السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرس قيم التراث لدى الفتيات ينتج أجيالاً من أهل «السنع والمواجيب»

غرس قيم التراث لدى الفتيات ينتج أجيالاً من أهل «السنع والمواجيب»
26 أغسطس 2013 20:39
في ظل الانفتاح على العالم، والتواصل الإنساني داخل الدولة بشكل مباشر وحي، أو خارجها عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، تظهر أهمية غرس قيم التراث في نفوس الأجيال الجديدة، خاصة الفتيات باعتبارهن أمهات المستقبل، والقادرات على تكريس ملامح الهوية الإماراتية في نفوس أبنائهن ليظل الإماراتيون كما كانوا دائما أهل «السنع والمواجيب»، كما إن هؤلاء الفتيات سيصبحن شريكات الرجل في منظومة التقدم التي تشهدها دولة الإمارات، وتبنى على قواعد أرساها الآباء المؤسسون لدولة الاتحاد. لمسات من الماضي عن قيمة غرس التراث في نفوس الفتيات الصغيرات، تقول رئيس قسم الأنشطة النسائية بنادي تراث الإمارات فاطمة التميمي إن «الاهتمام بالمفردات التراثية يهدف في المقام الأول إلى غرس مجموعة من العادات والتقاليد التي تربينا عليها، ونحرص على توصيلها للأجيال الجديدة، كي تساعدهم على صقل شخصياتهم، خاصة في ظل انتشار استخدام الإنترنت والأجهزة الحديثة، التي تجعل أبناءنا وبناتنا يتعرفون على ثقافات مغايرة، تحمل من الأضرار أكثر مما تحمله من فوائد». وتتابع التميمي «من هنا تظهر أهمية الأنشطة التراثية التي ينظمها نادي تراث الإمارات، والتي تكمل دور البيت في غرس معاني الهوية، والقيم والسلوكات المرتبطة بأهل الإمارات»، مضيفة «في الوقت ذاته تزداد الحاجة إلى تقديم مزيد من الاهتمام بالتراث وكل ما يتعلق به داخل المناهج الدراسية، كون أغلب فتيات اليوم لا يفهمن كثيراً من مفردات التراث التي كانت سائدة في الماضي، ولا زال بعضها متداولاً حتى الآن، فضلاً عن التغافل عن كثير من القيم السلوكية التي جعلت الإماراتيين معروفين بأنهم أهل «السنع والمواجيب» أي أصول الضيافة الحقة، والأدب الجم في التعامل مع الآخرين». وتدعو التميمي إلى إضافة بعض اللمسات التراثية في المناهج الدراسية، خاصة بالنسبة للفتيات الصغيرات، وتضمينها بعض المصطلحات والمكونات التراثية الإماراتية، حتى لا تتعامل هؤلاء الفتيات مع التراث وكأنهن غريبات عنه. وتلفت التميمي إلى أن الأنشطة النسائية التي ينظمها نادي التراث تسعى إلى ترسيخ قيم التراث عبر برامج مختلفة يشهدها النادي ومراكزه المختلفة على مدار العام، ومن هذه الأنشطة، تنظيم المسابقات التراثية والثقافية لتعزيز الهوية الوطنية في أوساط الطالبات، في المجالات المختلفة لتحقيق أهداف القسم، وتفعيل الفرق التراثية والثقافية المتخصصة في المراكز النسائية وتوسيع قاعدة المشاركة فيها، وتنظيم دورات في المهارات الحياتية للطالبات في المراكز النسائية، وتفعيل المشغل النسائي لاستقطاب الأسر المنتجة وتدريبهن على الأعمال اليدوية، ووضع خطة تسمح للمراكز النسائية بتنفيذ فعاليات تراثية في المناطق السكنية البعيدة عن مواقعها للترويج لأنشطة النادي والمراكز. حول الأهداف التي تسعى الأنشطة النسائية لتحقيقها، تورد التميمي أن هذه الأنشطة النسائية التي توجهها إدارة الأنشطة بنادي التراث، إلى الفتيات الصغيرات تستهدف تحقيق عدد من الأهداف يتقدمها نشر ثقافة التراث في أوساط النشء الجديد من الفتيات المواطنات، وربطهن بالموروث الشعبي لتعزيز الهوية الوطنية في أعماقهن، والارتقاء بمستوى الأنشطة النسائية، وتطوير المشغل النسائي ليكون بيتا تراثياً للأنشطة النسائية، وتأهيل وتطوير الموارد البشرية في المراكز النسائية من خلال الدورات وورش العمل المتخصصة. ولتحقيق هذه