الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إضاءة على المصادر الكتابية والشفهية ودور الأرشيفات الأجنبية والوطنية والرواة

إضاءة على المصادر الكتابية والشفهية ودور الأرشيفات الأجنبية والوطنية والرواة
15 سبتمبر 2014 23:20
جهاد هديب (أبوظبي) تُختتم ظهر اليوم في فندق الريتز كارلتون في أبوظبي فعاليات المؤتمر الخليجي الأول للتراث والتاريخ الشفهي، الذي تقيمه إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، الذي شهد على مدى اليومين السابقين خمس جلسات تناولت تجربة صون التراث والتاريخ الشفهيين في منطقة الخليج العربي بمشاركة باحثين من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي. وقد عقدت أولى جلسات أمس في التاسعة صباحاً برئاسة الباحث حمد حمدان المهندي ومشاركة الدكتورة فاطمة حسن الصايغ بورقة «دور وزارات الثقافة والجامعات في منطقة الخليج في حفظ التراث الشفوي - دولة الإمارات العربية نموذجاً»، والدكتور علي بن سعيد بن سالم الريامي بورقة «ملامح عامة من جهود وزارة التراث والثقافة في الاهتمام بالتراث والتاريخ الشفهي في سلطنة عمان». مكوِّن قِيَمي في مستهل ورقتها اختصرت الدكتورة فاطمة تعريفها للتراث الشفهي بأنه «كل مكوِّن قِيَمي متداول عبر الأجيال». مؤكدة أن تاريخ منطقة الخليج العربي يشكل كلًا متكاملاً نظراً للظروف السياسية التي مرّت بها المنطقة، حيث تمت كتابة هذا التاريخ وفقاً لعاملين: الأول أن المنطقة لم تكن قد استقلت، وثانيهما حداثة الوعي التاريخي، وبالتالي حداثة عملية التأريخ أو التدوين التاريخي فيها. لذلك ليس غريباً أن يكون تاريخ وتراث الإمارات حتى وقت قريب مكتوباً في أغلبه من قبل كتّاب غير محليين، فالمصادر التي استقت تلك الكتابات منها معلوماتها هي مصادر أجنبية، بريطانية في أغلبها». وناقشت الدكتورة الصايغ الجهود التي بذلتها مراكز البحوث الإماراتية التي استهدفت حفظ التراث بصورة عامة والتراث الشفهي بصورة خاصة إدراكاً منها لدوره المهم كمكوّن من مكونات الهوية الوطنية. كما تعقبت أبرز الجهود التي قامت بها الجامعات ومنها جامعة الإمارات في العين في تسجيل التراث الشفهي وتقديمه للأجيال الجديدة، حيث عملت وتعمل في تسجيل التراث الشفهي بوصفه فرعاً من فروع التوثيق التاريخي بوصفها أستاذة في قسم التاريخ والآثار بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة. واختتمت الدكتورة فاطمة الصايغ ورقتها بالإشارة إلى عدد من التحديات التي تواجه حقل التوثيق التاريخي الشفهي، والثقافة في الإمارات عموماً، من أبرزها عدم وجود استراتيجية على أكثر من صعيد في كيفية الاستفادة من هذا التراث وتاريخه في المرحلة التالية على تسجيله. أما الدكتور علي بن سعيد الريامي، فتركزت الورقة التي قدمها على عدد من العناصر التي تناولت التراث والتاريخ الشفهيين منذ البدايات الأولى في «مسيرة النهضة العمانية بالاهتمام بالتراث العماني بوصفه جزءاً أصيلاً وفرعاً مكيناً من الهوية الوطنية العمانية». ثم تطرق الريامي إلى أولى ثمرات هذا التوجّه التي توجت بإنشاء وزارة معنية بالتراث، وأعقب ذلك الحديث عن أبرز المحطات والمشاريع في مسيرة وزارة التراث والثقافة. وفي ختام الورقة، لاحظ الريامي أن «اهتمام وزارة التراث والثقافة في حفظ وصون التراث العماني بشكل عام، التراث غير المادي بشكل أكثر خصوصية لا يزال بحاجة إلى المزيد من البحث والتنقيب والدراسة نظراً لتباين البيئات والأعراق في سلطنة عمان وتأثيرها وتأثرها بمحيطها الإقليمي، حيث أتاح لها موقعها الجغرافي الانفتاح على الآخر». الأرشيف الوطني الجلسة الثانية ترأسها الدكتور عارف محمد العاجل وتحدث فيها: الدكتور محمد بن سعد المقدم «تجارب في توثيق التاريخ الشفهي - بعض البرامج التلفزيونية في سلطنة عمان أنموذجاً» والباحثة ميثاء الزعابي رئيس قسم التاريخ الشفهي في الأرشيف الوطني بالإنابة «تجربة الأرشيف الوطني في توظيف التاريخ الشفهي كمصدر من مصادر توثيق التراث وصونه». وقد اعتبر الدكتور المقدم «تجربة