الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ضريبة فكر «الجالكتيك»

17 سبتمبر 2014 23:10
الذين وقفوا منبهرين أمام التتويج الأسطوري لنادي ريال مدريد بالنجمة الأوروبية العاشرة في الموسم الماضي عندما أسقط الجار العنيد أتلتيكو مدريد، التتويج الذي من أجله سخر المال والنفوذ وكاد يصاب بمس من الجنون من فرط ما أعياه البحث عنها، والذين وقفوا أيضاً على حجم الانتدابات والملكي يجلب إليه حارساً أصابنا بالدهشة مما رأيناه منه هو نافاس الكوستاريكي، وهدافاً ومبدعاً من طينة خاميس رودريجيز، وآخر توج بطلاً للعالم بالبرازيل هو توني كروس، كلهم قالوا إن ريال مدريد سيعيد صناعة ما اعتدناه في المحاكاة التاريخية مع الغريم الأزلي برشلونة، أي أن تكون له دورته الزمنية الكاملة التي سيحصد فيها كل ما يوجد في طريقه من ألقاب بعد أن كانت لبرشلونة على عهد جوارديولا حقبة هي الأغنى والأجمل في كل حقبه التاريخية. إلا أن ما كان من نوبات وارتعاشات في بداية الموسم والنادي الملكي يخسر رهان السوبر الإسباني أمام الأتلتيك بعد أن توج بلقب السوبر الأوروبي أمام إشبيلية، وأكثر منه يخسر مباراتين من الجولات الثلاث الملعوبة حتى الآن من الليجا ليفقد من البداية ست نقاط كاملة تخلف بها عن البارسا، جعل كل المنبهرين والمتكهنين بموسم خرافي للريال يصابون بحالة من التذمر الشديد المفضي إلى اليأس وأيضاً إلى ردات فعل هيستيرية في صورة تعنيف للاعبي الريال في مشهد يمكن القول إنه شاذ ولا يقاس عليه. والحقيقة أن ريال مدريد يكرر كثيراً من حالات الولاء المفرط للفكر الجالاكتيكي المسيطر عليه والذي يذهب أحياناً إلى تفضيل العنصر المادي على العنصر الفني، فقد رأينا في العقود الماضية، خاصة مع مجيء مصمم الصفقات الأقوى في تاريخ الكرة العالمية فلورنتينو بيريز أن الانتدابات تنجز باستحضار العنصر التجاري، بدليل أن ريال مدريد لم يجن ذات موسم أي شيء في حضور ثلاثة أساطير كروية، زيدان الفرنسي ورونالدو البرازيلي وديفيد بيكهام الإنجليزي. إلى جانب هذه الطبيعة «الجالكتيكية» يفرض الفريق ضمن تقاليده تقديس كل اللاعبين الذين يتحولون بمر المواسم إلى إليادات وأساطير يروج بها النادي لفلسفته أو لنقل للجانب المضيء من فلسفته، فقد شاهدنا كيف خرج راوول من القلعة وكيف أن كاسياس يقف إلى اليوم كحالة خاصة تتضارب حولها الآراء، إلا أن الثابت هو أن الريال لن يسمح بدفن الأسطورة حية في مقابر البرنابو، وطبعاً هذه المقاربة القائمة على الفكر التجاري أكثر ما هي قائمة على الفكر الرياضي، هي ما أورث مشاكل لا عد لها داخل الريال بل فرضت أحياناً حالة من الانفصام الشديد بين إدارة لا تبدي ليونة في فلسفتها التجارية وبين مدربين يرون أن منظومة اللعب والتوازنات الضرورية لأي بناء تكتيكي، ونذكر جميعاً حالات العصيان المعلنة على عهد الداهية جوزيه مورينيو. بالطبع ما كان هناك شيء يقول تحت أي ظرف بتجريد الريال من حلقتين هما الأقوى في معادلة اللعب، السقاء تشابي ألونسو والمحوري والزئبق دي ماريا مع ما كان أيضاً من تسريح لقطع غيار أخرى، فكانت النتيجة ما عليه الريال اليوم من تقرح للنتائج لن يكون من السهل علاجه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©