السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الله المناعي.. مدرسة التجريب

عبد الله المناعي.. مدرسة التجريب
26 أغسطس 2015 21:45
عصام أبو القاسم ينسب النقاد إلى المخرج عبد الله المناعي «مواليد 1955» انتقال المسرح الإماراتي إلى آفاق التجريب والحداثة، بخاصة في الجانب المتعلق بالإخراج، فالمناعي الذي برز ممثلاً ومخرجاً ومعداً للنصوص منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، قدم نوعية مختلفة من التجارب وظل مصراً على اختبار واستكشاف الجديد من الأشكال والموضوعات وأسس خلال ثلاثة عقود لتجربة مسرحية مختلفة ومغايرة كلية مقارنة مع التجارب المصاحبة لها، سواء في الإمارات أو في منطقة الخليج. منطلق المناعي في العمل المسرحي هو «الجماعية»، ولقد جرّب في بداياته أن يقدم النصوص المؤلفة جماعياً والمنتجة في إطار ورشة عمل، ولعل المثال الأسطع على ذلك مسرحية «أين الثقة» التي شارك في فريقها التمثيلي عند عرضها 1975، وفي العديد من التجارب اللاحقة كان مؤلف مسرحية «دياية طيروها» يرسخ لحضوره الشخصي بضرب من الأداء المسرحي التجريبي، المشغول بالتفاصيل التقنية والدلالية، في صبر ومثابرة. انتسب المناعي الذي حاز جائزة الدولة التقديرية 2009، للعديد من الورش التدريبية وصقل موهبته منفتحاً على تجارب مسرحية مصرية وعراقية وكويتية وتونسية وتلاقى في طموحاته مع أسماء رائدة مثل صقر الرشود وإبراهيم جلال وعوني كرومي وقاسم محمد وسواهم. الرجل الذي شارك في تأسيس مسرح الشارقة الوطني سنة 1975 قدم العديد من الأعمال المسرحية المتميزة، التي نالت العديد من الجوائز وعززت موقع المسرح الإماراتي في المنطقة، وتعتبر مسرحية «كوت بومفتاح» من تجاربه الإخراجية والتأليفية الباكرة والمهمة، وهي تعكس في دلالتها العامة منظور المناعي إلى المشهد الاجتماعي المتغير ما بعد ظهور النفط. يصف الناقد يوسف عيدابي الذي شاهد العرض عند تقديمه في 1989 التجربة قائلاً: كوت بومفتاح معنى ومبنى تجربة جديدة على المناعي كسينوغرافية ومشهدية مسرحية بصرية وكأداء لمجموع الفريق المؤدي بحرارة وحماسة جددت حياة المسرح المحلي». كوت بومفتاح عبد الله المناعي تبدأ المسرحية بدخول مجموعة من عمق المسرح وهي تدفع سريرا يشبه سرير أقسام الحوادث في المستشفيات.. نرى عليه مجموعة مختلفة من الاكسسوارات التي لها دور في العمل ونلاحظ المجموعة وهي تعاني بدفع هذا السرير إلى مقدمة الخشبة وهم يعانون من الدفع من خلال آهات وترانيم وكأنما كل فرد من المجموعة يحمل ثقلا أكبر من طاقته. تصل المجموعة بهذا الجو المشبع بتلك المعاناة إلى مقدمة المسرح فينتشرون بسرعة بها نوع من اللهاث. المجموعة بصوت واحد المجموعة: ييناكم من أعماق الصمت.. ييناكم نحمل في الداخل لهبا متوهجاً لنشعل وننير الدرب لنمشي بالصدق عليه ييناكم بخيوط الشمس.. بحبات العرق من الماضي إلى الحاضر فمدوا اياديكم نتلمس حبات الرمل في طريق البناء لنبدأ بفسل الأنفس والضماير التي بنى عليها عنكبوت الحاضر خيوط الحقد والكراهية.. نحن مجموعة منكم وليكم نقدم ما نحس به من خلال مجتمعنا الذي أخذ بالانحدار إلى تلك الهاوية المليئة بعكس المرجو.. فدعونا ننتشل بعضنا البعض فهذا هو هدفنا. فلنبدأ معا (مؤثر يوحي بالهدوء والصمت القاتل) المكان: مركز العجزة.. خمسة عواجيز يجلسون في صمت موحش وقاتل راشد: خليفة، جمعة، إبراهيم، تسمعوني وينك يا سالم. نوخذة سلطان علي، تسمعوني، تعالوا شوفوا، وينك يا جمعة.. وينك يا خليفة.. وينكم جمعة: شو راشد إبراهيم: نسمعك يا راشد.. خير. سالم: اشبلاك يا راشد اتهاذى راشد: أنا وين.. تسمعون اللي اسمعه.. تعالوا عندي لكم سالفة (يضحك) أنا باقولكم سالفة. (يتلفت للبحث عنهم فلا يجدهم في الصالة) الممرض: (يخاطب نفسه) أكيد داخل الحجرة. (يتجه ناحية الغرفة) ما شاء الله أنا كم مرة أقولكم أجلسوا في الصالة الحين لو يجي الطبيب شو أقول له يا لله.. تعالوا وراي.. يالله (يعود الممرض وخلفه العواجيز الخمسة) (يخرج الممرض فيكمل راشد حديثه كأنه يروي الحكاية) راشد: لا يا نوخذة سالم ما بيغوص اذنيه بتعوره أنا باغوص عنه (يستمر في الرواية بحركة صامتة توحي بتفاصيل الحكاية) المجموعة: جيناكم بالفرح نغني والمسرات جينا شايلين الحنين والعبرات يا أهل الوطن البحر غربة البحر غربة أهوال وآهات نحمل هدايا الكم وحكايات. كل من تغرب لابد لديرته يرد والغربة بينكم بعد اسفار يا اهل ديرتي. مهما جسيتو.. مثل البحر نحن في أمواجه أقوى من الحيتان، كل عمرنا في سفرنا شقا بس المحبة والوفاء منا للوطن عنوان. (الجميع يردد بس المحبة والوفا منا للوطن عنوان) راشد: الديرة.. الديرة إتشوفون الصراي تسمع الدق وتهليلة الحريم. سالم: مشتاق لولدي أحمد (ينادي على ولده أحمد) خليفة: أنت يا بنيتي عوشة جايبلك أشكال وارناق علشان تلعبين الصقلة ويا ارباعتك. جمعة: سلطان. سلطان يا ولدي. يايلنك نجمة البحر. ونجوم كثيرة وحصان البحر والكوز الأبيض. تلعب ابهم. (في نهاية المشهد نسمع صوت الممرض من الخارج بكل قوة) الممرض: خليفة، راشد، سالم، يا الله موعد الدوا. (العواجيز الأربعة تخرج. يبقى راشد مستمراً في التحدث مع نفسه وكأنه مستمر في الحكاية) راشد: خليفة، جمعة، إبراهيم، وينكم. ردوا عليّ لا تخلوني روحي تعالوا. أنا وين. أنا وين. (صوت مجموعة) المجموعة: أنت في هذا الوطن راشد: أنا وين المجموعة: انت في هذا الوطن، وطن، وطن، وطن راشد: رملك بساتيني المجموعة: وطن راشد: بحرك نهر فيني المجموعة: مشتاق للبسمة وللنسمة راشد: ولسنين، وطن، وطن، وطن. (يبكي) أشواقي ما توصل أوصلها بشرايني. أنا لو بايدي أشوفك. ألوم العين اللي رفت ابكي القطرة من حروفك. أروي الدنا اللي جفت وطن. وطنز أشواقي ما توصل أوصلها بشراييني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©