السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوس المراهقين بالجمال يدفعهم إلى تقويم الأسنان أحياناً

هوس المراهقين بالجمال يدفعهم إلى تقويم الأسنان أحياناً
15 سبتمبر 2014 20:37
غدت موضة تنتشر بصورة ملفتة بين أوساط المراهقين والشباب. ربما يكون هذا الهاجس نتيجة الإعجاب والهوس بنماذج معينة من نجمات السينما والتليفزيون. فالمتفحص لعيادات الأسنان سهل عليه أن يلاحظ أن أغلب المترددين من الجنسين في العقد الثاني من العمر، وقد يلاحظ بسهولة عدم وجود عيوب ظاهرة لأسنان نسبة كبيرة منهم. وقد يكون الأمر مثاراً للدهشة إذ نجد أن هذه النسبة لا هم لها إلا أن تجري عملية تقويم أو تجميل أو تلميع للأسنان كموضة، أو تقليد للزملاء أو الزميلات أو الصديقات لاستكمال متطلبات الجمال بشكل عام والفم بشكل خاص. من المؤكد أنه ليس هناك من يعترض أو يقلل من أهمية الاهتمام بصحة الفم والأسنان، والحرص على سلامتها وجمالها، لكن الأمر يتعدى ذلك، ويصبح نوعاً من «الهوس» في صفوف المراهقين والشباب، إناثاً وذكوراً على حد سواء. وهو ما يؤكده أطباء الأسنان بأن كثيرا منهم يصرون على طلب وعمل تقويم للأسنان رغم عدم وجود أي مشكلات أو حاجة ضرورية لذلك، سوى أنها الموضة والتقليد. ابتسامة هوليوود ميساء حميد «طالبة جامعية» تعترف بأنها رغم عدم موافقة أهلها في بداية الأمر، ورغم عدم وجود أي مشكلات أو عيوب في أسنانها، إلا أنها أصرت على أن تضع التقويم لأنه أقصر طريق للحصول على «ابتسامة هوليوود» التي تتمناها كثير من الفتيات غيرها، مبررة ذلك بأن كل صديقاتها أقدمن على تركيب «تقويم الأسنان» فأحبت إجراء ذلك، وأن تقلدهن، ورغم ما يرافق التقويم من متاعب وآلام وزيارات متعددة للعيادة، فإن ذلك لم يمنعها من وضع التقويم. بينما تقول شيخة سلطان «موظفة»: «على الرغم من مرور سنة كاملة على وضعها تقويم للأسنان نظراً لوجود عيوب معينة في أسنانها، فإنها تؤكد أن التقويم أصبح موضة سائدة، والجميع يفعل ذلك حيث يمنح صاحبته مزيداً من الجمال والثقة، موضحة أنها تحرص على التنسيق بين ألوان ملابسها والتقويم، خاصة أن الكثير من الفتيات يلجأن إلى التقويم الملون دون حاجة علاجية، وإنما لكونه مظهراً تجميلياً حديثاً. أهداف تجميلية ولفت حمدان الشامسي «طالب ثانوي» إلى أنه كان لديه رغبة في إجراء التقويم من باب الحصول على ابتسامة جميلة، بالإضافة لحاجته إلى تطابق الأسنان، إلا أن الجانب الجمالي طغى على اهتمامه. ويقول: «إن التقـويم أصبح ضرورة، وأنني في كل زيارة أحرص على اختـيار الألـوان التي تعجبني وألتزم في الوقت ذاته بالمواعيد لتغير اللون». ومن جانب آخر رفض بدر سليمان «20 عاما» ـ طالب جامعي ـ أن يقبل على التقويم لأهداف تجميلية دون حاجة علاجية، ويضيف: «أسناني بحاجة إلى علاج بالدرجة الأولى بسبب تباعد الأسنان، ووجود فجوات بينها، لذلك منذ ما يقارب من ثمانية أشهر من وضع التقويم لاحظت تحسناً ملموساً وواضحاً، وهذا ما دفعني لوضع التقويم لاستكمال العلاج، وليس لتقليد الآخرين كموضة». كما لجأت منى الريس «موظفة» إلى الاعتماد على التقويم الشفاف لإخفائه في أسنانها، حيث إنها لا ترتاح لمنظر التقويم في