"الكتيبة الكرواتية".. خبرات متراكمة في خدمة "الزعيم"

مراد المصري (دبي)

أخبار ذات صلة

«كانتين الشاطئ».. أطباق شهية على مائدة «دبي للمأكولات»

«أرابيان كراون» لجودلفين يعزز حظوظه في «الديربي الإنجليزي»

أفضل ما نراه على المسرح، خلاصة جهد كبير تبدأ خلف الكواليس، سواء في الأفلام السينمائية أو مؤسسات العمل، وصولاً إلى الفرق التي نشاهد فيها 11 لاعباً على أرض الملعب، من دون أن ندرك العمل الكبير الذي يتم إعداده على مدار الأيام التي تسبق أي مباراة، أو مشاركة في بطولة، وهو حال العين الذي يملك «كتيبة كرواتية» رفقة زوران ماميتش تعمل بجد وإخلاص، وأسهمت معه بالوصول إلى هذا الإنجاز.
ويوجد مع زوران 12 شخصاً في الجهاز المساعد والطبي واللياقة، جميعهم من الجنسية الكرواتية، إلى جانب آخر يحمل الجنسية البوسنية، لكنه كرواتي، وعدد محدود من أصحاب الجنسيات العربية.
والأسماء يعملون منذ عام 2013، عندما تولى زوران تدريب دينامو زغرب، وسيطر معه على الكرة الكرواتية، وانتقلوا معه إلى النصر السعودي، وصولاً إلى العين، إلا أن أفراد «الكتيبة الكرواتية» يتميزون بأنهم أكثر من مجرد زملاء عمل، لأن علاقة أغلبهم تمدد إلى أكثر من ربع قرن، ويعرف زوران مساعده الأول دامير كرزنار منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وسبق أن تزاملا في منتخب كرواتيا عام 1998، قبل أن يعملا معاً في جميع الأندية التي دربها زوران.
ويعتبر كرزنار بمثابة النصف المكمل لزوران، وأحد أبرز من يأتمنه للعمل لتحقيق النجاح، إلى جانب بقية الأسماء الأخرى، وهم زيلكو سوبيتش مساعد المدرب الثاني، والثنائي إيفان ستيفانيتش وميلان سناريتش مدربي اللياقة، وفيدران أتياس المحلل التكتيكي، وجوسكو سبانيتش مدرب فريق تحت 21 سنة. وفي الجهاز الطبي، عندما تسمع اسم راكيتش، فإن أول ما يخطر في العقل مباشرة، هو الكرواتي إيفان راكيتش لاعب برشلونة الإسباني، لكن الأمر مختلف داخل أروقة العين الذي يملك كرواتي آخر يحمل اسم راكيتيتش، ويناديه الجميع باسمه الأول جوريكا، وهو الطبيب الذي خطف النجومية خلف الكواليس هذه الأيام، بفضل عمله المتقن رفقة جهازه المعاون الذي مكن «الزعيم» من تجاوز حالات طارئة، للوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية.
ونجح جوريكا راكيتش رفقة جهازه المعاون الذي يضم 3 معالجين من كرواتيا، هم: إيفيكا أورسيليتش ومارين بولونيو وبوزو سينكوفيتش، ومعهم المصري عبد الصمد النبهاني، من العمل على مدار الساعة ووضع الخطة المناسبة من أجل تجاوز 3 عقبات رئيسية واجهت النجوم العيناوية في المحفل المونديالي. وجاء الاختبار الأول بالفيروس الذي ضرب نجوم العين، وجعل السويدي ماركوس بيرج هداف العين يجلس على دكة البدلاء في أول مباراة رفقة يحيى نادر الذي أصابتهما الحمى، ورغم ذلك نجح الجهاز الطبي في إشراك بيرج لبعض الوقت أمام ولينجتون النيوزلندي ليسجل هدف التعادل الثمين، وتم علاجه بالصورة اللازمة، ويشارك رفقة يحيى نادر لبعض الدقائق أمام الترجي التونسي، وهو ما حدث أيضاً أمام ريفر بليت في نصف النهائي. وتعرض بندر الأحبابي لبعض الحمى أيضاً قبل مواجهة الترجي التونسي، لكنه نال العلاج اللازم لخفض حرارته وشارك وسجل هدفاً.
وجاء الاختبار الثاني في كيفية وضع نظام الاستشفاء المناسب الذي يضمن خوض مباراة كل يومين تقريباً، وهو ما نجح من خلال الاتفاق مع الجهاز الفني على استراتيجية التدريب الصباحي مباشرة عقب المباراة، ثم العودة للتدريب في مساء اليوم التالي لحصول اللاعبين على أقصى وقت راحة دون توقف عن التدريبات، وبما يضمن عدم إجهادهم وإعادة الحيوية اللازمة لهم في التوقيت المناسب للمباراة التالية، وهو ما عول عليه العين في مواجهة ريفر بليت وحصد معه النجاح، بعدما كرر نظام الاستشفاء الطبي الذي أتى بنتائج إيجابية أمام الترجي، وسيقوم بتكراره مرة أخرى أمام ريال مدريد.
وجاء الاختبار الثالث بالإصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين سواء قبل البطولة أو خلالها، والتي كادت أن تجعلهم يغيبون عن مباريات، لكنهم يشرفون على هذه الإصابات بصورة متواصلة، ومنها إصابة الحارس خالد عيسى الذي كشف عن أنه تعرض لإصابة باليد تجبره على الحصول على إبرة تخدير قبل كل مباراة من أجل عدم الشعور بالآلام وذلك بإشراف الجهاز الطبي. كما يوجد ضمن الطاقم البوسني ميراليم إبراهيموفيتش، الذي ينحدر من أصول كرواتية، وهو رفيق زوران في أي نادي يقوم بتدريبه، ويتولى حالياً تدريب حراس العين، وكان واضحاً مساهمته في الحفاظ على تطوير مستوى الحارس خالد عيسى ورفاقه. ويملك إبراهيموفيتش البالغ 55 عاماً، خبرة طويلة في الملاعب الكروية، حيث لعب مع 6 فرق مختلفة أبرزها فرق كرواتية خلال الحقبة اليوغسلافية في مسيرة امتدت من 1981 إلى 2002، فيما تعد أبرز محطاته التدريبية مع دينامو غرب، ثم الانتقال مع زوران ليرافقه في النصر السعودي، وانضم معه إلى العين عام 2017.