السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تجار حلب أكثر إصراراً على الصمود

22 أغسطس 2012
حلب (أ ف ب) - تحلق مقاتلة للجيش السوري النظامي على ارتفاع منخفض فوق حلب، ولكن على غرار بعض سكان المدينة الذين يواصلون عملهم، لا يعير أحمد شمطا الأمر اهتماماً ويظل منشغلاً ببيع حذاء صيفي لأحد زبائنه. يبادر شمطا الزبون الذي يمعن النظر إلى الحذاء الجلدي “لا استطيع أن ابيعك اياه ب150 (ليرة سورية، نحو 2,3 دولار)، الأسعار ارتفعت، بات الآن ب250 (ليرة، نحو 3,8 دولار)”. حولهما، يراقب سكان المقاتلة التي تخلف وراءها خطوطاً بيضاء فيما يسمع دوي انفجارات في الأحياء القريبة كلما أطلقت نيرانها على المنازل. ولكن في ظل أحد الجسور المحولة، يحاول أحمد شمطا وحفنة من التجار الآخرين الحفاظ على وتيرة نشاطهم اليومي. في النهاية، يوافق الزبون على السعر الذي طالب به التاجر ويبتعد حاملاً حذاءه الجديد دون أن ينتبه للرجال والأطفال الذين يسمرون أعينهم على المقاتلة. وفي المكان نفسه، يصدر أحد قادة المعارضة المسلحة أوامره ويرسل مقاتلين إلى الأحياء التي تستهدفها المقاتلة شاحذاً همم رجال له كانوا يبتعدون على متن شاحنة صغيرة مجهزة بمدفع مضاد للطائرات. رغم كل شيء، لا يزال النشاط التجاري ممكناً في حلب، الرئة الاقتصادية لسوريا والتي تشهد منذ أكثر من شهر، مواجهات مصيرية بين قوات النظام والمعارضة المسلحة. على الجسر المحول، تنتظر حافلات صغيرة بيضاء أن تقل ركاباً، وفي الشارع تفتح بعض المتاجر أبوابها رغم إطلاق النار والقنابل. يعلق شمطا (48 عاماً) “أمضيت حياتي أبيع أحذية، لا اتقن عملاً آخر. اتي إلى هنا كل يوم سواء اندلعت معارك أو لا. يجب أن اطعم عائلتي”. ومنذ بدء المعارك، اضطر شمطا إلى زيادة أسعاره لأن تاجر الجملة الذي يتعامل معه رفع أسعاره بدوره. أسعار أحذيته باتت تتراوح بين 250 و500 ليرة سورية. وفي الحد الأقصى، يجني ما بين 4 آلاف و6 آلاف ليرة (ما بين 60 و90 دولاراًَ). على بسطة مجاورة، يتصدى محمد حمزة دون هوادة لأسراب الذباب التي تهاجم عناقيد العنب الناضجة. يقول “بالتأكيد العمل في هذه الظروف بالغ الصعوبة، العمل على وقع حرب، ولكن كيف نحصل رزقنا؟”. ويضيف “ما زال هناك أناس هنا يحتاجون إلى طعام. يأتون للشراء رغم الحرب، حتى في عز المعارك”. يبيع حمزة الفاكهة منذ كان في الثالثة عشرة من عمره. يتوجه كل صباح إلى تجار الجملة في سوق الهال لشراء البضاعة قبل أن يعاود بيعها في حي الشعار. وعلى الجانب الآخر من الطريق، ينهمك أنور اسكيف (19 عاماً) في عرض صفائح الزيتون من كل الأنواع على زبائنه. هنا الخيار واسع بين حبات خضراء وأخرى سوداء وبنكهات مختلفة. يقول فيما يملأ كيساً من الزيتون لأحد الزبائن “أنا مثل الجميع، يجب أن أعمل لأعيش، حتى لو كان الموت يترصدني. إذا كنت سأموت فهذا قدري”. وبعكس عدد كبير من سكان حلب، يصر الشاب على البقاء. “أنا من حلب ولا مكان آخر لي أقصده. افتح متجري كل صباح وأغلقه كل مساء. لن أغادر المدينة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©