الفم، فالتقويم بالأساس جعل علاجاً، وليس استعراضاً أو وجاهة، حيث تعرضت لحادث ما فطلب منها الطبيب تركيب التقويم لمعالجة تداعيات الحادث، وأشارت إلى أنها لم تضعه في فمها من باب التجميل على الإطلاق». جمال الابتسامة في زياره لأحدى عيادات الأسنان، وبالحديث مع الدكتور باسم رمضان – إخصائي أول تقويم الأسنان، يرى أن الفتيات ما زلن في المقدمة من حيث الاهتمام بجمال الأسنان والابتسامة، تلك الابتسامة التي لا يمكن أن تأتي إلا بأسنان صحية قوية. وقد شاع بينهن أن تركيب تقويم الأسنان يفيد في النواحي الجمالية، إضافة إلى اهتمامهن بالجانب الوظيفي، الذي يتبلور في وظائف النطق، والمضغ، وسهولة تنظيف الأسنان، وصحة المفصل الفكي الصبغي. وفي السياق ذاته، يتعجب الدكتور رمضان من البعض الذين يقومون بتركيب التقويم رغم أنهم لا يعانون من أي عيوب في الأسنان، ولا تبرير لهم سوى أنه من باب التقليد والموضة السائدة، وبدافع التميز وتجربة كل ما هو مطروح في عالم تقويم الأسنان خاصة، الذي يتعلق بمجرد الزينة، وهو تركيب جهاز التقويم على الأسنان من دون الحاجة له، لافتاً إلى أن الكثير من المرضى، الذين لم يكن لديهم مشاكل في أسنانهم من قبل حصل لديهم تحرك في الأسنان إلى أوضاع غير طبيعية، بالإضافة إلى التهابات وتقرحات في اللثة، وأنسجة الخد، واللسان، وتصبغات في الأسنان لا يمكن إزالتها، بسبب تقويم الزينة وقلة الاهتمام بالنظافة والتفريش، وحقيقة هم ليسوا مضطرين لهذه المشكلات بالإضافة إلى إهدار المال. وأكد الدكتور رمضان «أنّ التقويم وما يوفره من ألوان وأشكال جذابة هو مطلب عند فئة الشباب والشابات، فهو -حسب منظورهم- يوفر نوعاً من الجمال والزينة  للأسنان، موضحاً أنّ التقويم هو حالة علاجية للأسنان، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال اعتباره موضة، لأنّ مكوناته المعدنية في بعض الأوقات تسبب بعض الخدوش في الفم، لذلك لا ينصح نهائياً بتركيب التقويم إلاّ للحالات، التي تستدعي ذلك. لافتاً إلى أنّ لون التقويم هو لون المعدن، ولكن المطاط الذي يربط سلك التقويم بالحبات يكون ملوناً، ويتم تغييره في كل جلسة على حسب رغبة المريض. وأضاف: «أنصح الشاب أو الفتاة الذي يسعى لهذا النوع من التميز التفكير ملياً قبل تركيب جهاز تقويم الأسنان بغرض الزينة أو التباهي. لأنّهم سيكونون بحاجة فعلية بعد إزالة هذا الجهاز لمعالجة أسنانهم من المشكلات المترتبة عليه، وعليهم القبول بأنّهم الآن أصبحوا فعلياً مرضى تقويم». أنواع الأجهزة التقويمية يشير الدكتور رمضان إلى أن للأجهزة التقويمية أنواعا، حيث تعد الأجهزة المعدنية المثبتة على الجهة الأمامية من الأسنان من أكثر الأجهزة التقويمية شيوعاً، وتليها الأجهزة الثابتة أو المخفية التي تثبت على الجهة الخلفية من الأسنان. أنّ هذه الأجهزة لاسيما في بداية العلاج تؤدي للشعور بالألم نتيجة للضغط على الأسنان وصعوبة في النطق والهضم والبلع وصعوبة في عملية تنظيف الأسنان مع التعرض لجروح وخدوش مؤلمة على اللثة والأسنان ومع ذلك الطلب عليها بشكل متزايد من قبل الشباب، وخصوصًا الإناث لأسباب جمالية بحتة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©