الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مرفأ روتردام يردم البحر ليحافظ على عرش الموانئ الأوروبية

20 أغسطس 2012
روتردام (أ ف ب) - على جرف رملي اصطناعي شاسع يشكل امتداداً للأرصفة تنشط الشاحنات والحفارات دون هوادة، فمرفأ روتردام، الأكبر في أوروبا، يتوسع لمضاعفة قدرته تقريباً. ويوضح رينيه فان دير بلاز، مدير رابع أكبر مرفأ في العالم،: “نحن بحاجة إلى مساحة أكبر. والاتجاه الوحيد الذي يمكننا أن نستقله هو التوسع على البحر”. وعلى مسافة 12 كيلومتراً قبالة الشواطئ الهولندية، تشفط جرافات ليل نهار الرمل لترميه قرب المرفأ الحالي حتى يقام الجرف الرملي الذي سيشكل أساسا لبناء الملحق الجديد “ماسفلاكتي 2”. وفي المجموع سيتم ضخ 3,8 مليون متر مكعب من الرمل ونقلها إلى المكان لردم ألفي هكتار من البحر، بحسب فان دير بلاز مشيراً إلى أن “هذا المشروع غير السواحل الهولندية إلى الأبد”. وتبلغ كلفة المشروع الإجمالية ثلاثة مليارات يورو، من بينها 600 مليون أمنتها الحكومة الهولندية. وقد انطلقت الأعمال خلال 2008. ويفترض أن تسمح لرابع مرفأ في العالم أن يرفع من 19 مليوناً إلى 36 مليونا عدد الحاويات التي يمكنه استقبالها ومن 34 ألفاً إلى 57 ألفاً عدد سفن الشحن التي يمكن أن تمر عبره سنوياً اعتباراً من 2033 عندما يكون مشروع “ماسفلاكتي 2” قد انجز بالكامل. بانتظار ذلك تشرف المرحلة الأولى من الأشغال على الانتهاء وستوضع محطة أولى جديدة مساحتها 156 هكتاراً في الخدمة اعتباراً من مطلع 2013. ومن شأن أعمال التوسع هذه أن تسمح لمرفأ روتردام بتلبية حاجات السفن التي تزداد كبراً على ما يؤكد مدير المرفأ. وقد يصل طول هذه السفن إلى 400 متر وعرضها إلى ستين متراً ويمكنها أن تحمل 18 ألف حاوية. ويؤكد روميرت ديكير، استاذ اللوجيستية في جامعة “ايراسمي” في روتردام، “هذه السفن ستحتاج إلى دورة تحميل وتفريغ سريعة وهذا ما سيؤمنه ماسفلاكتي 2”. ويشدد على أن “مرفأ روتردام سيبقى مركزاً أساسياً في أوروبا على صعيد النقل والمشروع الجديد صمم على أنه مرفأ جديد بالكامل ولن يقام على بنى تحتية قديمة وسيحظى تالياً بآخر التكنولوجية المتوافرة”. ويتمتع مرفأ روتردام كذلك بربط ممتاز بالسكك الحديد والنقل البري والنهري لذا يتوقع أن يستمر بالهيمنة على منافسيه الأوروبيين. وفي بلد يقع اكثر من ربع أراضيه تحت مستوى البحر، تنتشر كثيراً أعمال استصلاح الشاطئ، إلا أن رينيه فان دير بلاز يؤكد أن الأشغال كتلك المرتبطة بمشروع “ماسفلاكتي 2” لا مثيل لها منذ قرابة القرن. ويوضح “المرة الأخيرة التي كان لدينا مشروع بهذه الضخامة والطبيعة كان ربما مشروع افسلوندييك” وهو سد يمتد على 32 كيلومتراً يقع شمال امستردام ويعود إلى 1932 وهو يعزل بحيرة اييسيلمير للمياه العذبة عن البحر. وبموجب قانون يعود إلى 1904، ينبغي على قائد هولندا أن يعطي موافقته على الأعمال التي تهدف إلى “توسيع مملكته” على ما يوضح مينو ستينمان الذي يشرف على الأعمال. وقد منح الأذن خلال 2008 وسمحت بموجبه الملكة بياتريكس بتوسيع مساحة ممتلكاتها بألفي هكتار أي أكثر من أربعين مرة مساحة دولة الفاتيكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©