الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

لماذا سوريا مهمة لأسواق النفط؟

28 أغسطس 2013 21:47
ارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوياتها في ستة أشهر أمس، بينما تعد القوى الغربية لهجوم عسكري محتمل على سوريا، وتحدث متعاملون ومحللون عن مخاوف بشأن الاستقرار في الشرق الأوسط. لم تصدر سوريا أي كميات من النفط منذ أواخر عام 2011، في حين بدأ سريان العقوبات الدولية. ويقول جوليان جيسوب رئيس قسم أبحاث السلع في كابيتال ايكونومكس إن سوريا منتج صغير للنفط، ليست مثل ليبيا، كما أنها ليست نقطة عبور رئيسية لصادرات النفط والغاز كما هو حال مصر. وأضاف: “مبعث الخوف أن التدخل الغربي في سوريا يمكن أن يؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع نظراً للدعم الذي تقدمه إيران لنظام الرئيس بشار الأسد”. وقبل فرض العقوبات كانت سوريا تنتج 370 ألف برميل يومياً أي 0.4% تقريباً من الإمدادات العالمية، وتصدر أقل من 150 ألف برميل يومياً معظمها إلى أوروبا. كانت شركتا النفط الرئيسيتان العاملتان في سوريا قبل العقوبات رويال داتش شل وتوتال الفرنسية. ويقدر أن إنتاج سوريا الحالي لا يتجاوز 50 ألف برميل يومياً يكرر محلياً بالكامل. وتواجه سوريا نقصاً في منتجات النفط وتضطر لاستيرادها من الخارج، وما يزال مسموحاً بتصدير منتجات النفط إلى سوريا، وإن كان بعض التجار يحجمون عن العمل هناك. واضطرت سوريا لطلب المساعدة من حليفتها الاستراتيجية إيران. الأثر المحتمل على الدول الأخرى. ومن الممكن أن يكون لتحرك ضد سوريا أثر على الجهود الغربية للضغط على طهران بشأن برنامجها النووي بعد أن أدت العقوبات التجارية إلى خفض صادرات النفط الإيرانية بمقدار النصف على مدى العامين الأخيرين. وما تزال إيران تمد الأسواق الآسيوية وتركيا بنحو مليون برميل يومياً. وقال أوليفييه جاكوب من بتروماتريكس للاستشارات النفطية: “شن ضربة أميركية على سوريا سيزيد صعوبة إحراز بعض التقدم السريع في الملفات النووية الإيرانية، وبهذا سيكون الرئيس الإيراني حسن روحاني قد حُرم من الفرصة لتجربة مسار مختلف”. وتقول حليمة كروفت المحللة في باركليز إن الوضع الأمني في العراق ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة أوبك تدهور تدهوراً شديدا بسبب الأوضاع في سوريا. وأضافت “عمقت سوريا الانقسامات الطائفية بالعراق إذ يعتبر على نطاق واسع أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي يقودها الشيعة منحازة لنظام الأسد، وأن قيادات المعارضة العراقية السنة منحازون لصف المتمردين السوريين”. وقالت كروفت إنه إذا اندلعت حرب في سوريا فقد يؤدي هذا إلى تفاقم التوتر في كبريات الدول المنتجة. وتزداد المواجهة تعقيداً بسبب ضلوع لاعبين كبار آخرين بما في ذلك الدعم الذي تقدمه روسيا المنتج الكبير للنفط لحكومة الأسد. وقالت امريتا سين من إنرجي آسبكتس لاستشارات الطاقة: “احتلت سوريا موقع الصدارة في حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية والانحياز لطرف أو لآخر في سوريا يعني عمليا الانجرار إلى هذه الحرب بالوكالة”. وقال جاكوب من بتروماتريكس إن سوريا يمكن أن تشكل خطراً على شحنات الخام من العراق وأذربيجان. وقال: “خليج الإسكندرونة في تركيا على بعد بضعة أميال من الحدود مع سوريا، هو طريق تصدير رئيسي للنفط الخام من العراق وأذربيجان”. وقدر أن النفط الذي يمر من خليج الإسكندرونة يبلغ 1.2 مليون برميل يومياً أو أكثر من واحد بالمئة من الإمدادات العالمية.
المصدر: موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©