الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة الديون الأوروبية تؤثر على قطاعات الصناعة

19 أغسطس 2012
أعلنت بعض الشركات الصناعية الأوروبية مثل “رينو” و”سان جوبان” و”لافارج”، عن تراجع كبير في نسبة عائداتها خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، ما يقدم دليلاً قاطعاً على مدى الضرر الذي ألحقته أزمة الديون السيادية في أوروبا بالشركات الصناعية الكبرى في القارة. ويعوِّض الأداء القوي الذي تشهده أسواق أميركا والدول الناشئة ولحد ما، الصورة الصناعية القاتمة وما يلازمها من تقييم اقتصادي باهت لـ “سيمينز” أكبر شركة هندسية في أوروبا و”باسف” أكبر شركة لصناعة الأسمدة في العالم من حيث المبيعات. وتراجعت الأسهم في “سان جوبان” الفرنسية الرائدة المتخصصة في صناعة الزجاج الخصوصي والمواد الأخرى، بنسبة قدرها 12% بعد انخفاض صافي عائداتها للنصف الأول بنحو 34% إلى 506 ملايين يورو مع تحذيرها من انخفاض الأرباح التشغيلية بنسبة أكبر. وذكرت “رينو” لصناعة السيارات، أن صافي عائداتها للنصف الأول من العام الحالي، تراجع من 1,25 مليار يورو في العام الماضي، إلى 786 مليون يورو، وذلك نتيجة لتراجع طلب السيارات في أوروبا. كما تقلصت أرباح شركة “لافارج” الفرنسية ثاني أكبر شركة لصناعة الإسمنت في العالم من حيث العائدات، بنحو 72% إلى 100 مليون يورو، وذلك بعد شطبها لديون على أصول يونانية ولاستحقاقات تتعلق بخفض التكاليف. وتعاني معظم الشركات الأوروبية الكبيرة إحجام المستهلك الأوروبي عن الإنفاق، ما يعني أن على هذه الشركات حتى تكون قادرة على الصمود في وجه ذلك، ضرورة خفض تكاليفها. وذكر بيير أندري شاليندار، الرئيس التنفيذي لشركة “سان جوبان”، أن الشركة تسعى إلى تحقيق ادخار سنوي قدره 750 مليون يورو من خلال زيادة معدل خفض التكاليف وإنفاق رأس المال، في الوقت ذاته الذي تعمل فيه على المحافظة على التحكم في رأس المال التشغيلي. كما اتجه نظيره برونو لافونت، في شركة “لافارج” أيضاً إلى خفض التكاليف، والذي ذكر أن شركته ملتزمة بتحقيق مستوى محدد من النمو السنوي، مستهدفة اقتصادات الأسواق الناشئة باعتبارها مصدراً رئيساً لتحريك عجلة ذلك النمو. وحذر برونو من تراجع سوق مواد البناء في غرب أوروبا بأكثر من 10% خلال العام الحالي. وتشير توقعات “رينو”، إلى أن أكثر من نصف مبيعاتها في العام المقبل ستكون خارج أوروبا، وذلك لأول مرة منذ تقليل اعتمادها على سوقها المحلية المتعثرة، وذلك حسبما ورد عن مدير عملياتها كارلوس تافاريز. ويُذكر أن 15% من الشركة مملوكة من قبل الحكومة الفرنسية، لكن أداءها أفضل من منافستها “بيجو – سيتروين”، خاصة بعد زيادة تركيزها على الأسواق الناشئة مثل روسيا والبرازيل وشراكتها مع “نيسان” اليابانية التي ساهمت بنحو 564 مليون يورو من أرباحها في النصف الأول من 2012. وتشكل “ميشلين” الفرنسية لصناعة الإطارات نقطة مضيئة في القطاع الصناعي الأوروبي التي أعلنت مؤخراً عن ارتفاع عائداتها خلال النصف الأول بنسبة قدرها 37%. وتتوقع الشركة تراجع حجم مبيعاتها بين 3 إلى 5% خلال السنة الحالية، الشيء الذي يمكن تعويضه عبر رفع الأسعار واستخدام مواد خام أكثر ملاءمة من حيث التكاليف. واستفادت الشركة أيضاً من انخفاض قيمة اليورو نظراً إلى أن معظم تكاليفها في أوروبا، على الرغم من أنها تملك مبيعات قوية في كل من الصين وأميركا. ويرى جيان دومنيك سينارد، رئيس “ميشلين” التنفيذي الجديد، أن الثقة في اقتصادات أوروبا ستعود بسرعة في حالة اتخاذ القادة قراراً حاسماً بشأن حل مشكلة ديون القارة. وبعيداً عن أوروبا، تتباين الآراء حول بطء نمو الاقتصاد الصيني ووتيرة التعافي الفاترة في أميركا. وذكرت كل من “لافارج” و”سان جوبان”، أن قطاع الإنشاءات الأميركي بدأ في استعادة عافيته، لكن يرى بيير أندري شاليندار، أن الصين والدول الناشئة ستستفيد من نمو متواضع في ما تبقى من أشهر السنة. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©