السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

املأ الفراغات

22 يناير 2015 21:26
هذا عنوان لا علاقة له بخطط المدربين، ولا بتنظير المحللين، وهو ليس مصطلحاً فنياً، على غرار التحضير من الخلف والضغط في ساحة الخصم، إلى آخر قائمة المصطلحات الفنية التي صار متابعو الكرة يحفظونها عن ظهر قلب بعد أن كثرت استوديوهات التحليل، خاصة أن الدوريات والبطولات الأوربية تكاد تزدحم بها الشاشات، فضلاً عن بطولتي أمم أفريقيا وسابقتها أمم آسيا كل هذا يضاف إلى دورياتنا التي تئن من وجع سوط النقد الذي يلهب ظهرها بعد كل إخفاق وآخرها الإخفاق الآسيوي، إذ عادت سبع منتخبات عربية من أستراليا على جناح الملامة والندامة. أما الفراغات التي يمكن أن تملأ من غير عناء، فهي تلك الفراغات التي تنطوي عليها استمارات تصريحات المسؤولين عن الفرق الخائبة أو المتخلفة أو الهابطة، بعد سمو وارتفاع، في زمن جميل مضى. إن المدربين ليسوا هم السبب الوحيد في نكسات الفرق العربية المغادرة للمدن الأسترالية تباعاً.. وأن عملية ملء الفراغات التي اعتاد عليها المسؤولون الإداريون مع حفظ الألقاب، لم تعد مقنعة، فلو كلف أكاديمي في ميدان الإعلام الرياضي بدراسة لتحليل مضمون تصريحات هؤلاء المسؤولين على مدى سنين، فإن النتائج المؤكدة ستخبرنا أن المعاني والأفكار نفسها تتكرر بعد كل نكسة، واللائمة دائماً على المدربين، من غير النظر إلى آلية التعاقد مع المدربين من جهة التوقيت والكفاءة والتعاطي معهم، بعد تسلم المهمات، ونلوم دورياتنا من غير النظر إلى واقع الأندية التي تخوض غمار هذه الدوريات..ونندب حظنا في عدم تطبيق قواعد الاحتراف،من غير أن ننظر إلى مسؤولي الرياضة العربية أفراداً وجماعات أي في مكاتبهم وفي مؤتمراتهم، وما يخططون له، وكيف ينفذون ما يخططون . ولكن ماذا عن المسؤولين في ميدان الكرة.. فهم فرسان بسيوف خشبية يتبارزون فيما بينهم في معارك تحتدم في مضاربهم يعدون لها العدة بطريقة سياحية استعراضية. أما في البطولات الخارجية، حيث تتغير الأزياء، ويقنن الظهور في وسائل الإعلام، فإن المهمة تقتصر على ملء الفراغات في استمارة أسئلة يتوارث الإجابة عليها المسوؤلون التنفيذيون، وحتى المخططين منهم، ومن سمات هذه الإجابات أنها عبارات فضفاضة،ومن خصائصها أيضاً أنها تصلح لكل الخيبات مع التأكيد على تغيير التواريخ وأسماء المدن البطولات.. الفكرة بسيطة، ولكن التعقيد يكمن في الإفصاح عنها، لأننا لا نتحدث عن مدربين رؤوسهم جاهزة للقطاف دائماً، وإنما نتحدث عن أصل المشكلة وعلى الأصل دور!!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©