الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس: رد غربي على «الكيماوي» في سوريا خلال أسبوع

باريس: رد غربي على «الكيماوي» في سوريا خلال أسبوع
27 أغسطس 2013 15:54
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، أن أسلحة كيماوية استخدمت بالفعل في ضواحي دمشق الأربعاء الماضي، وهذا لا يمكن إنكاره، مشيراً إلى لقطات فيديو وروايات ميدانية تبين الهجوم بهذه الأسلحة المحظورة، علاوة على حيازة نظام الرئيس بشار الأسدي يواصل حيازة تلك الأسلحة الكيماوية، مشدداً على ضرورة أن يحاسب من ارتكب هذا العمل الوقح أخلاقياً. وفي وقت سابق أمس، أكد مسؤول أميركي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة تزداد اقتناعاً بأن النظام السوري يقف وراء الهجوم بسلاح كيماوي مفترض قرب دمشق، مبلغاً صحفيين يرافقون وزير الدفاع تشاك هاجل في اندونيسيا «ثمة مؤشرات قوية تدل على اتجاه لاستخدام أسلحة كيماوية» من قبل النظام السوري. وفي المكان ذاته، أكد مسؤول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته أن بلاده تزداد اقتناعاً بأن النظام السوري يقف وراء هجوم بسلاح كيماوي المفترض، مشيراً إلى أن واشنطن تفكر في احتمال القيام بعمل عسكري. في الأثناء، استمرت الاتصالات المكثفة بين الدول الغربية لبحث خيارات عسكرية محتملة، وسط معارضة روسية شديدة، في وقت حذر فيه الرئيس السوري بشار الأسد من أي تدخل عسكري، وقال مسؤول أمني، إن دمشق تستعد لكل الاحتمالات. وفيما قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إجازته، اعتبر وزير خارجيته وليام هيج أنه «من الممكن» الرد على استخدام أسلحة كيماوية «دون إجماع كامل في مجلس الأمن»، بينما أعلن نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن رداً غربياً «سيحسم في الأيام المقبلة» لكن لم «يتم بعد اتخاذ أي قرار». من ناحيتها، أبدت تركيا استعدادها للانضمام إلى ائتلاف دولي ضد سوريا حتى في غياب إجماع في الأمم المتحدة، وفق ما أعلن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أمس. بينما جددت السعودية أمس دعوتها للمجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية تجاه ما يشهده الشعب السوري من مآسي ومجازر مروعة يرتكبها النظام وبمختلف أنواع الأسلحة بما فيها السلاح الكيماوي المحرم دولياً، محذرة من أن استمرار التخاذل، وعدم اتخاذ قرار واضح ورادع يضع حداً لهذه المجازر البشعة سيؤدي إلى المزيد من هذه المآسي ضد أبناء الشعب السوري. وأكد كيري أن أسلحة كيماوية استخدمت بالفعل في سوريا الأسبوع الماضي، معتبراً أن هذا العمل يعتبر «وقاحة أخلاقية» لا بد من أن يحاسب عليه من قاموا به. وقال كيري في تصريح صحفي من واشنطن «إن أسلحة كيماوية استخدمت في سوريا، وهذا الأمر أكيد». وأضاف «ما شاهدناه الأسبوع الفائت في سوريا يصدم الضمير العالمي. إنه يتحدى أي معيار أخلاقي. أن المجزرة العمياء بحق مدنيين وقتل نساء وأطفال وعابرين أبرياء بواسطة أسلحة كيماوية يشكل وقاحة أخلاقية». وتابع كيري «يعتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي لم يتخذ قراراً بعد بهذا الصدد، أنه لا بد من محاسبة من استخدموا الأسلحة الأكثر وحشية ضد السكان الأكثر ضعفاً في العالم»، مشدداً على أن «لا شيء أكثر خطورة اليوم ولا شيء أكثر يستحق التقصي» من استخدام الأسلحة الكيماوية. وانسجاما مع موقف حكومته، اتهم كيري أيضاً النظام السوري بأن موافقته على توجه محققي الأمم المتحدة إلى المنطقة التي شهدت الهجوم الكيماوي في 21 أغسطس الحالي جاءت «متأخرة جداً مما يجعلها تفتقر إلى الصدقية» وبأنه «قصف» الموقع المذكور «ودمر في شكل منهجي الأدلة» الميدانية. وقال «ليس هذا سلوك حكومة لا شيء لديها