التلفزيون العماني في حفظ التاريخ العماني من خلال برامج توثيقية رائدة ومفيدة للمجتمع» متناولًا في ورقته برنامجي «السواحل» و«ذاكرة» حيث وثّق هذان البرنامجان للتاريخ العماني على مدى مئات السنين من خلال استضافة عدد من الشخصيات العمانية التي امتلكت شتى أنواع المعرفة التاريخية، مثل الروايات والشهادات الشفوية والوثائق وسواها، والتي كان لها تأثير في إظهار بعض الحقائق والمعلومات التي يصعب الحصول عليها من مصادر أخرى. في حين قدمت ميثاء الرميثي نبذة عن الأرشيف الوطني، وتأسيسه والمراحل التي مرّ بها، مؤكدة أن «مفهوم التاريخ الشفهي في الأرشيف الوطني هو: تسجيل التاريخ والتراث الشفهيين وما تناقلته ذاكرات الأجيال في تعاقبها على مستوى الحياة الاجتماعية والسياسية والإدارية والنظام المالي والقانون والحياة الثقافية والعلمية والعمارة والفنون». كما أشارت إلى المعايير التي يتم بموجبها اختيار الراوي حيث ينبغي توجيه توصية من الجهات العليا تفيد بأهمية المكانة التي يتحلى بها هذا الشخص أو ذاك أو معايشته أحداثاً أو مرحلة تاريخية هامة. بعد ذلك تجري عملية مسح باهتمامات الراوي ثم الحدث الذي عايشه إن لم يذكر هو ذلك ليتسنى للباحثين صياغة أسئلة بعينها تقود إلى مرحلة المقابلة التي ينبغي أن تكون الأهداف منها واضحة. ويلي المقابلة تصنيف المادة وأرشفة محتواها فنياً وضمنياً، مؤكدة أن توظيف التاريخ الشفهي يعتمد على طبيعة الحقل الذي تمت فيه أرشفة المادة. وأشارت ميثاء الرميثي إلى أن البحث الذي يتم استخلاصه بناء على شهادة الراوي تجري مقارنته بغيره من الأبحاث والدراسات ذات الاهتمام نفسه سواء أكانت صادرة بالعربية أم بالإنجليزية ثم يتم تحويله إلى اللجنة العلمية في الأرشيف كما ترسل منه نسخة للراوي. المقابلة الشفهية وترأس الجلسة الأخيرة الباحث سالم راشد المهيري وتحدث فيها: الدكتور سعيد مبارك الحداد «المقابلات الميدانية ودورها في التوثيق الشعبي للتراث» والباحث إبراهيم حمد الخالدي «ظاهرة تناسخ الأحداث في الرواية الشفهية» من الكويت. وتميزت ورقة الدكتور الحداد بالذهاب مباشرة إلى موضوعها، فسعى إلى تحديد العوامل التي تؤدي إلى نجاح المقابلة الشفهية في تحقيق الغاية منها في عدد من المحاور التي رأى في توافرها ضرورة جوهرية يمكن إجمالها على النحو التالي: التحضير والتجهيز الذي يسبق المقابلة من جانب الباحث الميداني، وتحديد الرواة وأماكنهم وكيفية الوصول إليهم والالتقاء بهم، والاطلاع على السيرة الذاتية لكل منهم التي من خلالها سيقف الباحث على أهم المرتكزات عند إجراء المقابلة أو الحوار، واختيار الرواة بعناية ودقة قدر الإمكان ذلك أن ليس كل كبير في السنّ من الممكن اعتباره راوياً ولا كل صاحب مهنة أو حرفة هو راو أيضاً. وذلك بالإضافة إلى محاور أخرى مجاورة رأى الدكتور سعيد مبارك الحداد أنها ضرورية لغايات تحقيق الهدف من اللقاء. أما الباحث إبراهيم حمد الخالدي فسلط الضوء على ما سمّاه «تناسخ الأحداث» في التاريخ الشفوي، وجد الكثير من الباحثين الرواية نفسها وقد اتخذت أشكالًا مختلفة باختلاف الراوي ومكانه وزمانه حيث تتكرر العديد من الحكايا في أزمنة وأمكنة متعددة، ما يعني أن الكثير من الحوادث التاريخية ذاتها قد نُسبت لأشخاص مختلفين في عصور متعددة ما يعني أن على الباحث دراسة هذه الظاهرة في إطار ما يُعرف في الدرس النقدي الأدبي بظاهرة «التناص». جلسات اليوم الختامي للمؤتمر ـ التاسعة صباحاً (الجلسة الأولى): الدكتور محمد بن سالم المعشني رئيساً، ومنى حسن القحطاني والدكتور محمد إبراهيم البيالي، متحدثين. ـ العاشرة والنصف صباحاً (الجلسة الثانية): الباحث سالم راشد المهيري رئيساً، والدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكي والباحثة هند خلوفة آل منصور، متحدثتين. ـ الواحدة ظهراً الجلسة الثالثة: الباحث عبد الله عبد الرحمن رئيساً، رواة من إمارة أبوظبي: ذكريات وأحداث، ودور الراوي في حفظ التراث، والتحديات والآمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©