الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رجال دين: التسامح ممارسة عملية وسلوك إماراتي

رجال دين: التسامح ممارسة عملية وسلوك إماراتي
16 ديسمبر 2018 04:17


إبراهيم سليم (أبوظبي)

ثمن آباء وقساوسة من الكنائس المصرية في الدولة، إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، عام 2019 عاما للتسامح، مؤكدين أن الإمارات، لم تكتف بسن القوانين، وإعطاء الهبات، وبناء المساجد والمعابد ودور العبادة والكنائس، بل تبدأ الآن مرحلة جديدة لترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر في النفوس.وأكد الأب إبرائام راعي كنيسة الأقباط الأرثوذوكس أن الإمارات دولة سباقة في المبادرات، فمع انتهاء عام زايد تم إطلاق عام التسامح، وهو يعد من المبادرات المهمة سواء للمواطنين أو المقيمين، ونحن باحتفالنا بعام التسامح ستكون هناك فرصة لكي نرد الجميل لأصحابه وشكر دولة الإمارات على كل ما قامت به للمقيمين، وأياديها البيضاء المنتشرة في معظم دول العالم في أوقات العوز والحاجة.
وقال القس بيشوي راعي الكنيسة أنطونونيوس بأبوظبي، تعامل دولة الإمارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والمساجد كما تعامل الكنائس والمعابد، وهي رمز التسامح عالمياً، وتمثل التسامح الحقيقي، ودولة الإمارات احتضنت أول كنيسة أقيمت في الدولة مر عليها أكثر من نصف قرن.
من جانبه قال القس أنطونيوس، راعي الكنيسة المصرية: إنها مبادرة مهمة سيكون لها صدى كبير، والإمارات عندما تتحدث عن التسامح لا تقول ألفاظاً أو شعارات، وإنما تطبقه عملياً على كافة المستويات.
وقال أشعياء أهارون عضو مجلس الكنيسة للمسيحيين المصريين، في الإمارات: إن إعلان عام للتسامح، يستهدف بناء وتنشئة جيل ونشء جديد، على الفكر الموجود في الأولين، نظراً لطبيعة العصر وتأثر الأجيال الجديدة بالسرعة والتكنولوجيا، وهذا الإعلان يدفع الجيل الجديد إلى النهل من القيم المغروسة في المجتمع التي هي الإنسان السليم، والذي ينبذ التعصب، لأن التعصب جهل وانعدام الرؤية.

بناء عالم متسامح بالعيش المشترك
أكد المطران غريغوريوس خوري «أسقف الإمارات» أنه عندما ندعو إلى التعايش، وهنا أفضل استخدام مصطلح العيش المشترك، فهي ليست دعوة إلى التملق أو المغالاة أو لتوليف العقائد ، كما لا يعني هيمنة طرف على الآخر لأي سبب من الأسباب، فهذا مفهوم سلبي للتعايش لا نؤمن به.
بينما نفهم بالتعايش، قبول الآخر واحترامه في إطار التفهم والتناغم والانسجام ما يمكننا من المشاركة في بناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة، كما القيم والأخلاق، وهذا القبول ليس انطلاقاً من انتمائه الديني أو الطائفي أو القومي، وإنما انطلاقاً من إنسانيته فقط، فهو مخلوق الله المفضل، وفي إيماننا هو مخلوق من روح الله وعلى صورته.
وأضاف في إطار العيش المشترك يمكننا بناء عالم متسامح، فالتسامح ينطلق من فكرة أن التعدد هو سمة الوجود وهكذا يتجاوز المرء فكرة القبول السلبي، الاضطراري للآخر، إلى فكرة أن الآخر شرطٌ مؤسس ومكمل، وأن التسامح ليس سكوتاً عن الآخر في انتظار أن تسنح الفرصة لإلغائه، بل استدعاء لهذا الآخر، محاوراً وشريكاً.
فالشرط الأول للتسامح الحقيقي هو المعرفة. معرفة حقيقية للذات والتاريخ والهوية وأيضاً معرفة للآخر، تاريخاً وثقافةً وفكراً، وهذا يضع العارفين أمام مسؤولية كبيرة في نشر ثقافة الانفتاح وقبول الآخر المختلف. وهذا ما نشهده في دولة الإمارات العربية التي بات فيها التسامح منهجاً راسخاً وحياةً مُعاشة حتى أنها أنشأت وزارة للتسامح، وشرّعت أبواب الحوار والتلاقي مفتوحةً دائماً من خلال المؤتمرات والفعاليات والنشاطات المشتركة - ما يعكس الواقع الحضاري والثقافي للبلاد - تمتيناً للمعرفة والتلاقي والعيش المشترك، ونبذاً للجهل بالآخر والتعصب والانغلاق. فأعلت شأن الإنسان بالنظر إليه كخليقة الله، ومن خلال ما يقدم للإنسانية والمجتمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©