السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..صيف على صفيح ساخن!

غدا في وجهات نظر..صيف على صفيح ساخن!
28 أغسطس 2015 18:56

صيف على صفيح ساخن!
يقول د. صالح عبد الرحمن المانع: مرّ العالم خلال الشهرين الماضيين بموجة حرّ شديدة امتدت من الهند شرقاً وحتى بعض الدول الأوروبية والمتوسطية غرباً، بلغت فيها درجات الحرارة أكثر من خمسين درجة مئوية، وأثرّت في سقوط أعداد من الموتى الذين تعرضوا لضربات الحرّ والشمس، ولم تستطع أجسادهم تحمّل عناء مثل هذه الأجواء. ومثلما احترّت شمس السماء فوق الأرض العربية، فقد سخنت أيضاً في المقابل الاحتجاجات الشعبية في عدد من الأقطار العربية، وكأنما كانت الأجواء محركة لقطاعات شعبية متعددة في العراق ولبنان وغيرهما للخروج في مظاهرات حاشدة، بدت لأول وهلة وكأنما هي ترفع مطالب شعبية، غير أنها تحولّت وبسرعة لرفع مطالب سياسية.
وتختلف احتجاجات الصيف العربي الحالي عن احتجاجات ما سمي «الربيع العربي» عام 2011، ففي تلك الاحتجاجات كان الهدف السياسي واضحاً لها منذ البداية، وكانت المظاهرات العارمة معارضة لأنظمة سياسية عسكرية بالية، ومطالبة بإسقاط تلك الأنظمة، بدلاً من إصلاحها.
أما مظاهرات الصيف العربي الساخن الحالي، فكانت في بلاد تعد «ديمقراطية» بالمعايير الغربية، وإن كانت ذات طبيعة ديمقراطية مشوهة. ففي العراق، حيث تنقطع الكهرباء بشكل شبه يومي، ولا يحصل المواطن على مياه نظيفة إلا بشق الأنفس، كان المواطنون في البداية يرفعون مطالب «خدمية» بحتة، ويطالبون بانتظام وصول الخدمات الأساسية إليهم. غير أن مظاهراتهم تغيرّت فيما بعد لإدانة «الطبقة السياسية الحاكمة» في البلاد، ممن يعيشون داخل «المنطقة الخضراء» التي تتمتع بكافة الخدمات وسبل المعيشة الآمنة، بعكس بعض المناطق الأخرى التي تعاني من نقص في الأمن والخدمات المعيشية.

«مودي» في الإمارات..أصداء الزيارة
أكد د.ذِكْرُ الرحمن أن أكثر ملامح زيارة «مودي» أهمية هو التغيير الواضح في تقاربه مع الأديان الأخرى، فعند حضوره إلى أبوظبي للمرة الأولى، زار جامع الشيخ زايد. وتتمتع كل من الهند والإمارات العربية المتحدة بعرى صداقة وثيقة، ترتكز بقوة على تفاعل اقتصادي وديني وثقافي راسخ منذ القدم بين البلدين. كما أن التواصل بين الشعبين من خلال التجارة قائم منذ قرون. وكان الناس من الهند يقومون بأسفار كثيرة إلى الخليج العربي للتجارة في اللؤلؤ، والتوابل، والتمور، والقطن، والمنسوجات، والأرز. وسرعان ما تحولت هذه التعاملات التجارية إلى علاقات وشبكات إنسانية وطيدة. وحضر الهنود إلى الإمارات قبل وقت طويل من اكتشاف النفط، ولعبوا دوراً محورياً في إثراء التراث الثقافي للبلدين.
وازدهرت العلاقات المعاصرة بين الهند والإمارات بعد تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971. كما أن زيارة رئيس الوزراء إنديرا غاندي إلى أبوظبي ودبي في عام 1981، وزيارة مؤسس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى نيودلهي في العام ذاته ساهمتا في ترسيخ دعائم العلاقات القوية التي توجد حتى اليوم. وبذلت كلتا الدولتين جهوداً مخلصة لمواصلة تحسين العلاقات في كافة المجالات. وشهدت هذه العلاقات قوة دافعة من حين إلى آخر مع تبادل الزيارات عالية المستوى من كلا الجانبين، وتطورت إلى شراكة كبيرة في المجالات الاقتصادية والتجارية.
قبل بضعة أيام، كان قرار ناريندرا مودي بزيارة الإمارات العربية المتحدة في أول زيارة له كرئيس وزراء للهند إلى دولة عربية دلالة واضحة على رسوخ هذه الأواصر. والإمارات ليست فقط ثالث أكبر شريك تجاري للهند، ولكنها أيضاً تستضيف جالية هندية كبيرة يصل تعدادها إلى زهاء 2.5 مليون شخص، يسهمون في بصورة كبيرة في تطوير الدولة ويشاركون في تقدمها. ولم تكن زيارته ناجحة فحسب، في تعزيز المصالح الاقتصادية والسياسية المتبادلة في الهند، ولكن أيضاً تتعلق بالهنود الذين يشكلون عدداً كبيراً من المقيمين في الإمارات. وتستضيف الدولة ثاني أكبر جالية هندية وافدة في الخليج بعد المملكة العربية السعودية.