الأهداف، تشير التميمي إلى أن النادي يعتمد على عدد كبير من الخبيرات التراثيات والأمهات ذوات المعرفة العميقة بالموروث النسائي الإماراتي، ويتم الاستعانة بهن في كافة المراكز التابعة للنادي، ومنها مركز السمحة الذي يضم عشراً من الأمهات، يقمن بتعليم الفتيات الكثير من الحرف اليدوية الخاصة بالمرأة الإماراتية، وكذلك صنع كثير من الأدوات المنزلية باستخدام مكونات البيئة المحلية، ومنها النخيل، الذي يصنع منه «المخرافة»، وهو سلة لحفظ الرطب وقت جمعه، و«حبل الكمبار» المصنوع من ليف النخيل، ويستخدم في صناعة الدواسات التي كانت توضع على مداخل البيوت قديماً. و«المهفة» التي كانت تستخدم بديلاً للمروحة، و«المغطى»، وهي وسيلة محلية معروفة لتغطية وجبة الطعام لا سيما المعدة لتقديمها للضيوف والزوّار في المنزل، وكل من المغطى والمهفة تصنعان من جريد النخيل، وكذلك «الجفير»، وهو عبارة عن سلة صغيرة يوضع فيها التمر ويتم توزيعه على الأطفال في الأعياد والمناسبات. المطبخ المحلي فيما يخص الطبخ، وطرق حفظ الطعام قديماً، تقول التميمي إن الفتيات المنتسبات للنادي ومراكزه المختلفة، يتعلمن الكثير من الأكلات الشعبية الإماراتية، مثل اللقيمات، والعصيدة، والخبيصة، والبلاليط، والجباب، كما تتعرف الطالبات على الأدوات المستخدمة في عمل هذه الأكلات، ومكوناتها وطرق إعدادها، والقيمة الغذائية لها، والمناسبة التي تقدم فيها. وعن السمك بوصفه وجبة أساسية لأهل الإمارات، توضح أن البنات يتعلمن طريقة تمليحه، وكيف كانت الأمهات قديماً يحفظنه شهوراً طويلة في أوعية معدنية كانت تعرف بالـ «بيب»، ثم استخدامه بطرق متنوعة، أو وضعه مع أطعمة أخرى ليكون وجبة غذائية متكاملة يعتمد عليها أفراد الأسرة. وحول كيفية توفير الماء قديماً، توضح التميمي أن المركز يشرح للفتيات كيف كان يتم الحصول عليه عن طريق الطوي «البئر»، أو «الكندري» وهو الشخص الذي يحمل الماء، ثم يدور به على المنازل، حيث كانت المياه شحيحة وكان الوصول إليها أمراً صعباً. وتلفت التميمي إلى أن اطلاع الفتيات الصغيرات على نماذج من هذا العالم، يجعلهن يقدرن النعمة التي يعشن فيها حالياً، وجهود أولي الأمر في الدولة، في الارتقاء بكافة الخدمات وأساليب الحياة، التي جعلت العيش في دولة الإمارات أمنية كل إنسان في العصر الحديث. وللأزياء التراثية نصيبها أيضاً مع الفتيات الصغيرات، حيث يتعرفن على أنواع الأقمشة التي كانت أمهات الزمن القديم يستعملنها، وأهمية الشيلة والكندورة كملامح مميزة لأبناء وبنات الإمارات، ويتعرفن على الشيلة والعباية وأنواع كل منهما والمقارنة بينهما قديما وحديثا، مع التأكيد على أن الهدف من الشيلة والعباية هو الاحتشام والستر. كما يشمل برنامج الأزياء التراثية، عرض نماذج للأقمشة التراثية، وإتاحة الفرصة أمام الطالبات للبس الأزياء القديمة والتصوير بها. سلوكيات اجتماعية حول أساليب إكرام الضيف وآداب الطعام والشراب، وغيرها من السلوكات الاجتماعية التي استخدمها أهل الزمن القديم في الحياة اليومية، والتي عرفت باسم «السنع»، يبذل نادي التراث وغيره من مؤسسات الدولة الجهد الكبير في توصيل تلك القيم الإماراتية الفريدة إلى الأجيال الجديدة، ومن ذلك المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة والشباب، بداية العام الجاري المتعلقة بـ «السنع» ونشره بكل الوسائل الممكنة في المدارس وفي وسائل الإعلام وبين الصغار والكبار، وتقديم برامج مختلفة تتنوع بين الإعلامية والمنهجية الدراسية والقصص الأدبية والقصص المصورة للترويج للسنع وتعزيزه بين أفراد المجتمع الإماراتي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©