واشنطن، وارسو - وكالات الأنباء: اعتبرت مجموعة من المحامين الذين يدافعون عن المعتقلين في جوانتانامو، ان استقالة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد تجعل من الممكن ملاحقته امام القضاء بسبب دوره في التعذيب· وقال مايكل راتر رئيس مركز الحقوق الدستورية ''كان واحدا من مهندسي البرنامج الأميركي للتعذيب· لذلك أنا مسرور فعلا باستقالته''· واضاف ''هو الذي اجاز مجموعة من وسائل التعذيب في جوانتانامو واستخدام الكلاب للإذلال الجنسي''·
ويستعد مركز الحقوق الدستورية وبضع منظمات للدفاع عن حقوق الانسان لرفع شكوى بتهمة التعذيب ضد رامسفيلد وآخرين امام محكمة ألمانية، باسم مبدأ القضاء الدولي الذي أجاز الملاحقات ضد بينوشيه في اسبانيا· وأوضح راتر ان استقالة رامسفيلد تحرمه من امكانية الاستفادة من الحصانة ''وتفتح امكانية ملاحقته ورفع شكاوى ضده في الولايات المتحدة وفي الخارج''· وسبق ان بدأت اجراءات ضد رامسفيلد باسم معتقلي جوانتانامو في الولايات المتحدة، لكن راتر اعتبر ان الفرص المتاحة حتى تؤدي الى نتيجة ضئيلة جدا· من جهتها باشرت لجنة تحقيق من البرلمان الأوروبي تلاحق قضية السجون السرية للاستخبارات الأميركية تحقيقاتها في بولندا عبر استجواب صحافيين بولنديين كتبوا مقالات عن هذا الموضوع· وقال ياروسلاو جيزينسكي الصحافي في نسخة ''نيوزويك'' البولندية ان لقاءه المحققين ''لن يضيف الى المعلومات المعروفة، الشيء الكثير''· البرلماني السويسري ديك مارتي لمجلس أوروبا وقدمه في يونيو الماضي، يشتبه في ان بولندا ورومانيا، حليفتي الولايات المتحدة منذ انهيار الشيوعية، أوتا سجونا سرية للاستخبارات الأميركية· ويشكل مجلس أوروبا مؤسسة مستقلة عن الاتحاد الاوروبي تعنى خصوصا بحقوق الانسان· لكن البلدين المذكورين رفضا بشدة اتهامات مارتي الذي لفت في الوقت نفسه الى انه لا يملك براهين رسمية ضد وارسو وبوخارست· وطرح التقرير نفسه تساؤلات حول دول أوروبية اخرى بينها بريطانيا وإيطاليا واسبانيا والسويد وألمانيا، وكلها متهمة بانتهاك حقوق الانسان عبر السماح للاستخبارات الأميركية بنقل او احتجاز إرهابيين إسلاميين مفترضين على أراضيها· وفيما رفضت كل هذه الدول الاتهامات المذكورة، أقر الرئيس الاميركي جورج بوش للمرة الأولى في سبتمبر الماضي بأن 14 سجينا ينتظرون المحاكمة سبق ان احتجزوا في سجون سرية خارج الولايات المتحدة، من دون أن يحدد مكان الاعتقال· وكان رامسفيلد قد أقام معتقل خليج جوانتانامو للارهابيين الاجانب المشتبه فيهم وله دورا في إقامة السجون السرية· وكان مسؤولا عن وزارة الدفاع اثناء فضيحة انتهاك السجناء في سجن ابو غريب بالعراق·
عدد اليوم
