«المدرب المتجمد» المشهد الأبرز في فيلم سقوط «العنابي»

سقط "العنابي" على أرضه ووسط جماهيره، وودع كأس آسيا 2011، على يد المنتخب الياباني، بعد مباراة دراماتيكية مثيرة، جعلت الجماهير القطرية تبكي حزناً على وداع البطولة التي تحتضنها الدوحة. وخروج "العنابي" من البطولة كان نتيجة طبيعية، لسيناريو غريب لا يقل إثارة أو تشويق، عما كانت عليه المباراة أمام الكمبيوتر الياباني، فقد وقفت خلف ذلك السقوط خمس محطات أو "مطبات" فاصلة، تسببت في تعطل القطار القطري، الذي انطلق من محطة الصين في المجموعة الأولى، وتوقف تماماً أمام " شاشة " الكمبيوتر الياباني عند بوابة دور الثمانية. إيقاف كسولا المحطة الأولى في مشوار سقوط "العنابي" تتمثل في تعرض المدافع محمد كسولا للإيقاف بعد حصوله على بطاقتين صفراويتين، في مباريات المجموعة الأولى، وعلى الرغم من تهور اللاعب وأخطائه الفادحة التي جعلت الجماهير بأكملها تطالب باستبعاده من التشكيلة الأساسية القطرية، إلا أنه أحد أقوى العناصر الدفاعية التي كان يعتمدها على ميتسو خاصة أنه يمتاز بالقوة البدنية العالية، فخلال المباراتين اللتين شارك فيهما أمام الصين والكويت ظهر خط الدفاع "العنابي" في غاية القوة، ولم تهتز شباكهم، على عكس المباراة الأولى أمام أوزبكستان التي اهتزت الشباك فيها مرتين، وزاد الرقم لثلاثة أمام المنتخب الياباني ليؤكد كاسولا أنه لاعب مؤثر وغيابه عن مباراة اليابان أثر كثيراً على قوة الدفاع القطري. أزمة ياسر إبعاد صانع اللعب حسين ياسر عن معسكر المنتخب القطري، قبل ساعات من مواجهة المنتخب الياباني، في دور الثمانية، بسبب إثارته مشكلة مع المدرب ميتسو، تتعلق باستبعاده من مباراتي الصين والكويت، ألقت بظلالها الوخيمة على المنتخب ككل، خاصة أن التساؤلات خرجت من بين اللاعبين أنفسهم عن سر استبعاد زمليهم في ظل تضارب التصريحات التي أطلقها اللاعب والجهاز الفني، وأكد ياسر أنه خرج من المعسكر لأسباب تتعلق بإصابته، وعدم قدرته على التأقلم مع التدريبات، في وقت أكد عبد الرحمن المحمود مدير الفريق أن الجهاز الفني قرر استبعاده لأنه غير منسجم مع زملائه ولا يؤدي دوره في التدريبات بالصورة الإيجابية وسيكون استمراره خطراً على الفريق. هذا التناقض في التصريحات جعل الإثارة تزداد داخل المعسكر القطري قبل المباراة الحاسمة، وأثر بصورة كبيرة على تركيز الفريق ككل في اللقاء الحاسم والفاصل بدور الثمانية. صدمة إبراهيم ماجد العقبة الحقيقية التي أصابت المنتخب القطري وجهازه وجماهيره بالصدمة تمثلت في الإصابة المفاجئة التي تعرض لها المدافع إبراهيم ماجد في الدقائق الأولى، من مباراته أمام اليابان، وتسببت تلك الإصابة، في استبداله بصورة مفاجئة، الأمر الذي تسبب في ارتباك واضح للجهاز الفني، لأن إبراهيم ماجد أهم لاعب محوري في المنتخب "العنابي"، ويعتمد عليه الفريق بصورة أساسية في القضاء على هجمات المنافسين، لما يملكه من قدرات دفاعية عالية. صدمة إصابة اللاعب جاء وقعها كالصاعقة على ميتسو لأنه فقد ثاني أهم المدافعين بعد أيقاف كاسولا، الأمر الذي جعله يدفع باللاعب الشاب خالد مفتاح الذي خاض أول مباراة رسمية دولية له في تاريخه، ولأنه لا يملك الخبرة الكافية فقد تسبب في تدهور حال الدفاع فاستقبل الأهداف الثلاثة من الهجوم الياباني. طرد يوشيدا على الرغم من أن البعض يعتبرها نقطة إيجابية لصالح "العنابي"، عندما طرد مدافع اليابان مايا يوشيدا، إلا أنه أحد أهم محطات سقوطه، فقد شعر اللاعبون أن المباراة انتهت، خاصة أن الطرد تواكب مع تسجيل فابيو سيزار هدف التقدم الثاني، وظهر التراخي الكبير، على الأداء، ولم يقدم أي لاعب المستوى المنتظر، خلال تلك الدقائق بعد شعوره بالتفوق على مستوى النتيجة، وعدد الأفراد، وتسبب الأمر في اشتعال حماس لاعبي اليابان في الناحية الأخرى، فحولوا تأخرهم إلى تعادل بـ10 لاعبين وكأنهم استفادوا من الطرد، ولم يتضرروا منه، وتعد تلك الدقائق الأخيرة إحدى أبرز محطات سقوط العنابي بالبطولة نتيجة للتراخي والاستهتار والتفكك على مستوى الخطوط، خاصة خط الدفاع. عجز المدرب عجز الفرنسي ميتسو عن التعامل مع مواجهة المنتخب الياباني، كانت أهم وأخطر وآخر المحطات الفاصلة، في خروج "العنابي"، خاصة في الدقائق الأخيرة من المباراة، وتحديداً بعد طرد أهم مدافع ياباني في وقت تقدم قطر، فقد رفض العودة للخلف وغلق المساحات واستمر على نفس أسلوبه، حتى إن المدرب الإيطالي زاكيروني قال إن ميتسو منحه الفوز باستمراره على نفس طريقته، فكان من السهل التعامل معها. تجمد ميتسو خارج الخطوط، وعدم تمكنه من قيادة لاعبيه للفوز، كان "القشة" التي قسمت الحلم القطري. وتسببت في إقصائه من البطولة، بعد سيناريو مثير وغريب لن يمحى من ذاكرة جمهور "العنابي" الذي منى نفسه بالفوز بلقب البطولة التي تقام على أرضه .