حذرت الولايات المتحدة أمس رعاياها المقيمين في لبنان من تزايد مخاطر استهدافهم وطالبتهم بمزيد من الحذر. وانضمت تركيا إلى الامارات العربية المتحدة والسعودية والكويت وقطر والبحرين في دعوة رعاياها إلى عدم السفر إلى لبنان، لا سيما بعد خطف تركي ثان في ظل تصاعد هذه الموجة من الاعتداءات التي شملت خطف عدد من السوريين للضغط باتجاه حل قضية خطف لبناني من آل المقداد في دمشق وإنهاء قضية الرهائن الآخرين الـ11 في سوريا.
وقالت السفارة الأميركية في بيروت في بيانها التحذيري “إنها تلقت تقارير حول مخاطر متزايدة من هجمات ضد الرعايا الأميركيين في لبنان”. فيما قال بيان لوزارة الخارجية التركية “إن الوضع في لبنان يدخل مساراً يهدد أمن رعايانا، ومن الأفضل عدم التوجه إلى لبنان إلا في حالة الضرورة القصوى”، وأضاف “إن أنقرة تواصل جهودها على جبهات عدة من أجل تحرير التركيين اللذين خطفا الأربعاء والخميس”.
وكان الرئيس التركي عبد الله غول قد قال أمس إن أحد الرهينتين الذي خطف الأربعاء يمثل شركة تركية تمارس نشاطاً في لبنان وليس له أي علاقة بالسياسة، وأوضح متحدثاً إلى الصحافيين “إنه التقى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور على هامش القمة الإسلامية التي عقدت في مكة المكرمة، وطلب منهما العمل على تحرير الرهينتين التركيين فوراً”.
وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أمس أن مجهولين أقدموا مساء أمس الأول في منطقة الشويفات قرب معمل الكوكا كولا على خطف التركي عبد باسط أورسلان الذي كان يستقل شاحنة من نوع مرسيدس واقتادوه الى جهة مجهولة. ونفى آل المقداد الذين كانوا قد أعلنوا الأربعاء اختطاف أكثر من 20 سورياً وتركياً بحجة أنهم يسعون إلى الإفراج عن أحد أقاربهم المختطف في سوريا علاقتهم بخطف التركي الثاني. وقال ماهر المقداد المتحدث باسم عشيرة آل المقداد “إن العائلة ستفوض اللجنة الدولية للصليب الأحمر البحث عن ابنها حسن المقداد”، لكنها ستواصل أيضاً احتجاز الرهائن السوريين والرهينة التركي ولن تفرج عنهم إلا بعد الإفراج عن ابنها.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر “إن عائلة حسان المقداد المختطف في سوريا التقت مسؤولي اللجنة الذين أبدوا استعدادهم لإجراء اتصالات من أجل معرفة مصيره إذا طلب منها ذلك”، وقالت المتحدثة باسم اللجنة سمر القاضي “حصل مساء الخميس أول لقاء مباشر بين رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان يورج مونتاني ونائبه دانيال بروتون وأفراد من عائلة المقداد طلبوا توسط اللجنة لمساعدتهم في العثور على ابنهم”.
وأضافت أن مسؤولي اللجنة شرحوا لعائلة آل المقداد “إن الصليب الاحمر لا يدخل طرفاً في أي مفاوضات لإطلاق مخطوفين أو مفقودين أو معتقلين وأن ما يمكنه القيام به في حال تلقيه طلباً من أهل مفقود أو مخطوف في منطقة نزاع، هو محاولة التواصل لمعرفة مكانه وتزويدهم بأخبار عنه وتفقد وضعه وزيارته إذا أمكن”. وأضافت “إن في إمكان اللجنة في حال الإفراج عن المعتقل التدخل كطرف غير منحاز لتأمين نقله وتسليمه، لكن اللجنة لن تقوم بأي وساطة أو أي مفاوضات”. وتابعت “إن اللجنة ستحاول إقامة اتصال إذا طلب منها ذلك”.
وكانت قناة العربية الفضائية بثت قبل أيام شريط فيديو تتبنى فيه مجموعة تقول إنها تنتمي إلى الجيش السوري الحر خطف حسان المقداد في دمشق، متهمة إياه بأنه قناص مجند من “حزب الله” اللبناني ليقاتل إلى جانب النظام السوري. لكن بياناً آخر صدر لاحقاً عن المجلس العسكري في دمشق التابع للجيش الحر، أعلن استغرابه لعملية خطف المقداد، وقال “إن المجموعة التي تبنت الخطف وهمية لا وجود لها في أي من تشكيلات الجيش الحر وأن كل العملية مفبركة من حزب الله بالتعاون مع النظام”.
الى ذلك، أعلن الجيش اللبناني امس انه كثف اجراءاته الأمنية حول دور العبادة والأماكن العامة مع حلول عطلة عيد الفطر وذلك بعد سلسلة من عمليات الخطف في بيروت واحتجاجات أدت الى اغلاق طريق المطار. وقال في بيان “باشرت وحدات الجيش تنفيذ تدابير أمنية استثنائية حول دور العبادة ومحيطها والطرق الرئيسية وأماكن التسوق والمرافق السياحية”.
عدد اليوم