إيران..مزاعم القوة الكاذبة
استنتج نوح سميث ومارك تشامبيون أن إيران تستعرض قوتها بوكلائها في المنطقة كـ«حزب الله» ونظام الأسد والحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية. لكن معظم هؤلاء الوكلاء متورطون في حروب لا يمكن الفوز بها. قبل أسابيع قليلة، كتب المحرر الاقتصادي في «بلومبيرج فيو» مدونة بعنوان «نوح أوبينيون»، (أو رأي نوح) على موقعه على الإنترنت، حيث أشار إلى أن إيران كانت في الأساس دولة ضعيفة. وعرض فكرته على المتخصص في الشؤون الدولية في «بلومبيرج فيو» مارك تشامبيون، الذي لم يوافقه الرأي. وتبادل الاثنان الآراء على الانترنت.
وذكر «نوح» أن معارضي الاتفاق النووي الإيراني غالباً ما يتحدثون عن إيران باعتبارها خصماً قوياً ويزعمون أن الاتفاق سيجعلها أكثر قوة. والآن، رغم أنني لست خبيراً في السياسة الخارجية، لكنني على دراية بالاقتصاد وزعم القوة الإيرانية كان دائماً كاذباً بالنسبة لي.
تعد إيران دولة بترولية تعتمد على النفط وقد ضربها الانخفاض الأخير في أسعار النفط بشدة، وربما لن تستطيع إلغاء ذلك بسبب إنتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة. أما المتبقي من اقتصاد إيران، فهو فاسد ويسيطر عليه الحرس الثوري، وهي نتيجة نموذجية في البلدان التي تعاني من «لعنة الموارد». فهل يعد هذا مؤشراً على أن موقف إيران مع أو من دون الاتفاق النووي ضعيف في الأساس؟
أما «مارك» فهو يرى أن غريزة «نوح» التي تشكك في بعض الغلو بشأن إيران صحيحة. نعم، إن إيران تعاني لعنة النفط واقتصادها فاسد للغاية لدرجة أنه يمنع استخراج ما يكفي من النفط والغاز. وفي العام الذي سبق الإطاحة بالشاه في 1979، كانت إيران تنتج 6 ملايين برميل من الخام يومياً. واليوم تقلص هذا الرقم إلى 2.8 مليون، حتى قبل فرض العقوبات الأخيرة، كان الإنتاج يكافح للوصول إلى 4 ملايين برميل يومياً. وعلى المنوال نفسه، فإن الأمر سيستغرق بعض القرارات السياسية الجيدة لاستعادة بعض من الفرص الضائعة.
وسيقاوم الحرس الثوري وغيره من المستفيدين من الفساد التحرير الاقتصادي الذي تحتاجه إيران، ولكن النقطة الضرورية هي أن المشاكل الهيكلية لإيران لا تمنعها من أن تكون قوة إقليمية. فقد بدأ ضعفها الاقتصادي منذ 1979، ورغم ذلك استطاعت إيران أن تساعد «حزب الله» و«حماس» ورعاية هجمات إرهابية في الخارج وأن تتحدى المصالح الأميركية في الخليج. وحتى بعد فرض عقوبات دولية موسعة بشأن برنامجها النووي عام 2012، كانت إيران قادرة على إمداد الرئيس السوري بشار الأسد بدعم مالي وعسكري يقدر ب6 مليار دولار سنوياً.

