الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مجلس «أم الشيوخ» شاهد على مكانة المرأة الإماراتية

مجلس «أم الشيوخ» شاهد على مكانة المرأة الإماراتية
16 ديسمبر 2018 01:37

فاطمة عطفة (أبوظبي)

وقفت بإجلال وإكبار أحدق في مشهد البرج العالي «لقصر الحصن»، الهندسة المعمارية التقليدية التي أشرف الأجداد على تصميمها وبنائها بكل عناية ومهارة تتجلى بوضوح أمام الزوار، فقد أنشأوه بروح حية كأنها تعانق روح الطبيعة.
وأول شيء يسترعي انتباه زائر القصر حجارته المرجانية القديمة التي تستوقف المشاهد ليتأملها، وخاصة أن الترميم تركها ولم يعمل على تغطيتها، بل أضاف لها رونقاً وجمالية فنية، حيث تنعكس عليها الإنارة المتناغمة مع البناء، سواء على الجدران الخارجية أو داخل فضاء القصر الذي تحيط به أربعة أجنحة تحتضن ما فيها من تحف وأشياء تراثية تعرّف ببعض مفردات الحياة الإماراتية القديمة، بالإضافة إلى الأدوات التي كانت تستعمل يومياً أو في المواسم والفصول.
هكذا بدت لي جدران القصر، وكأنها تروي ما جرى فيها، حيث تتجلى حكايات البنائين الذين شيدوا هذا المعلم، الذي يشير أيضا إلى مكانة المرأة الإماراتية في ذلك الزمن، ويلفت النظر إلى دورها ومشاركتها الفعالة في جميع أمور الحياة.
وهذا الأمر يتجلى في الجناح الغربي لقصر الحصن، وهو المنطقة الخاصة بالعائلة الحاكمة، حيث يحتوي هذا الجناح على العديد من الذكريات والأشياء الشخصية والقطع الأثرية التي تستحضر الفترة التي عاش خلالها الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان.
هنا، في هذا الجناح كانت غرفة الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي، أم الشيوخ.
تقع الحجرة في قلب المنزل النابض بالحياة وبالأشياء الموجودة فيها، تحكي قصة الحياة الملهمة التي نشأ فيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان «طيّب الله ثراه» وأخوانه.
وتطالعنا بهذه الحجرة صورة رائعة تجمع الشيخة سلامة مع الشيخ زايد رحمهما الله، هذه الأم العظيمة التي أنجبت وربت هؤلاء الشيوخ الكرام، وهي جدة الشيوخ حكام الإمارات اليوم.
الشيخة سلامة أشرفت وتابعت بناء الدولة الجديدة، وهذا ما تشير إليه إحدى القوارير الزجاجية التي امتلأت بالنفط الخام، وتبين الوثيقة المكتوبة بقربها إلى أن الشيخة سلامة أخذت زجاجة النفط الخام هذه إلى ابنها الشيخ زايد بن سلطان عندما كان حاكم مدينة العين، ليتعرف على شكل النفط بحالته الأولى.
وفي الحجرة ذاتها توجد أيضا جامة من سعف النخيل فيها بعض المكسرات من اللوز والجوز والفستق، وكانوا يفضلون أن تكون هذه الثمار الجافة في البيت لتقديمها مع التمور. لذلك كان الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي وقتها، يحرص على ألا يخلو القصر من هذه المكسرات، لأن هذه الغرفة في يوم من الأيام كانت جزءاً من إقامة أم الشيوخ.
وهي من أكثر النساء تأثيراً في تاريخ أبوظبي، فقد شجعت أبناءها على إرساء أسس السلام والاستقرار من خلال القيادة الرشيدة والرؤية الحكيمة.
وتقول المعلومات الموجودة في هذا الجناح من القصر أن الشيخة سلامة هي نبض المنزل وروحه، وكانت تجمع فيه نساء وأطفال القصر، كما يلجأ إليها أبناؤها طلباً لحكمتها وإرشاداتها.
ومن الأمور التي سردت في حجرة «نساء المجلس» تشير التفاصيل إلى الحياة العائلية في قصر الحصن، وهي إلى جانب غرفة الشيخة سلامة، هنا كانت تجتمع النسوة كل صباح لتناول الإفطار، كما كان كل من أولادها يأتون لقضاء بعض الوقت مع والدتهم.
كذلك فإن أم الشيوخ كانت قد شكلت المجلس النسائي في إحدى هذه الغرف، وقد عرفت تلك الغرفة وقتها بمجلسها الذي كان يستضيف صفوة سيدات المجتمع، سواء الإماراتيات أو غيرهن من السيدات الزائرات. وهذا تأكيد على دورها المهم، حيث كانت بعض النساء يأتين لطلب الاستشارة لما تحمل من حكمة ومعرفة.
وفي حجرة «إدارة شؤون القصر» يتعرف الزائر إلى مظاهر الحياة اليومية، حيث نعرف أنواع التوابل المختلفة التي كانت تستخدم في الطهو، كما نعرف أنواع السلع التي كانت تباع في الأسواق في ذلك الوقت.
وهناك مقتنيات لبعض النساء، ومنها أنواع من العطور والبخور وأشياء تراثية أخرى.
وإلى جانب ذلك، نرى أن جميع هذه الغرف تحتفي جدرانها بأنواع من الرسومات القديمة الملونة التي تضيف على المكان مشاعر البهجة والمتعة.

