الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

يوم المدرج العالمي

يوم المدرج العالمي
18 ديسمبر 2018 00:08

لا يمكن لمراقب منصف تابع كأس العالم للأندية التي تدور رحاها في العاصمة أبوظبي، أن يقفز في تحليلاته على الحالة اللافتة التي أحدثتها جماهير نادي العين في البطولة العالمية، فإذا كان لاعبو العين خطفوا الأنظار في مباراتي فريقهم أمام ولينجتون النيوزلندي، ثم الترجي التونسي، فإن المدرج البنفسجي خطف الألباب بحماسته، وتنظيمه، وأهازيجه، وقبل هذا كله بردود أفعاله الجنونية مع كل حالة فرح.
ولست أبالغ إذ أقول: إن أمواج الإبداع التي اجتاحت أرض استاد هزاع بن زايد من لاعبي العين، ما كانت لتكون لولا الطوفان الذي أحدثته الجماهير العاشقة حدّ الجنون في المدرجات، فما حدث في مباراة الافتتاح ما كان ليكون لولا وجود دافع قوي، وقوة غير محسوسة فجرت تلك الروح لدى لاعبي الفريق، الذين قلبوا كل موازين الحدث في غمضة عين، حين حولوا خسارتهم بثلاثية بيضاء إلى تعادل ثم إلى فوز عبر ركلات الترجيح.
الأمر نفسه تكرر وإن بصورة مغايرة في مواجهة الترجي التونسي، فلم تكن هناك أي معطيات تشير إلى قدرة «الزعيم» الإماراتي على إحداث ذلك الزلزال الذي أقام الأرض من تحت أقدام لاعبي الترجي، قبل أن ينهي المباراة لمصلحته بثلاثية نظيفة، بصم عليها مستوى ونتيجة، وقادت الفريق إلى نصف النهائي في البطولة العالمية، عبر تلك الحبكة الغارقة في الإثارة.
صحيح أن الفوز كان وارداً، حيث المباراة كانت مفتوحة على كل السيناريوهات، لكن لم يكن أيٌ من المتفائلين الهائمين بحب العين يتوقع تلك النتيجة الكبيرة، وبذلك السيناريو الهوليودي العجيب، لولا تلك الطاقة التي تسربت للاعبين من المدرج، فأشعلت فيهم الحماس بطريقة غير اعتيادية، وهي الطاقة التي يسميها جوستاف لوبون في كتابه «سيكيولوجية الجماهير» بروح الجماهير، التي يشبهها بالمركب الكيميائي الناتج عن صهر عدة عناصر مختلفة فتشكل تلك الروح.
واليوم حيث المواجهة التاريخية أمام ريفر بليت العريق ستكون جماهير «الزعيم الملكي» أمام حدث تاريخي جديد سيضعها في دائرة الضوء العالمية، وهو ما يجعل مسؤوليتها مضاعفة، ما بين حتمية مساندتها لفريقها، وهو ما لن تقصر فيه حتماً، وما بين استظهار حضورها بالشكل الذي يليق بالحدث، وبما يقدمها بالصورة التي تليق بنادٍ بات اليوم حديث العالم.
وباعتبار أن وصول العين لهذا الدور من البطولة هو حدث تاريخي، لذلك لابد أن يكون كل ما حوله ذا صبغة عالمية، ومن أولويات ذلك الشكل والفاعلية الجماهيرية، فإذا كان القادم مثلاً إلى استاد الأنفيلد رود يهتز وهو يسمع صيحات جماهير ليفربول وهي تغني: لن تسير وحدك أبداً، فينبغي أن يقشعر بدن كل من يدخل استاد هزاع بن زايد وهو يسمع صرخة المدرج البنفسجي وهو يهتف: أنا عيناوي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©