السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات تدعو إلى بناء المدينة بالحب والفن

لوحات تدعو إلى بناء المدينة بالحب والفن
17 سبتمبر 2014 23:56
محمد وردي (دبي) افتتح معرض الفنانة التشكيلية الدكتورة شروق أمين «سنبني المدينة بالحب والفن» مساء أمس الأول في صالة «أيام غاليري» بـ«مركز دبي المالي العالمي» (DIFC)، ويستمر حتى الثالث والعشرين من أكتوبر المقبل. يضم المعرض اثنتي عشرة لوحة من القياس الكبير، مشغولة على «الكانفس» و«الاكرليك والرصاص والألوان الزيتية. وتتمحور موضوعاتها على ثيمة «المرأة الخليجية»، التي تبدو وكأنها في حال من التشتت والحيرة، ما بين ذاتها المندفعة باتجاه العصرنة، حيث يتجلى ذلك بمظهرها الخارجي، وما بين القيود الاجتماعية التي تخنق عقلها وتلجم قلبها، كما في لوحتي »Fashionista«، و»piece of the pie:who stole the tarts«، حيث تقدم الأولى امرأة بآخر صيحات الموضة، ترتدي تنورة قصيرة و«بلوزة» صيفية، ولكنها مكممة بـ«ماسك» يغطي أسفل عينيها حتى ذقنها، وتقف مستندة على عكازين، في إشارة دالة على أن حداثتها عرجاء وخرساء. أما الثانية، فتقدم امرأة بفستان ربيعي قصير لا يصل ركبتيها وتضع «ماسك» على عينيها، وتحمل بيدها اليسرى صحناً يقف فيه خمسة رجال بالزي التقليدي، وتتدلى من يدها شرائط علق بها رجلين، ويقف على زندها اثنان آخران، ويغطي الـ«ماسك» وجوه الجميع، ويبدو الرجال التسعة، وكأنهم يتدافعون أو يتقاتلون على الفطيرة التي بالصحن. أما اليد اليمنى للمرأة، فترتفع بسبابتها على فمها، بإشارة تدعو إلى «الفرجة» على عراكهم وزيفهم بصمت. ولا يختلف الأمر كثيراً في لوحة »MARA=7ARAM« الضخمة، التي تقدم مشهداً يجمع أكثر من عشرين شخصاً من الجنسين ومختلف الأعمار، بأزياء تقليدية للرجال وعصرية للنساء والفتيات والأطفال، وجميعهم يرقصون ويعزفون على آلات موسيقية غربية بمعظمها، وتتناثر حولهم الورود وبالونات وشرائط الزينة الملونة، ولكن الـ«ماسك» يغطي وجوههم جميعاً. ويتكرر الأمر عينه في لوحتي«Family portrait 1» و«Family portrait 2»، حيث تعرض اللوحتان زوجاً وزوجة بالزي التقليدي، وطفلين بزي حديث، وتغطي وجه كل منهم وردة كبيرة. أما اللوحات الأكثر لفتاً للنظر، فهي تلك التي تقدم المرأة في إطار اجتماعي لا يطمئن مستقبلاً، مثل لوحة «We are the future: picking up the pieces»، التي تقدم فتاة بمقتبل الصبا تجلس على الرصيف قرب أحد المستشفيات النفسية، وحولها مجموعة من الصبية يجمعون الفتات من النفايات. بالإضافة إلى لوحات أخرى تعرض واقع القلق والرعب من المستقبل حيث تبدو الشخصيات على شكل هياكل عظمية بمقابل شخصية مكممة إلى جانب مستشفى، ولوحات أخرى تعرض تلوث البيئة بصورة يتداخل فيها كل أشكال العبث. تقول الدكتورة شروق أمين: «من المفارقات المدهشة، إن الدعوة للحب والفن ممنوعة، أما صور العنف والأشلاء والدماء والرؤوس المقطوعة تعمم على الشاشات الفضائية والمحطات الإذاعية، والمنشورات الورقية صبح مساء، متسائلة «إلى متى سنبقى في هذا الحال من التناقض والتخبط؟». وتضيف الأمين أن المجتمعات الحديثة لا يمكن أن تنهض من دون الفن والحب، فالبناء على هذا الأساس يكون أكثر رسوخاً، وثباتاً وديمومة في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©