موسيقا ومسرح في المجمع الثقافي
تابعت الفعاليات الفنية المواكبة لافتتاح «قصر الحصن» و«المجمع الثقافي» أول من أمس بالاستماع إلى الأخوين رامي وفريد شحادة، والفرقة الموسيقية المرافقة لهما التي قدمت حفلاً ممتعاً شارك في أدائه عدد من الآلات الموسيقية، منها: العود، والبزق، والقانون، والكمان، والناي، إلى جانب آلات الإيقاع، وذلك بحضور منتج العمل ميشال ألفتريادس، ومن معه من طاقم العمل الفني.
استقبل الجمهور، الذي امتلأت به مدرجات المسرح الحجري الواقع أمام «المجمع الثقافي»، أداء الأخوين شحادة اللذين افتتحا الأمسية مع باقة مختارة من أغاني الفنانة الكبيرة فيروز تضمنت: «بدي شوفك كل يوم ياحبيبي»، «ع هدير البوسطة تذكرت عيونك ياعليا شو حلوين»، «طلعت يا محلا نورها شمس الشموسي». وتابع الفنانان تقديم أغانٍ من الطرب الأصيل الذي ظهر بوضوح أن الجمهور متشوق لسماعه. ومن هذه الأغاني لعبد الحليم حافظ: «أول مرة تحب يا قلبي»، و«سواح وماشي في البلاد»، كما حضرت أغاني سيدة الطرب العربي أم كلثوم في أغنية «غنيلي شوي شوي». ومع تشجيع الجمهور واستمتاعه بهذه الأغاني من مختارات الأخوين شحادة، تابعا تقديم أغاني من القدود الحلبية، والأغاني العراقية، إضافة إلى روائع محمد عبد الوهاب ووديع الصافي وغيرهما.
وفي الكواليس قال رامي شحادة لـ«الاتحاد»: رأينا أن نجرب تقديم الأغاني الأصيلة دون أي تغير بالكلمات، إنما فقط من خلال طريقة التوزيع على الآلات الموسيقية التي تساعد بأن توصل نفس الرسالة الفنية من دون أن تؤثر سلباً على أداء الأغنية، وبحيث يتقبلها الجميع من الأجيال المختلفة، الكبيرة والشابة. وأضاف موضحاً: نحن نجد أن الشباب أيضاً يحبون أن يستمعوا إلى الأغاني القديمة بشيء من إجراء لمسات التحديث عليها. لذلك، نحن نعمل مع المنتج ميشال ألفتريادس بدقة وطرق جديدة لإرضاء الجمهور.
وبدوره عبر الفنان فريد شحادة عن سعادته بأن يشارك في برنامج الفعاليات الفنية التي تقام بمناسبة افتتاح قصر الحصن والمجمع الثقافي، وقال: في هذه المناسبة، قدمنا اليوم أول أغنية من أغاني يسرى، وهي «أبو»، وسرّنا أن الحضور كان ينتظر الجديد الذي نقدمه. وكشف فريد لـ«لاتحاد» أنه سوف يصدر لهم قريباً أغانٍ خاصة بهم، وهي عبارة عن لقطات مصورة تحمل قصصاً جديدة.
وكان قد سبق هذا الحفل الفني أيضاً، وضمن فعاليات افتتاح قصر الحصن عرض خاص للأطفال من العمل المسرحي «افتح ياسمسم» الذي يتضمن أهدافاً تربوية وتعليمية وترفيهية، ورياضية وصحية أيضاً، قدم العرض عبدالله، وشارك في الشخصيات المتنكرة بأسماء مستعارة كل من: قرقور، نعمان، شمس، ألمول. وفي نهاية المسرحية نزل بعض الأطفال، حيث التقطت الصور التذكارية مع الشخصيات التي قدمت العرض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©