إقبال ضعيف على الانتخابات الباكستانية

أدلى الناخبون الباكستانيون بأصواتهم أمس لاختيار 342 عضوا في الجمعية الوطنية الباكستانية التي تعتبر البرلمان المركزي لعموم باكستان، وسط اعمال عنف حصدت 14 قتيلا واقبال ضعيف بسبب الخوف من الهجمات الانتخارية· وتعهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالعمل بانسجام تام مع الطرف الذي سيفوز في الانتخابات البرلمانية التي جرت امس· وأكد مشرف إنه ملتزم بسياسة المصالحة· وقال للصحفيين في مدينة روالبندي، حيث أدلى بصوته، يجب أن نخرج من اتجاه المواجهة هذا وندخل في أجواء مصالحة· أنا سأظل ملتزما بسياسة المصالحة مع الجميع''· وصرح مشرف للتلفزيون الحكومي ''مهما كانت الجهة التي ستفوز في الانتخابات، فإنني كرئيس لباكستان سأعمل معها بانسجام تام''· وأضاف ''إن سياسة المواجهة تضر بباكستان ويجب أن نتبنى سياسات تصالحية تكون في مصلحة البلاد، وسأتعاون مع الفائز في الانتخابات· وتابع ''يجب على الفائزين أن يبدو تواضعا، وعلى الخاسرين ان يتصرفوا بكرامة· ويجب أن تنتهي ظاهرة الطعن في الانتخابات الآن''· وعلى الرغم من الانتشار الأمني الكبير، حيث تم نشر حوالي نصف مليون من قوات الأمن الى جانب 80 الف جندي لتأمين الانتخابات، إلا انه سجلت اعمال عنف وهجمات مسلحة وتفجيرات في عدة مناطق في انحاء البلاد، مما ساهم في تردد العديد من الناخبين في الذهاب للإدلاء بأصواتهم، حيث قتل 14 شخصا على الاقل وأصيب 100 آخرون في اعمال عنف مرتبطة بالانتخابات في انحاء باكستان· وقتل تسعة اشخاص امس، فيما قتل خمسة آخرون في إطلاق نار عشية الاقتراع في مدينة لاهور عاصمة ولاية البنجاب المكتظة· والقتلى الذين سقطوا هم ستة اشخاص في اطلاق نار في البنجاب بين انصار الاحزاب المتنافسة، وشخصان في ولاية السند الجنوبية، وشخص آخر في منطقة كاراك الشمالية الغربية· وصرح مسؤول أمني أن نحو مئة شخص أصيبوا في أعمال عنف في يوم الاقتراع· غير أن البريجادير جاويد شيما المتحدث باسم وزارة الداخلية قال إن الانتخابات اتسمت بالهدوء والنظام بشكل عام فيما عدا أحداث متفرقة· وقتل المرشح لمجلس الولاية آصف اشرف مع سكرتيره وحارسه الشخصي وشخص ثالث· وتوفي أحد مؤيدي أشرف متأثرا بجروحه في المستشفى· وطالب نواز شريف بتوقيف قتلة مرشحه، بينما أرجأت اللجنة الانتخابية عمليات التصويت في هذه الدائرة· وقد أغلقت مراكز الاقتراع ابوابها في الانتخابات العامة الباكستانية بعد عملية إدلاء بالأصوات وصفت بأنها بطيئة· ووردت تقارير باختفاء صناديق الاقتراع التي فقدت أو سرقت من مراكز الاقتراع في إقليم البنجاب الذي يشهد المنافسة الأكثر سخونة في هذه الانتخابات· وقال مسؤولو الانتخابات ان عملية الاقتراع سارت بسلاسة برغم الاقبال الضعيف الذي يعد أمرا غير معتاد في الانتخابات الباكستانية· وشهدت عملية الاقتراع اقبالا ضعيفا في بدايتها منذ ان فتحت مراكز الاقتراع ابوابها للناخبين، وربما كان السبب وراء ذلك هو الخوف من الهجمات الانتحارية أو أشكال العنف الاخرى· وفي مؤتمر صحفي في مدينة لاهور، قال رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف الذي اطاح به مشرف في انقلاب عام 1999 ''بات جليا أن هناك خطة واسعة النطاق لتزوير الانتخابات وضعت موضع التنفيذ''· وتعهد شريف وحزب المعارضة الرئيسي الآخر وهو حزب الشعب الذي كانت تتزعمه بينظير بوتو والذي اعتلى موجة التعاطف منذ اغتيالها بتنظيم احتجاجات اذا سلب منهما الفوز بالغش· وقال شريف ''يجب ان نفوز نحن وحزب الشعب بأكثر من اغلبية بسيطة· اذا حرمنا من ذلك فهذا يعني حدوث تزوير واسع النطاق وسندعو كلانا لتنظيم احتجاجات''· وقال لطيف خوسا العضو البارز بمجلس الشيوخ عن حزب الشعب ان حلفاء مشرف أعدوا المئات من مراكز الاقتراع التي سيتم فيها ملء صناديق الاقتراع بأصوات مؤيدة لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح القائد الأعظم الذي يدعم مشرف· وقد تثير احتجاجات في الشوارع على نتيجة الانتخابات تساؤلات بشأن رد فعل الجيش· ولكن اذا أبلت المعارضة بلاء حسنا كما تشير استطلاعات الرأي' فإن برلمانا معاديا قد يطعن في دستورية اعادة انتخاب مشرف كرئيس للبلاد لفترة أخرى مدتها خمس سنوات من قبل البرلمان السابق· من جانبه، اتخذ زوج بوتو نهجا تصالحيا بالقول إن حزبه سيشكل حكومة موسعة اذا فاز في الانتخابات، وإنه يريد التفاوض مع المؤسسة التي يقودها الجيش بشأن زيادة صلاحيات البرلمان·