لتخفيه». من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن رداً غربياً «سيحسم في الأيام المقبلة» على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، مؤكداً أنه لم «يتم بعد اتخاذ» أي قرار. ورداً على سؤال لإذاعة أوروبا1 بشأن احتمال «رد باستخدام القوة» بعد التقارير حول استخدام نظام الرئيس الأسد أسلحة كيماوية ضد مدنيين بريف دمشق، قال فابيوس، إن القرار في هذا الشأن «لم يتخذ بعد» موضحاً «يجب أن تكون الردود مناسبة... وسيحسم ذلك خلال الأيام المقبلة». وأضاف «ما هو واضح أن هذه المجزرة مصدرها نظام الأسد. وبعد ذلك، يجب أن تكون الردود مناسبة، ويجب الموازنة والتحرك بحزم وبدم بارد في الوقت نفسه وهذا ما سيحسم خلال الأيام المقبلة». وتابع فابيوس «رئيس الجمهورية فرنسوا أولاند قال، إنه عمل لا يوصف، وأنا شخصياً قلت إنه لا بد من رد قوي وانطلاقاً من ذلك سنقرر ما الذي يجب فعله، أن الخيارات مفتوحة، والخيار الوحيد الذي لا يخطر لي هو أن لا نفعل شيئاً» مذكراً أن فرنسا تتباحث مع جهات عدة ذاكراً منها الولايات المتحدة وكندا. وبعيد ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيقررون في غضون أيام بشأن رد الفعل الذي سيتخذونه على الهجوم الكيماوي الذي وقع في سوريا الأربعاء الماضي. وقال أولاند لصحيفة «لو باريزيان»، إن «كل شيء سيتضح خلال هذا الأسبوع»، وهو ما يؤكد تصريحات سابقة فابيوس قال فيها « يتعين أن يكون هناك رد فعل مناسب.. وهذا ما سيتم اتخاذ قرار بشأنه خلال الأيام القادمة». وأضاف أولاند «هناك عدة خيارات على الطاولة تتراوح بين تشديد العقوبات الدولية إلى شن ضربات جوية إلى تسليح المعارضة». وبدوره، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل في جاكرتا أمس، إن الولايات المتحدة لن تتخذ أي تحرك إزاء سوريا، إلا بالتنسيق مع المجتمع الدولي وفي إطار قانوني رداً على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية في دمشق. وأحجم هاجل في حديثه للصحفيين أثناء زيارة إلى إندونيسيا عن مناقشة الخيارات العسكرية التي يبحثها البيت الأبيض أو الإفصاح عما إذا كان الرد العسكري مرجحاً. وقال هاجل في مؤتمر صحفي بجاكرتا «تبحث الولايات المتحدة كل الخيارات فيما يتعلق بالوضع في سوريا. نعمل مع حلفائنا والمجتمع الدولي. نحلل معلومات المخابرات. وسنحصل على الحقائق. وإذا اتخذ أي تحرك فسيكون بالتنسيق مع المجتمع الدولي وفي إطار تبرير قانوني». وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه، إن هاجل يعتزم التحدث إلى نظيريه البريطاني والفرنسي لمناقشة الوضع في سوريا. وأضاف أن توقيت هذه الاتصالات المقبلة لم يتضح. ودان تأخير السماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول المواقع. وفي لندن، أكد مصدر حكومي أمس، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيقطع عطلته ليرأس اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني البريطاني لبحث كيفية الرد على تقارير عن استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم بسوريا. وقال المصدر لرويترز «سيعود بسبب الوضع في سوريا بشكل عام... وليكون هنا لمناقشة كل الخيارات المحتملة». وأضاف المصدر أنه كان مقرراً أن يعود كاميرون من عطلة عائلية في وقت لاحق، لكنه سيعود الثلاثاء وسيرأس الاجتماع بشأن سوريا الأربعاء. وسئل المصدر عن تقارير إعلامية ذكرت أن بريطانيا وحلفاءها يرون أن تنفيذ ضربة بصواريخ موجهة على أهداف حكومية سورية هو الرد الأمثل على الهجوم الكيماوي المزعوم، فقال «من السابق لأوانه التحدث عن ذلك. هذه التقارير تستبق الأحداث». وفي سياق متصل، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في وقت سابق إن من الممكن الرد على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©