الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تي سي إل تفشل في التواجد بالأسواق العالمية

تي سي إل تفشل في التواجد بالأسواق العالمية
12 نوفمبر 2006 23:26
إعداد - محمد عبدالرحيم: عندما تمكنت ''تى سى إل'' الشركة الصينية العملاقة في انتاج السلع الاستهلاكية الالكترونية من الاستحواذ على عمليات التلفزة وأجهزة تشغيل أقراص ''دى فى دى'' التابعة لشركة تومسون، وكذلك القسم الخاص بهواتف الموبايل في شركة الكاتل في عامي 2003 و2004 على التوالي تلقت هذه الشركة الكثير من الإشادة باعتبارها النموذج الصيني المنافس لشركة سوني · بل إن شركة تى سى إل التي كانت قد بدأت أعمالها لتصنيع أشرطة الكاسيت في ولاية جواندونج الجنوبية قد حظيت بقدر هائل من الاستحسان والمدح كونها باتت أول شركة صينية مصنعة تدخل مجال العالمية عبر استحواذها على ماركات دولية معروفة· أما الآن، وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً، '' بعد أن أحاطت المشاكل بشركة سوني من كل جانب، فإن شركة ''تى سى إل'' وجدت نفسها فيما يبدو نموذجاً للكيفية التي يمكن أن تتحول بها عملية التوسع في الخارج الى كابوس يهدد بقاءها· فقد انهار ذلك المشروع المشترك في الأجهزة اليدوية بين شركة تى سى إل وشركة الكاتل في العام الماضي، كما أنهت الشركة الصينية الآن ارتباطاتها الخاصة بالتلفزة في أوروبا مع شركة تومسون الفرنسية بعد أعوام من الخسائر المتكبدة بسبب احتدام المنافسة وسوء فهم اتجاهات السوقِ''· إلا أن ''تى سى إل'' مازال بإمكانها استخدام العلاقة التجارية لشركة تومسون لعامين قادمين في معظم الأسواق الأوروبية والحافظ على اتفاقية من الباطن كانت قد أبرمتها مع المجموعة الفرنسية والاستمرار في هذا التعاون في داخل الولايات المتحدة الأميركية، وفي إشارة على مدى التمزق الذي حدث في هذه الروابط فقد ذكرت ''تى سى إل'' أنها ستعفي شركة تومسون من التزاماتها بالتمسك بحصتها التي تقارب 30 في المائة في وحدة التلفزة في شركة ''تى سى إل'' للوسائط الإعلامية المتعددة'' والمسجلة في بورصة هونج كونج لمدة خمس سنوات قادمة· ولكن مشاكل شركة ''تى سى ال'' مع شركتي ثومسون والكاتل جاءت لتسلط الضوء على المصاعب التي ظلت تواجه الشركات الصينية التي درجت على استخدام عمليات التملك الدولية كأقصر الطرق للدخول إلى الأسواق العالمية، وكما يقول زينو تسى المحلل في مركز تشاينا ايفربرايت للبحوث ''لقد كانت إدارة تى سى إل مبالغة في طموحاتها فقد ذهبت إلى العالمية لمجرد أن تصبح شركة عالمية دون أن تتفهم الطريق التي تعمل بها الأسواق بشكل جيد· كما أنها اتسمت بالبطء في ردة فعلها للمتغيرات في السوق· أما ''لى دونج شينغ'' رئيس مجلس إدارة ''تى سى إل'' فقد أقر من جانبه بأنه قد واجه صعوبات في إدارة الأعمال التجارية لشركة تومسون بأكثر مما كان يتوقع، كما يشير راندى زها المحلل في بنك الصين الدولي إلى أن موقف ''تى سى إل'' إنما يعكس الورطة المتسعة التي ظلت تواجه الشركات الصينية قائلاً: ''في الوقت الذي أصبح فيه التوجه للعالمية شرطاً أكثر منه خيار بالنسبة للعديد من الشركات في الصين فإنها في بعض الأحيان تسيئ تقدير المصاعب الإدارية التي تتسم بها هذه المؤسسات الدولية وبخاصة عندما تفتقد إلى الخبرة العالمية وقنوات المبيعات الدولية، إلا أن هنالك شركات استطاعت أن تؤدي أداءً أفضل من ذلك قبل شركة لينوفو الصينية المصنعة الأكبر لأجهزة الكمبيوتر الشخصي في الدولة عندما تمكنت في العام الماضي من شراء وحدة الكمبيوتر الشخصي المتعثرة والتابع لشركة أي بي ام في العام الماضي بعد أن انخفضت أرباحها بمعدل 85 في المائة المنتهي في 31 مارس، إلا أن شركة لينوفو استطاعت تدريجيا الإبحار بسلام بالأعمال التجارية لشركة أي بى ام بسبب عزمها الإداري على تفهم طبيعة أسواق ما وراء البحار وتجاوز المسائل الثقافية قبل أن تنجح في تحويل نفسها إلى مؤسسة عالمية راسخة· وكانت الشركة قد عمدت إلى توظيف العديد من كبار التنفيذيين السابقين في شركة ديل بمن فيهم ويليام أميليو كمدير تنفيذي لإدارة الأعمال التجارية الجديدة· وقد تمكنت كل من شركة هاواوى وشركة ''زد تى ئى'' الشركتين الأكبر في الصين في مجال تصنيع معدات الاتصالات الهاتفية من إحراز الكثير من التقدم في السعي إلى العالمية· ولكن الفرق الوحيد يمكن في أنهما لم ينفذا عمليات تملك كبيرة الحجم في الخارج بسبب أنهما، وخلافا لما عليه الحال بالنسبة لمجموعات السلع الاليكترونية للمستهلك، لا يحتاجان بشدة إلى الماركات العالمية المعروفة· ولكن وبالنسبة إلى الشركات المصنعة لمنتجات المستهلك مثل شركات هاير وهايسنس والتي مازالت تحاول توسعة مواطئ أقدامها في الساحة العالمية فإنهابالطبع سوف تكتسب دروساً قيمة من التجربة التي خاضتها شركات ''تى سى إل'' و''لينوفو'' وكما يقول زهاو ''يتعين عليك أولاً معرفة الطريقة التي تعمل بها هذه الأسواق قبل الدخول إليها، ويجدر بك أيضاً أن تصبح كبير الحجم في الصين قبل أن تفكر في التوسع في الأسواق الخارجية بحيث أن تتمتع بتدفقات نقدية مستمرة تساعدك على تعويض أي تكاليف في إعادة الهيكلة، وبغير ذلك ومهما تمخضت منه عمليات الاستحواذ فسوف يصبح من الصعوبة بمكان إرضاء المستثمرين في الأوقات التي تلي الشعور بالإثارة الذي يتحقق عند الخطوة الأولى·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©