محمد صلاح الدين:
عندما يصبح ''الخلع'' هو الحل أو هو الخيار العلاجي الوحيد·· تبدأ المتاعب، وتبدأ رحلة محاولة التعويض الطويلة والمكلفة· قبل سنوات كان فقد سن أو أكثر يعني متاعب لا تتوقف، لا تقتصر على شكل الفم وملامح الوجه وطريقة النطق·· بل تمتد إلى مشاكل عضوية عديدة مثل عسر الهضم والاضطرابات الهضمية الناتجة عن عدم القدرة على مضغ الطعام بشكل جيد، والسبب صعوبة تعويض السن المفقودة·· وعندما ظهرت الجسور الثابتة والأطقم المتحركة، قلت المشاكل وتراجعت المتاعب ولكن ظلت الحاجة قائمة إلى بديل علاجي أفضل يعيد للوجه اشراقته وللفم وظيفته·· واليوم أصبح الاختيار المثالي هو زرع الأسنان حيث النتيجة في النهاية تكون أسناناً طبيعية في الشكل واللون والصلابة والثبات·· ومن هنا نبدأ المحاورة مع الأستاذ الدكتور عمار الأمير استشاري طب وجراحة الفم والأسنان والفكين والمتخصص في الغرسات السنية بمستشفى النور·
يقول الدكتور عمار الأمير: إن خيارات تعويض الأسنان المفقودة أصبحت كثيرة ومتعددة·· فهناك الجسر الثابت، وهناك الطاقم المتحرك·· وأخيراً هناك الغرسات السنية التي تمثل قمة التقنيات العلاجية·
وقبل الخوض في موضوع الغرسات السنية لابد أن نعطي فكرة عن تطور الغرسات، فقد حاول الأطباء منذ سنوات عديدة تعويض الأسنان المفقودة بطرق مختلفة·· البعض فكر في استخدام السن المخلوع نفسه بعد ترميمه، والبعض الآخر فكر في خلع سن من شخص لزرعه في شخص آخر·· وهناك بعض الحالات التي يتم فيها زرع سن مكان سن مفقود في الشخص نفسه أو ما يعرف بنقل الأسنان·· وعلى سبيل المثال فإن الضروس التي تبزغ في وقت مبكر تصاب بالتسوس في وقت مبكر مما يتطلب في الكثير من الحالات وبعد استنفاد جميع الوسائل التحفظية، خلع الضرس المصاب، وهنا يمكن الاستفادة من ضرس العقل ونقله مكان الضرس المخلوع·
يضيف الدكتور عمار الأمير: محاولات زرع الأسنان بدأت منذ العام 1800 حيث كان الأطباء يثبتون صفائح معدنية في عظم الفك على أشكال متعددة لتثبيت الغرسات، وعبر سنوات طويلة تم استعمال الكثير من المعادن لهذا الغرض حيث استخدم البلاتين والذهب والفضة، وكان الهدف هو الوصول إلى أفضل معدن يمكن تثبيته في عظام الفك بأمان كامل بحيث لا يتفاعل مع الجسم وبحيث يتميز بالقوة الشديدة·· وبعد تجارب استمرت سنوات استقر علماء طب الأسنان على أن معدن التيتانيوم هو أفضل معدن يمكن الاعتماد عليه في صنع الغرسة السنية·
* كيف تتم عملية غرس الأسنان وما هو المقصود بالغرسة السنية ؟
ـ يقول الدكتور عمار الأمير: الغرسة أو ''الزرعة'' السنية المقصود بها قطعة معدنية مصنوعة من معدن التيتانيوم غالباً تثبت في عظم الفك بجراحة بسيطة تتم تحت التخدير الموضعي في معظم الحالات، وبعد التثبيت يتم تعويض الفراغ حول الغرسة المعدنية بأسنان اصطناعية مؤقتة لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر حتى يتاح لعظم الفك أن يلتئم حول الغرسة المعدنية تماماً ويتحد معها، وبعدها يمكن تثبيت الأسنان الدائمة حول الغرسات المعدنية·
يضيف الدكتور عمار الأمير أن عمليات غرس أو زرع الأسنان حققت تقدماً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية وأصبحت آمنة تماماً وتحقق معدلات نجاح فائقة·· ومن أهم مقومات النجاح بالإضافة إلى مهارة وخبرة جراح الأسنان الاختيار السليم للمريض، فبعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة قد لا يكون من المناسب إخضاعهم لعمليات غرس الأسنان·· وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى إجراء عمليات تطعيم لعظام الفك قبل تثبيت الغرسة·
عدد اليوم
