أعلن المتمردون الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا أمس، أن القوات الأوكرانية قتلت أشخاصا في أكبر انتهاك للهدنة الهشة السارية بين الجانبين منذ 11 يوماً، فيما تعرض فريق مراقبة تابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للقصف مرتين، وبدأ الحلفاء الغربيون تدريبات استعراض قوة أمام روسيا.
وفي غرب أوكرانيا اجتمع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وروسيا في باريس لبحث الأزمة الأوكرانية على هامش المؤتمر الدولي حول أمن واستقرار العراق.
واتهم رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية ألكسندر زاخارتشنكو الجيش الأوكراني بانتهاك وقف إطلاق النار والاستفزاز مراراً.
وقال «إن حكومة كييف تستخدم وقف إطلاق النار لكي تعيد تجميع قواتها ومهاجمتنا مجدداً.
سنحدد مصدر هذه النيران وسنسكتها».
وأضاف أن قصفاً تعرضت له مدينة دونيتسك، أكبر معاقل المتمردين، أمس الأول أسفر عن مقتل 6 مدنيين، بينهم امرأة وإصابة 15 آخرين بجروح، وأكد ومراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ذلك.
وذكرت المنظمة، في بيان رسمي أن أربع قذائف انفجرت على بعد نحو 200 متر من فريق مراقبة تابع لها توجه في مركبتين إلى سوق في دونيتسك تعرض للقصف.
وبعد أن انتقل إلى موقع آخر انفجرت قذيفة مورتر أخرى قربه وشاهد المراقبون جثة امراة في الشارع.
وقال المتحدث باسم المنظمة مايكل بوكيوركيف «تمكن زملاؤنا الستة من العودة للقاعدة لكن أضرارا بالغة لحقت بالمركبتين».
وأضاف«نعتبر هذا حادثا بالغ الخطورة.
هذه أول مرة تتعرض فيها مركباتنا لإطلاق النار».
لكنه أوضح أنه لا يوجد ما يوحي بأن مراقبي المنظمة كانوا مستهدفين عن عمد.
وفي موازاة ذلك، وفي فصل جديد من صراع القوة بين الغرب ورسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) تمارين عسكرية بقيادة أميركية لمدة 11 يوماً في غرب أوكرانيا، تضامنا مع القيادة الأوكرانية الموالية للغرب.
ويشارك 1200 جندي من 15 دولة، بينها الولايات المتحدة في مناورات «ترايدنت السريع 2014» العسكرية قرب مدينة لفيف على بعد 1200 كيلومتر من دونيتسك.
وقال ضابط أوكراني بعد بدء التدريبات في قاعدة «يافوريف» العسكرية بالقرب من الحدود مع بولندا، «نواجه حالياً خصما (روسيا) يمتلك أقوى جيوش العالم وأسلحة نووية ».
وأعلن الجيش الأوكراني أن التدريبات المشتركة ستعزز التوافق العسكري بين الحلف ودول «برنامج الشراكة من أجل السلام» السوفييتية السابقة
وأكد أمين عام (الناتو) أندرس فوج راسموسن، ضرورة أن يظل الحلف مستعداً للتعامل العسكري مع الأزمة الأوكرانية للدفاع عن القيم الحرة مثل الديمقراطية والحرية.
وقال لصحفيين في بروكسل «على الرغم من أن قوة الناتو هي الوسيلة الأخيرة، إلا أن علينا أن نكون قادرين على استخدامها حال الضرورة، وذلك ليس بهدف شن حرب بل لتحقيق السلام».
واغتنم وزراء الخارجية الروسي سيرجي لافروف والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك- فالتر شتاينماير، فرصة وجودهم في المؤتمر الدولي حول العراق في باريس، للاجتماع بهدف بحث الأزمة في أوكرانيا.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر إلى أن الاجتماع الثلاثي تم على خلفية انتهاكات شبه يومية، لوقف إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والمتمردين.
(عواصم - وكالات)
عدد اليوم
