السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جميلة العامري ترّوض الخيول الخجولة بالحنان وسيئة الطبع بالتوبيخ

جميلة العامري ترّوض الخيول الخجولة بالحنان وسيئة الطبع بالتوبيخ
25 نوفمبر 2010 20:22
جميلة العامري فارسة إماراتية احترفت ركوب الخيل منذ سن مبكرة قادها إلى ذلك عشقها وتعلقها بعالم الفروسية، الذي بات كل حياتها، ورهنت به كل طموحاتها وأحلامها. وبينما كانت العامري تقوم بجولة تدريبية على ظهر أحد خيولها في الإسطبل الخاص بها في أبوظبي التقتها «الاتحاد» وحاورتها عن حياتها، وعلاقتها بالخيول، والمسابقات التي شاركت فيها، والجوائز التي حصلت عليها، وعملها كمدربة خيل. بدأت جميلة العامري تعلم ركوب الخيل منذ كانت طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها الثامنة، حيث نشأت في بيئة وأسرة تعشق الفروسية، وتشتري الخيول وتربيها، وبحكم عمل والدها كتاجر كانت وأسرتها تسافر معه كثيراً إلى الدول الأوروبية، وبالأخص فرنسا وألمانيا، وكان سفرهم يطول أحيانا لشهور، فكانت تلتحق بنوادٍ لتعليم الفروسية هناك، وتتلقى تدريبات على يد مدربين أجانب، وعندما تعود إلى الدولة تمضي أغلب الوقت في مزرعة والدها، التي تضم 6 خيول. دورات تدريبية تقول العامري «عقب عودتي من الدورات التدريبية في الخارج كنت أستمر بالتدرب والتمرين، فتدريب الأجانب لي كان لفترة قصيرة، تعلمت فيها الأساسيات فقط، لكنني طورت نفسي بنفسي بكثرة الممارسة والتدريب، وكنت أشارك بمسابقات محلية على مستوى الدولة، وأحصل على مراكز متقدمة». وتتابع «على الرغم أنني درست الحقوق في الجامعة، وكنت من الطالبات المتفوقات، لكنني لم أعمل بتخصصي لأن معظم وقتي أقضيه في تدريب نفسي، وتمرين الخيل على المسابقات التي تقام على أرض الدولة بكثرة وتعكس الاهتمام الكبير بالفروسية». وحاولت العامري نقل خبرتها إلى الدولة، إلى ذلك، تقول «عملت على تدريب الأطفال وغيرهم من مختلف الفئات العمرية في فترة الصيف، حيث دربت لمدة شهر على مدار سنتين متتاليتين في نادي تراث الإمارات، وقد أذهلني وأفرحني إقبال الفتيات، وبالأخص المواطنات على تعلم الفروسية، علماً أن تعلمها ممكن لأي شخص، شريطة أن يتمتع بصحة جيدة وقوام رشيق، ولديه وزن معتدل نوعاً ما، وكلما كان صغيراً في السن يكون تعلمه أفضل وأسرع، فالطفل يتعلم قبل غيره لأن ذهنه صافٍ، ومن الصعب أن ينسى ما تعلمه، وهذا لا يعني أن المتقدمين في العمر محرومون من تعلم الفروسية بل يمكنهم ذلك ما دامت الرغبة موجودة»، موضحة أن «تعلم الفروسية يتطلب الصبر، والتدريب المتواصل، والاستمرارية، والتدرج، تماماً كقيادة السيارة لا يأتي تعلمها بين يوم وليلة، وهناك من تعلم ركوب الخيل خلال يومين، ومنهم من احتاج إلى شهر أو شهرين». الغالية «مروة» تبين العامري أنها تملك 7 خيول، 4 منها أوروبية خاصة بسباقات قفز الحواجز، و3 عربية أصيلة تسمى «خيول قدرة»، وقد سمت كل منها باسم تذكره العامري، مبينة أحبها على قلبها بالقول «خيول القفز هي الباسل، وسرج، ووليم، وكاسكادور. أما العربية فهي مروة، وجميل، ونجم. أما أحبها على قلبي، فهي مروة لشدة جمالها وقدرتها على تحمل التعب، فقد تركض في سباقات القدرة 120 كم من دون أن تتعب، إلى جانب الصفات