الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاعتماد على النفط يثير أزمات جديدة

9 نوفمبر 2006 22:31
إعداد - محمد عبد الرحيم: حذرت وكالة الطاقة الدولية من ان العالم أصبح في مسار يؤدي ''من أزمة الى أخرى'' ما لم تتحرك الحكومات على وجه السرعة من أجل ادخار الطاقة والاستثمار في وقود الطاقة الحيوية والنووية· وذكر كلود مانديل المدير التنفيذي للوكالة في التقرير الخاص بالتنبؤات والذي صدر مؤخراً بأن المسار الحالي ''ربما يعني المزيد من الأسعار البالغة الارتفاع والمزيد من النقص والشح في الموارد وهو أمر يعني ايضاً المزيد من الانقطاع في الامدادات والمزيد من الكوارث البيئية أو حدوث جميع تلك العوامل مجتمعة في نفس الوقت''· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز فقد ذكرت وكالة الطاقة الدولية بأن الحقول النفطية التي بدأت تعتمد عليها كل من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية في تقليل اعتمادها على منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' سوف تحتاج الى فترة تتراوح ما بين 5 الى 7 أعوام مقبلة حتى تصل الى ذروة انتاجها· وهي الحقول التي تتضمن تلك الموجودة في روسيا والولايات المتحدة وفي المكسيك والنرويج· ووفقاً لنشرة ''وورلد اينرجي آوت لوك'' لهذا العام والتي تصدرها الوكالة الدولية للطاقة فإن هذا الأمر يعني ''ان تنامي حجم الصادرات من الشرق الأوسط من شأنه ان يسلط الضوء على امكانية تعرض العالم لانقطاع في الامدادات النفطية لأسباب من ضمنها ان احجام الصادرات الاضافية على طول مسارات النقل البحرية يمكن ان تصبح عرضة لممارسات القرصنة والهجمات الارهابية أو الحوادث الاعتيادية''· كما ان الدول الثلاث التي سيعتمد عليها العالم بشكل أكبر في إمدادات النفط المستقبلية وهي المملكة العربية السعودية وإيران والعراق من ضمن الدول التي تعاني أكثر من غيرها من عدم الاستقرار· وهناك مشكلة مماثلة تتعلق بالغاز الطبيعي في ظل وجود أكثر من نصف احتياطياته في إيران وروسيا اللتين درجتا على استخدام موارد الطاقة كسلاح دبلوماسي· كما حذرت الوكالة الدولية ايضاً من امكانية تشكيل احتكار خاص بالغاز الطبيعي على شاكلة منظمة الأوبك حيث ورد في التقرير ''هناك مصدر آخر للمخاوف والغموض يتعلق بامكانية ان تعتمد الدول المصدرة للغاز الى التنسيق فيما يتعلق بخططها الخاصة بالاستثمار والانتاج بهدف تجنب فائض في السعة والمحافظة على أسعار الغاز مرتفعة''· على أن مثل هذه المخاوف على أمن الطاقة من شأنها ان تلحق اضراراً جسيمة بالجهود العالمية الرامية لتقليل انبعاثات الكربون المصاحبة للتغيرات المناخية· وقد بدأ كبار المستهلكين اصلاً في التحول الى الفحم كأحد أكبر مصادر الطاقة اثارة للتلوث ولكنه أيضاً أحد أكثر الوقود الاضوري توفراً في العالم حيث تتواجد أكبر كميات له في داخل الولايات المتحدة والصين· ومن أجل تقليل انبعاثات الكربون استمرت الوكالة تحث أوروبا والصين على استغلال المزيد من الطاقة النووية في الوقت الذي بدأت فيه الصين بالفعل في الدخول في هذا المجال· وطالبت الوكالة الدولية الولايات المتحدة بالعمل على تحسين معايير ترشيد الوقود في السيارات كما باتت تشجع ايضاً على ايجاد المزيد من الطاقة المتجددة من أجل توليد الكهرباء في الصين وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية· ويشار الى ان العالم سيحتاج الى استثمار أكثر من 20 ألف مليار دولار في البنية التحتية للطاقة بحلول العام 2030 من أجل ضمان ان يلتقي العرض مع الطلب كما ذكرت الوكالة بعد ان زادت من تقديراتها الخاصة بالعام الماضي بأكثر من 3 آلاف مليار دولار· وكذلك فإن حوالى 60 في المئة من هذه الاستثمارات سوف يتطلب انفاقها على قطاع الكهرباء بعد ان اصبح يتعين على أوروبا استبدال وحدات الطاقة والشبكات المعمرة التي باتت عرضة للانقطاعات بينما تحتاج الصين الى انشاء بنية تحتية جديدة من أجل تشغيل اقتصادها المتسارع النمو· وعلى كل فقد حذر ''فيث بيرول'' كبير الاقتصاديين في الوكالة الدولية من ان الاستثمارات الحقيقية لا تزال أقل بنسبة 20 في المئة من ذلك المبلغ المطلوب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©