الهنود والحلم الأميركي
يرى فيفيك وادهوا أن الأميركيين الهنود الذين يتكلمون بلكنة مميزة ويرتدون ملابس غريبة وبعضهم يعتمر عمامة ويتناولون الطعام كثير التوابل حقا أقل من واحد في المئة من سكان الولايات المتحدة. لكن يمكن العثور عليهم في مراتب عليا في شركات كبيرة مثل بيبسي وماستر كارد أو كعمداء أكبر المعاهد التعليمية في الولايات المتحدة وفي قمة الصحافة ويسيطرون على مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي والطب ويكثرون في صناعات مثل الضيافة والنقل والعقارات. وحققوا نجاحاً استثنائياً في المناصب الحكومية، فهناك اثنان من حاكمي أكثر الولايات محافظة في أميركا من أصل هندي، وهناك مستشارون كبار للبيت الأبيض من أصل هندي، كما أن منصب كبير الأطباء يشغله رجل من أصل هندي.
ورغم أن الرخاء لا يتوزع بالتساوي وبعض قطاعات المجتمع الهندي تواجه مشكلات اجتماعية واقتصادية حادة، فمن الملحوظ أن الدخل السنوي المتوسط للأسرة الأميركية التي عائلها مهاجر هندي يبلغ 103 آلاف دولار وهو ضعف متوسط الدخل الأميركي العام. فكيف حققت جماعة مهاجرة منذ فترة قصيرة مثل هذا النجاح الكبير وماذا يمكننا التعلم من هذا؟
يتعين على المرء أولا أن يفهم خلفية هذه الجماعة. إنها جماعة مؤلفة من أفراد طموحين حاصلين على مؤهلات علمية رفيعة. ووفقا لمكتب الإحصاء الأميركي، هناك 76 في المئة من المهاجرين الهنود الذين تبلغ أعمارهم 25 عاما أو أكثر يحملون درجة البكالوريوس أو درجة علمية أعلى وغالبيتهم العظمى يتقنون الإنجليزية. وبعضهم من أسر فقيرة لكن غالبية الهنود الذين يذهبون إلى الولايات المتحدة من الطبقة الوسطى أو العليا والطلاب الذين يتأهلون للقبول في الجامعات الأميركية يمثلون صفوة الطلاب والعمال الذين توظفهم الشركات الأميركية يتمتعون بمهارات عالية. والمغامرون الطموحون وحدهم هم المستعدون لمغادرة الأصدقاء والأهل بحثا عن النجاح في أرض أجنبية وهم رواد بطبيعتهم.

الإكوادور.. صدمة النفط والكوارث
يقول ناثان جيل : من دون الكوارث الطبيعية المحتملة، تواجه الإكوادور مواءمة مؤلمة نتيجة صدمة أسعار النفط، ما قد يؤدي إلى سنوات من الركود، وخفض الأجور والبطالة الشديدة. بينما تجتاح حالة من السخط الأسواق الناشئة في جميع أنحاء العالم، تواجه دول قليلة تحديات أشد من الإكوادور، وهي دولة منتجة للنفط تقع في مسار «النينو» (ظاهرة مناخية عالمية)، حيث تشتعل الاحتجاجات في الشوارع جنباً إلى جنب مع خطر انفجار واحد من أخطر البراكين على الكوكب.
ومع انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل وقلة الاحتياطات اللازمة لتعزيز الماليات العامة، يتساءل المواطنون المحبطون أين ذهبت أرباح الطفرة النفطية في هذه الدولة التابعة لمنظمة «أوبك»، كما تراجعت شعبية الرئيس «رافائيل كوريا» إلى أدنى مستوياتها قبل أن تعود إلى الوضع الطبيعي. ويهدد بركان «كوتوباكسي» القريب من العاصمة «كيتو» بحدوث أول ثوران محتمل له منذ أكثر من قرن، كما أنه من المتوقع حدوث واحدة من أسوأ عواصف «النينو» منذ 1950 لتجتاح الفيضانات ساحل المحيط الهادي.
يقول «ميشيل ليفي»، أستاذ ومنسق مركز الأنديز للدراسات الدولية بجامعة الأنديز بكيتو، إن «الناس يشعرون بالقلق حيال كل شيء، الانفجارات والاقتصاد». ويذكرنا بعض هذا بما حدث في أواخر تسعينيات القرن، عندما حدثت آخر موجة شديدة لظاهرة «النينو» وسط انخفاض لأسعار النفط واحتجاجات واسعة النطاق. إن تصادم الكوارث الطبيعية بالأزمة الاقتصادية قد بشر بفترة من عدم الاستقرار الحاد أدت إلى انهيار النظام المالي للدولة واعتماد الدولار كعملتها الرسمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©