كوسوفو تطلب الاعتراف باستقلالها وتتوقع الاستجابة

أعلن رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي أمس انه وجه رسميا طلبا إلى ''جميع حكومات العالم'' من أجل ''الاعتراف'' باستقلال كوسوفو، مشيرا إلى انه ينتظر أولى اعلانات الاعتراف ''في الساعات المقبلة''· في حين تعهد زعماء صربيا بالمقاومة ''السلمية'' لإعلان استقلال كوسوفو وسط ترقب لقرار من البرلمان الصربي بـ''إلغاء الإعلان استقلال الاقليم'' بينما رفعت الشرطة إلى القضاء اتهامات أمس ضد رئيس كوسوفو فاتمير سيديو ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان يعقوب كراسنيكي بزعم ''تنظيم إعلان دولة زائفة على الأراضي الصربية''· وقال تاجي مستهلا اجتماعا للحكومة سمح للصحافيين بحضوره ''لقد ارسلنا أنا والرئيس طلبا إلى جميع حكومات العالم للاعتراف بكوسوفو السيد والمستقل· ننتظر أولى اعلانات الاعتراف في الساعات المقبلة''· وتابع ''سيكون لكوسوفو وزير خارجية وسفارات في العالم بشكل سريع''· وأعلن برلمان كوسوفو أمس الأول استقلال الاقليم الذي تسكنه غالبية ألبانية· ويتطلع إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله من جانب واحد عن صربيا، إلى ان تعترف به الدول الغربية التي دخلت حربا من أجل انقاذ الأغلبية الألبانية لكن روسيا أوضحت ان الدولة الجديدة لن تفرض بأي حال من الاحوال على حلفائها الصرب في الاقليم· وكان الكوسوفيون قد أنهوا يوما من الألعاب النارية أمس الأول والاحتفالات في بريشتينا العاصمة · وظل ألبان كوسوفو وعددهم مليونان يحزرون من ستكون أول دولة تعترف بسادس دولة تقتطع من يوغوسلافيا السابقة التي تقطنها غالبية صربية وانهاء فصل طويل دام في أفول نجمها· وكان نحو 2000 شخص قد تجمعوا أمام السفارة الأميركية ليصبوا جام غضبهم على دعم الولايات المتحدة للاقليم الانفصالي· وردد كثيرون هتافات تقول ''كوسوفو قلب صربيا'' وهم يلقون حجارة وزجاجات وشعلات على شرطة مكافحة الشغب· وكان العديد من أفراد الشرطة والمتظاهرين ملطخين بالدماء وأعلنت وكالات الأنباء المحلية عن وقوع احتجاجات في نوفي ساد شمال صربيا وفي بانيا لوكا عاصمة جمهورية صرب البوسنة التي ينظر زعماؤها إلى كوسوفو على انها سابقة يمكن استخدامها لمحاولة الانفصال عن البوسنة· وفي صربيا اتحد الزعماء السياسيون في التعبير عن الغضب ازاء اعلان كوسوفو الاستقلال لكنهم اختلفوا بشكل كبير في الكيفية التي يمكن ان تؤثر بها هذه الخطوة على علاقات بلجراد مع الغرب· وهاجم رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا الذي قاد معركة دبلوماسية من اجل الاحتفاظ بكوسوفو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعمهما انفصال الاقليم الذي يعتبره الصرب موطنهم الديني والتاريخي· وبعد دقائق من قطع كوسوفو العلاقات رسميا مع صربيا في اعقاب 9 أعوام من خضوع الاقليم لإدارة الأمم المتحدة اتهم كوستونيتشا في خطاب تلفزيوني للأمة الولايات المتحدة بأنها ''مستعدة لخرق النظام الدولي من أجل مصالحها العسكرية''· وقال كوستونيتشا ''ما دام الشعب الصربي موجودا ستظل كوسوفو صربية·'' وأضاف ''الاعلان الذي اصدرته الدولة الزائفة (كوسوفو) تحت وصاية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هو الفصل الأخير لسياسة القوة التي بدأت بقصف مجنون لصربيا واستمرت بوصول قوات حلف الأطلسي إلى كوسوفو·'' ودعا رئيس صربيا بوريس تاديتش الذي يشترك حزبه في ائتلاف هش مع كوستونيتشا الى الهدوء· وقال في بيان ''لن تعترف صربيا أبدا باستقلال كوسوفو'' ولكن '' سنخوض هذا الأمر سلميا وبشرف''· وجاء في بيان لوزارة الداخلية الصربية انه بإعلانهم استقلال كوسوفو فإن رئيسها ورئيس حكومتها ورئيس البرلمان ''ارتكبوا عملا إجراميا ضد نظام صربيا الدستوري وأمنها''· وأحيل اتهام إلى القضاء لفتح تحقيق·