت أن تبدأ السوق في الاستقرار النسبي خلال الفترة القادمة، وذلك بعد الانخفاضات الكبيرة التي شهدها السوق منذ بداية هذا الشهر والتذبذبات الحادة خلال الأسبوع الماضي، إلا أن السوق ستكون معرضة للهبوط مرة أخرى إذا ما عاودت أسهم المضاربة في الارتفاعات الكبيرة غير المبررة، وذلك لعدم زوال المشكلة الأساسية التي يعانيها السوق من غلبة المضاربة على شركات لا تشكل قيمتها السوقية أكثر من 2% من السوق، وتستحوذ على ما بين40% و60% من تداولاته·
عدد اليوم
