الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

على نفسه جنى كاشيما

على نفسه جنى كاشيما
21 ديسمبر 2018 00:00

كان لاعبو كاشيما على حق، عندما آمنوا بقدرتهم على الإطاحة بريال مدريد والتحليق إلى النهائي المعجزة، وكيف لا يكون كذلك وهو سيضعهم، إن حدث، في مواجهة الجار القاري، العين الذي أدهش العالم كله بالوصول إلى الحلقة الأخيرة في مسيرة الأسطوري بمونديال الأندية.
كان من حق حفدة «الساموراي» أن يحلموا بسحب البساط من تحت أقدام «الملكي»، لينتقموا من سقوطهم الحزين في النهائي التاريخي الذي خاضوه قبل سنتين أمام الريال نفسه، وخسروه بعد اللجوء للوقت الإضافي، وكيف لا يجوز ذلك، والريال الذي يقابلونه ليس ببطش وسطوة ريال الأمس القريب نفسه، بمكوكه الصاروخي رونالدو.
وما كان مسموحاً أبداً لكاشيما، وهو يبحث عن الثأر والإعجاز وكتابة التاريخ، أن يترك الثلث الأول من الشوط الأول، ينقضي على إيقاع البياض، بعد الذي أبدعه من امتلاك للكرة، ومن إبداع في صياغة الهجمة المنظمة، ومن جرأة في خلخلة المنظومة الدفاعية لريال مدريد.
كان كاشيما يستحق فعلاً أن يكون هو البادئ بالتسجيل، لعل ذلك يرمي لاعبي «الملكي» في مستنقع الضياع الذي تعودوا هذا الموسم على الدخول فيه، إلا أنه للأسف ترك فرصته تمر، وقد ندم أشد الندم على ذلك، لأن ما سيحدث بعد انقضاء الثلاثين دقيقة الأولى من عمر المباراة، أن الآلة المدريدية ستتحرر من الإيقاع الرتيب، ومن الأداء الجماعي المترهل، ليستعيد الريال الذاكرة الضائعة، ومع تحرك الآلة ظهرت عيوب كاشيما في بناء المنظومة الدفاعية، وتفنن لاعبوه في تقديم هدايا رأس السنة التي لا يمكن إطلاقاً لـ «الميرنجي» أن يرفضها.
وكما أن من عاقب كاشيما قبل سنتين على عدم تحصين مكاسبه الرقمية وبلورة أفضليته في المباراة، هو أسطورة الريال رونالدو الذي سيسجل بالمناسبة أول «هاتريك» له في كأس العالم للأندية ليهدي الكأس الثانية لـ «الملكي»، فإن من عاقب هذه المرة كاشيما على تهوره وسوء تدبيره لفترة الاستحواذ والنفوذ، هو جاريث بيل الذي سيكون ثاني لاعب مدريدي بعد رونالدو يوقع «هاتريك» في مباراة لكأس العالم للأندية.
ومع الجزم بأن ريال مدريد هو من فصيلة الأندية التي تنطلق قوة خارقة من الأغوار صعوداً، لتغير الشكل الممسوخ، وتذود عن الحمى وتتستر على الوضاعة والعيوب، إلا أن ريال مدريد بما قدمه على طول مباراته أمام كاشيما، والذي هو من جنس الأداء المهتز وغير المستقر الذي يلازم الكثير من مباريات الملكي في «الليجا»، يعطي لفرسان العين، الأمل في أن يكملوا الإلياذة خلال النهائي التاريخي ليوم السبت، أما كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ فهذا ما سأعود إليه في زاوية الغد بمشيئة الله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©