الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تأكيد استخدام سوريا لـ «الكيمياوي» قد يدفع أوباما للتدخل عسكرياً

26 أغسطس 2013 00:15
واشنطن (ا ف ب) - تزداد مؤشرات على أن فظاعات الحرب الكيميائية قد تدفع الولايات المتحدة إلى التدخل عسكريا للمرة الأولى في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وبدأت الآلة العسكرية والدبلوماسية الأميركية تتحرك ببطء، بعد نشر صور أطفال قضوا اختناقا على ما يبدو بسبب غازات سامة، أثارت صدمة في العالم. ويواجه اوباما اختبارا جديدا لعقيدة موروثة تقضي بتجنب التدخل في مستنقع الشرق الأوسط. وملف سوريا يطرح معضلة دائمة لمعرفة ما إذا كان على الدوافع الإنسانية أو المصالح الوطنية أن تملي السياسة الخارجية الأميركية. وتتفاقم الأزمة في حين يحاول اوباما التعامل مع “الانقلاب” في مصر. وكان الرئيس الأميركي عقد السبت اجتماعا نادرا مع كبار المسؤولين في إدارته بينهم نائبه جو بايدن ووزيرا الدفاع والخارجية وقادة الاستخبارات للبحث في الرد الأميركي على ما يحصل في سوريا. ثم اتصل أوباما برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ما يدل على الجهود لتأليف تحالف دولي للتحرك. ومن غير الواضح ما إذا كان أوباما يميل إلى توجيه ضربة عسكرية إذا ثبت استخدام قوات الأسد الأسلحة الكيميائية ما يعتبر تجاوز “الخط الأحمر” الذي حدده العام الماضي. ومن المحتمل أن يكون النشاط الدبلوماسي والعسكري الأميركي في الأيام الأخيرة مجرد وسيلة للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يرضخ للمطالب الأميركية بتنحيه. لكن يبدو أن الإدارة الأميركية تتخذ خطوات يتوقع أن تسبق القرار باستهداف الوحدات السورية المتورطة في هجوم ريف دمشق. وينشر البنتاغون القوات وكذلك السفن الحربية المجهزة بصواريخ عابرة في المتوسط في حين يدرس معاونو اوباما سيناريو نزاع كوسوفو، للتدخل في سوريا من دون تفويض من الأمم المتحدة الذي ستعرقله روسيا بالتأكيد. كما يكثف وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاتصالات مع حلفاء واشنطن في أوروبا والشرق الأوسط. ويعتقد جوليان زيليزر مؤرخ السياسة الخارجية في جامعة برينستون أن الإدارة الأميركية “تشعر بالضغوط للتحرك أو لتظهر وكأنها تستعد للتحرك لأسباب سياسية (ولإثبات لسوريا) أن هناك حدودا لما هو مسموح به”. وقال باري بافل المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع والأمن القومي في إدارات كلينتون وبوش وأوباما “هناك شعور في واشنطن بأن هذه المسألة جديدة وبأنه يجب التحرك”. وأضاف أنه في حال لم تتخذ الإدارة تحركا حازما بعد اختبار القوة هذا فإنها قد تعرض مصداقيتها للخطر. كما أن سمعة اوباما على المحك بعد أن قال العام الماضي إن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا خط احمر بالنسبة لواشنطن. وإذا ما أثبتت الاستخبارات الأميركية أن الأسد مسؤول فعلا عن هذا الهجوم فسيجد اوباما نفسه في موقع سياسي صعب. وتحدث المسؤولون الأميركيون بعبارات عامة عن الخيارات العسكرية المحتملة. ويفترض أن تكون أي ضربة قوية بما فيه الكفاية لردع قوات الأسد عن الرد، ومحدودة أيضا لتفادي زج واشنطن أكثر في هذه الحرب. ويعتقد حسين ايبش المحلل في لجنة العمل الأميركية في فلسطين أن التحرك العسكري ممكن. ويضيف “اعتقد أن اقل تحرك يمكننا توقعه هو هجوم محدود بالصواريخ العابرة على مواقع تتعلق بالأسلحة الكيميائية”. ويتابع “قد يشمل التحرك ضرب منشآت مفيدة للنظام”. ومهما حصل يريد اوباما أن يدخل التاريخ كالرئيس الذي أنهى الحروب الأميركية وليس الذي فتح جبهات جديدة. ويؤكد مسؤولون انه لا يتم التداول بإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، وهناك أيضا مؤشرات تفيد بأن الإدارة قلقة لضمان الإطار القانوني الصحيح لأي تحرك. ومن الخطط سيناريو الائتلاف الأوروبي الأطلسي الذي وجه غارات جوية في ليبيا لحماية المدنيين. وهذا السيناريو لن يحتاج إلى قرار مجلس الأمن الدولي للتدخل في ليبيا الذي لم تعرقله روسيا والتي قالت لاحقا إنها خدعت لأن هدفه كان تغيير النظام. وعلى اوباما أن يدرس احتمالات إخفاق التدخل العسكري بما في ذلك مخاطر وقوع ضحايا بين المدنيين. كما لا يمكن تجاهل السياسة المحلية. وسيتذرع أوباما على الأرجح بأن التحرك المحدود في سوريا لن يرقى إلى مستوى العمليات الذي يستلزم إذنا رسميا من الكونجرس لدخول الحرب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©