التي تميزها كخيل أصيل، فهي ذات عيون واسعة، وقوام متناسق، ووجه وأذن صغيرتين، وذات صدر كبير ينم عن رئتين كبيرتين، ما يساعدها على تحمل مشاق السباقات الطويلة، مثل الماراثون، كذلك تتميز بتقعر في حوافرها، وتقعر آخر بسيط في ظهرها». يوماً بعد يوم تتقدم العامري في العمر، لكنْ ذلك لا يقلل من قدرتها في ركوب الخيل بل تزداد لياقة وفهماً لهذا المخلوق العجيب المملوء بالهيبة والجمال. في هذا السياق تقول «تحتاج خيول السباقات إلى تدريبات يومية مكثفة، تماماً كالفارس الذي يمتطيها، حيث أقوم بالتدريب يومياً قرابة ساعتين إلى 3 ساعات، وأرفض أن أدرب أحداً مبتدئاً على خيولي، فهي خيول سباق سريعة جداً، وذكية، تشعر بأن من يمتطيها فارس أم مبتدئ، ويتسلل خوف المبتدئ إليها فترميه عن ظهرها لأنها تشعر أنه لن يكون قادراً على حمايتها، ومن تعاملي اليومي مع الخيل، أستطيع أن أجزم أنها تفهم وتشعر، فعندما تناديها باسمها تأتي نحوك، وكلما لامستها كفة يدي وربتت على ظهرها شعرت بالحنان والطمأنينة، وقد يستغرب البعض لو علم أنني أكلمها كما أكلم البشر». أغلى من الفوز عن أبرز المسابقات التي شاركت فيها باسم الدولة، تقول العامري «ذهبت للمشاركة بسباق الملك حسين للقدرة عام 2008، وذلك في منطقة وادي رم بالمملكة الأردنية الهاشمية، وإذا بي أتفاجأ بوجود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله وزوجته سمو الأميرة هيا بنت الحسين، وصعقت أكثر عندما رأيت سموه يركب الخيل إلى جانبي، ويسابقني، ويسابق بقية الفرسان، فشعرت حينها بسعادة غامرة أغلى من الفوز نفسه، فكنت بذلك أول مواطنة تشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في سباق الخيل للقدرة». وتتابع «بعد السباق الذي فاز فيه سموه، تكلمت معه، وشجعني، وأثنى على وجودي كإماراتية تسعى لرفع اسم بلدها في كل مكان عبر مشاركتها، وبذلها قصارى جهدها للفوز، كما أنني أود أن ألفت أنني لا أمانع من أن أشارك في أي مسابقة على ظهر خيل ليس من خيولي، لطالما أنني قادرة على التعامل معها، وبث الطمأنينة في قلبها». حول بعض الصعوبات التي تواجهها كفارسة في التعامل مع الخيل، تقول العامري «قد يكون الخيل خجولاً أو شديد الخوف من السيارات، حيث يتوقف فجأة أثناء سباق قفز الحواجز لسوء طبع فيه، وقد مر عليّ جميع أنواع الخيول التي تحتاج إلى ترويض لمدة تطول أو فترة زمنية قصيرة، فالخيل الخائف أو الخجول أطمئنه بتكرار المسح على وجهه وظهره وإطعامه التمر والتفاح وكسر عقدة الخوف أو الخجل لديه بتكرار تعرضه للمصدر الذي يخيفه مع التربيت عليه والحديث معه، أما سيئ الطبع فقد صادفته وعالجته بالتوبيخ والتأنيب، وتغلبت على مشكلته، ولم يعد يقف بي فجأة». انقطاع السرج من أصعب المواقف التي مرت بالفارسة جميلة العامري أثناء تدربها خارج الدولة كان حادثة انقطاع سرج الحصان ولجامه، وهي على ظهره، ما اضطره للركض بسرعة جنونية، فتعاملت مع هذا الموقف بقوة، تبينها بقولها «أمسكت بشعر ظهر الحصان، وحاولت تهدئته والسيطرة عليه، كما حاولت في الوقت نفسه تهدئة نفسي، وصرت أناديه وأناديه حتى رأى أمامه سيارة وبيت، فخاف من الاصطدام بهما فتوقف بعد أن أرعبني».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©