الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حنة العيد» نقوش تبوح بأسرار الجمال ومهارة النساء

«حنة العيد» نقوش تبوح بأسرار الجمال ومهارة النساء
18 أغسطس 2012
تعتبر الحناء في العيد من أقدم العادات التي لازالت مستمرة إلى وقتنا الحاضر بنقشاتها الجميلة التي تزين أيادي وأقدام كبار السن والنساء والفتيات الكبار والصغار، وهي تعتبر من المواد الطبيعية الجميلة، والتي لها استعمالات كثيرة للنساء سواء للزينة أو لعلاج الشعر وتغيير لونه. هناء الحمادي (أبوظبي) - أوضحت عوشة السويدي من النساء اللاتي لا زلن يتخضبن بالحناء التقليدية بالمنزل، أن الحناء أيام زمان تختلف كثيرا عن اليوم، فقديماً كانت تجتمع الأسرة قبل العيد بيومين فتضع الجدة الحناء التي تصنعها هي بنفسها، تأخذ مسحوق الحناء وتخلطه مع الليمون الأسود والبنازين وتضعه لبناتها وحفيداتها، ويتم ربط أيديهم لليوم التالي، كما أن الشواب والأطفال الذكور لهم نصيب من الحناء، حيث يوضع لهم في أسفل القدم وكان الجميع يتباهى بذلك فرحا واستعدادا لاستقبال العيد. نقش القصة وأضافت السويدي، إن أشكال الحناء اليوم اختلفت عن السابق، حيث كانت النقوش في ذلك الوقت مختلفة ولكل رسمة اسم، فنقش «القّصة» و«أبوالبيطان» للعروس والمتزوجات، أما الفتاة قبل الزواج فكان عليها أن تتخضب على شكل «الغمسة» وهي طلاء اليد كاملة كالقفاز، وكذلك الكبيرات في السن يتحنين بنقش الغمسة و«الجوتي»أي تطلي أرجلها بالحناء وكأنها تلبس الحذاء ، وكانت تتحنى بها المرأة أكثر من مرة حسب اللون الذي ترغبه، فاللون الأحمر إذا تركته لساعات طويلة، أما إذا رغبت في الحصول على اللون المائل إلى السواد فتتحنى أكثر من مرتين وتضع مع الحناء ما يسمى «بداج الليل»وهو موجود عند العطارين، وكنا بالسابق نستخدم أعواد الثقاب في الرسم المطلوب. رسومات ونقوش وقالت إن الوضع في الوقت الحاضر تغير، فقد طغت رسمات ونقوش حديثة وجميلة، فأصبح الفتيات والنساء يحجزن في الصالونات النسائية قبل ليلة العيد عند الحناية أو أن تأتي حناية خاصة للمنزل، لتحنية اليد والقدمين بأجمل نقوش الحناء والتي تبدع فيها خبيرات النقش«المحنيات» في رسم أحدث الأشكال، التي تنوعت في مسمياتها وطريقة تحضيرها وسعرها، فمنها النقشة الهندية والإماراتية والسودانية والنقش الطاووسي، وتختلف باختلاف المواد وعرض خط الرسمة ونوعها، كما ظهرت ألوان متعددة كالأحمر والأسود والكوكتيل والعنابي، وهكذا فإن الكثير من الأنواع التي تطلبها كل واحدة حسب رغبتها، مشيرة إلى أن النقش الهندي الأكثر طلبا بين السيدات،بينما تفضل الفتيات النقش الناعم والرسوم الهندسية والأزهار وأشكال الأساور والحروف، حتى كتابة أسمائهن على باطن اليد مع الرسم ولا يحبذن الحناء على أطراف الأصابع لأنهن يفضلن التلوين بطلاء الأظافر، لكن النسبة الكبيرة من السيدات، تجلب بناتهن الصغيرات ليلة العيد لوضع الحناء، لارتباطها بفرحة العيد عند الصغيرات والكبيرات، أما السيدات والفتيات فهن النسبة الأقل في وضع الحناء ويفضلن دائما النقش والرسم بها. عجن الحناء وبالمقارنة بين حنة أمس واليوم تقول السويدي، إنها كانت تعجن الحناء في الماضي بمواد بسيطة ومتواجدة في المنزل، ولم تضاف لها أي مواد، وحين تحتاج ربة البيت إلى تخصيب يديها أو رجليها، فلابد في بادئ الأمر أن يتم عجن الحناء الناشفة التي قامت بصناعتها في المنزل سابقا، وتضيف لها الماء المغلي والليمون اليابس أو الليمون الطازج، ثم توضع لمدة ساعة في الشمس حتى يتغير اللون ولترتاح العجينة، بعدها يصبح جاهزاً للاستخدام، موضحة أن الحناء لها فوائد جمة واستخدامات عديدة فهي تستخدم لزينة اليد والقدم وللشعر من خلال وضعه على الرأس للزينة أو لإخفاء ملامح الكبر وبياض الشعر. وأضافت، تعد هذه من أهم مظاهر زينة المرأة في الإمارات سواء بوضعه على الرأس أو على الكفين أوالقدمين، كما أن الرجل استخدم الحناء لصبغ شعر رأسه أو لصبغ شاربه و لحيته أو لعلاج خشونة وتشقق يده وقدمه، وباطن الكف للعلاج وتبريد العين والرأس كما يُعتقد العامة. وحسبما ذكرت السويدي، فإن عجينة الحناء اختلفت كثيرا وأصبحت تضاف لها مواد قد تكون مضرة بالجلد، وإن الكثير من المحنيات أو ربات البيوت أصبحن يضعن الكثير من الإضافات على الحناء سواء كانت لليد أو الشعر ومن هذه الإضافات هو وضع السكر والمحلب و والليمون وبياض البيض والقهوة والزيت وغيرها من الإضافات بغية لون معين ترغبه السيدة أو لعلاج الشعر، مبينة أن طريقة عمل الحناء تختلف بحسب طلب السيدة لنوع النقشة والطريقة المشهورة دائما هو وضع حنة خضراء مطحونة ناعم وليس بها أعواد وعصير الليمون وسكر ناعم وخلطها جيدا لتحضيرها للنقش، في المناسبات المختلفة فهناك حنة العروس التي تملأ الأيدي والأرجل بنقشات كثيرة، وحنة الخطوبة، وحنة الأعياد وحنة المناسبات الوطنية. إضاءة عرفت الحناء منذ القديم، فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى، إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجونة لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح، كما وجد كثير من المومياء الفرعونية مخضبة بالحناء، واتخذوا عطراً من أزهارها، ولها نوع من القدسية عند كثير من الشعوب، ويستعملونها في التجميل، فتخضب بمعجونها الأيدي والأقدام والشعر، كما يفرشون بها القبور تحت موتاهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©