بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الأول، تطورات عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما حذرت النرويج من تلاشي الدعم الدولي لفلسطين المحتلة، إذا لم تحرز مفاوضات السلام تقدماً.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل عباس في الدوحة، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين بلديهما وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، وجهود اللجنة الوزارية لمتابعة مبادرة السلام العربية للدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام. وأضافت أن الرئيس الفلسطيني أطلع أمير قطر على نتائج اللقاءات الأخيرة مع «الأطراف ذات الصلة».
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عباس بحث مع وزير الخارجية القطري خالد العطية أمس تطورات الأوضاع في المنطقة ومستجدات عملية السلام، قبل أن يختتم زيارة قصيرة قام بها إلى الدوحة.
في سياق ذلك، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها الدكتور زكريا الأغا أن المنظمة متمسكة بالحقوق والثوابت الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام1948، طبقاً لقرار الأمم المتحدة رقم (194)، ورفض توطينهم في أي بلد عربي أو أجنبي.
وقال الأغا، في بيان أصدره أمس، «إن ما تضمنه بيان دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس من اتهامات للرئيس أبو مازن (عباس) رئيس دولة فلسطين بأنه وعد الإسرائيليين بضمان شطب حق العودة إلى يافا وعكا وحيفا، وفق ما تناولته بعض الصحف الإسرائيلية، غير صحيح ومحض افتراء تسعى حركة حماس من خلاله إلى قلب الحقائق وتشويه صورة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني».
وأضاف «هل باتت حركة حماس تبني مواقفها على الإعلام الإسرائيلي الذي كانت دوماً تؤكد أنه إعلام كاذب؟ وهل تجاهلت حركة حماس تصريحات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الأخيرة بأن المفاوضات تواجه صعوبات كبيرة بسبب تمسك منظمة التحرير بحق العودة وستسير بسهولة وسيكتب لها النجاح في حال تنازل الفلسطينيون عن حق العودة؟».
وذكَّر الأغا بأن أن مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة لهم أكد بشكل واضح وصريح، في ختام دورته التسعين في القاهرة أمس الأول، التمسك بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وخلص إلى القول «إن منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى الحصن المتين والأمين والدرع الواقي لحماية حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة الذي لن يكون قابلًا للمقايضة أو التفريط به».
من جانب آخر، صرح وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيد بأن العالم لن يستمر في دعم بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية إلى الأبد، وقد تتوقف المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية في حال عدم إحراز تقدم سياسي في عملية السلام. وقال، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية ونشرتها أمس، «إن المانحين غير مستعدين لمواصلة تمويل عملية بناء الدولة الفلسطينية لفترة أطول في حال عدم وجود أفق سياسي». وأضاف «من المهم أن يعي الطرفان (الفلسطيني والإسرائيلي) بأن العالم لا يرغب في مواصلة تقديم شيك مفتوح».
لكن إيد أعرب عن تفاؤله بنجاح المفاوضات أكثر من السابق. وقال إن تفاؤله تعزز بعد محادثات أجراها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين في رام الله والقدس المحتلة، حيث يدرك الطرفان أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة لتطبيق «حل الدولتين». وأضاف «نحن في نقطة يتعين عندها إما التحرك إلى الأمام أو التراجع إلى وضع مغاير».
وتترأس النرويج اللجنة الخاصة لمانحي السلطة الوطنية الفلسطينية والتي من المقرر أن تجتمع خلال أواخر شهر سبتمبر المقبل على هامش اجتماعات الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
عدد اليوم
