السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هكذا استيقظت بيت حانون على بحر من الدماء

9 نوفمبر 2006 01:51
بيت حانون-وكالات الأنباء: لم تكتف اسرائيل بالقتل اليومي الذي تمارسه آلتها الحربية الاجرامية في بيت حانون منذ أسبوع وآثرت إلا ان تضيف لاجتياحها المدينة الواقعة شمال قطاع غزة بصمة وحشية تنضم الى قائمة مجازرها الطويلة لكن هذه المرة مع درجة من الوقاحة بلغت الحدود القصوى بزعمها ''ان المدفعجي أخطأ هدفا على بعد كيلومتر واحد''· فجرا وبينما كان الناس نياما في شارع حمد بالمدينة حدثت المجزرة وهذا بعض من مشاهدها: حقائب محمد وأحمد البالغين من العمر ثماني وتسع سنوات كانت معدة للذهاب الى المدرسة لكن قذيفة مدفعية لم تمهلهما الوقت فقتلتهما على سريرهما الذي غطته الدماء مع تسعة آخرين من أفراد عائلتهما العثامنة حيث انهارت واجهات المنزل جراء القصف الغادر· في الخامسة والنصف عندما كان سكان الشارع إما غارقين في النوم أو انهم استيقظوا لتوهم لأداء صلاة الفجر أو الذهاب الى أعمالهم سقطت ست قذائف على الاقل على سبعة منازل على الاقل وكان بين الضحايا أربع نساء وأربعة أطفال كلهم من عائلة العثامنة· أحد أعمام الطفلين ويدعى ابراهيم العثامنة كان يتوجه الى عمله عندما وقع القصف، وقال باكيا ''استشهد أشقائي السبعة··كانوا كلهم نائمين وسقطت القذائف في غرف النوم''، وأضاف وهو يقف مذهولا أسفل المنازل التي طالتها القذائف وقد غاصت قدماه في برك الدم والماء بينما تناثرت على الأرض قطع من اللحم البشري ''كنت ذاهبا الى العمل وكنت قريبا من المنزل عندما سقطت أول قذيفة''· وتابع وهو يرتجف ''في البداية ظننت أنه قصف مثل الذي شهدناه كل يوم خلال الفترة الاخيرة ولكني سمعت بعدها خمسة انفجارات أخرى وعدت على الفور ورأيت أشياء لا يمكن وصفها··لقد كان هناك بحر من الدماء''، ثم صاح ''انهم مجرمون··إنها مجزرة''· ثم استطرد قائلا وهو في حالة أقرب الى الهذيان ''كل أطفالي أصيبوا ولا أعرف حتى الآن إن كان أحد منهم قتل''· وقال سعيد (50 سنة) وهو أحد أفراد عائلة العثامنة أيضا ''اننا منهكون منذ بدأت العملية الاسرائيلية الاخيرة وهذا الصباح اتصل بي شخص وقال لي حصلت مجزرة كبيرة لعائلتك''، وأضاف والدموع تنهمر من عينيه ''لم نستطع ان ننقل الموتى والمصابين الى المستشفى فلم تتمكن فرق الاسعاف من الوصول إلا بعد 30 دقيقة''· وتابع الرجل الذي غطت الدماء ملابسه ''لقد ارتكبوا مجزرة جديدة بهدف واحد وهو دفع جميع السكان إلى الفرار من البلد··ان اسرائيل لا تريد ان ترى أي شخص في بيت حانون وإطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل ليس إلا ذريعة''· أما أكرم شقيق الرجال السبعة الذين استشهدوا في القصف فكاد يفقد النطق وقال بصعوبة وعيناه زائغتان في الفراغ ''لم أستطع ان أصدق عيني فقد رأيت ابنة أحد أشقائي وقد فصل رأسها عن جسدها بينما فقد أحد أشقائي يده''· ثم فجأة صرخت زعلة أبو جراد وهي جارة لعائلة العثامنة وهي تقف على عتبة بيتها ''لماذا؟'' فيما تدافع الناس في شارع حمد وسط سيارات الاسعاف التي تنقل الضحايا والجرحى، وناحت السيدة وهي تقول ''عمري 60 عاما ولم أر شيئا كهذا طوال حياتي''· وقالت أسيل العثامنة (12 عاما) والتي استشهد ايضا الكثير من عائلتها ''ايش بدو منا الجيش إحنا كنا بدنا نتوضأ للصلاة وإذا بالقذائف تنهال علينا واحدة تلو الاخرى··إسرائيل مجرمة لانها تقتل الاطفال والنساء·· ايش يريدون منا، كل يوم يسقط العديد من الشهداء والتدمير والتخريب''· وأضافت وهي تبحث عن كتبها المدرسية كي تتمكن من الذهاب للمدرسة ''حتى الكتب وصلها الدم··لازم العالم يتدخل لوضع حد لهذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين''· وقال إبراهيم العثامنة إن 22 قذيفة دبابات سقطت مباشرة على عدد من المنازل المتجاورة لبعضها في الشارع، وأضاف ''شاهدت أشلاء أطفال ودماء كثيرة''· فيما روت أم عبد القاسم وهي في الاربعينيات من عمرها أن جيرانها كانوا يهمون بالاستيقاظ من نومهم حين انهالت القذائف من الدبابات عليهم، وتساءلت باستنكار ''ما دخل الأطفال والنساء في المقاومة؟''· وفي مستشفى قريب، كانت الطفلة الفلسطينية أسماء العثامنة (14 عاما) ترقد على سرير وقد امتلأ جسدها بجروح ناجمة عن شظايا واحمرت عيناها من كثرة البكاء وهي تتذكر ساعات مرت دمرت فيها قذائف الهمجية الاسرائيلية منزل عائلتها ومزقت والدتها واختها وقتل نحو 14 من أعمامها وأولاد أعمامها· وقالت بينما كان صوتها يرتعش ''كنا نائمين وأيقظنا سقوط قذائف على منزل عمي المجاور ثم انفجر زجاج نوافذ منزلنا ايضا··هربنا من المنزل لنتعرض للمطاردة خارجه··القذائف قتلت أمي وأختي وأصابت جميع إخوتي''· وبينما كانت تتحدث أسماء كان أطباء وممرضات في المستشفى القريبة من جباليا يقومون بمداواة الجرحى ومعظمهم من عائلة أسماء· فيما كان الطابق السفلي مزدحما بعشرات المذعورين الذين يسعون للحصول على معلومات عن أقاربهم الذين أصيبوا في القصف· في وقت كان المسعفون يقومون بإلقاء مياه على سيارات الاسعاف في محاولة لإزالة آثار الدماء فيما بدت قفازات الاطباء مغطاة بالدماء على الارض· وتمكنت أسماء وأمها وأختها من الخروج من المنزل عندما بدأ القصف، وقالت ''الناس خارج المنزل طلبوا منا الفرار··جرينا من المنزل الى ممر ضيق··ثماني قذائف على الاقل سقطت في الشارع··كنا خائفين من الموت داخل المنزل لكن الموت أخذ أمي وأختي خارجه''· والى جوار أسماء كانت ترقد ابنة عمها البالغة من العمر عامان ملك العثامنة وكانت مصابة بجروح ناجمة عن شظايا في الوجه· وقال أطباء ان والد الطفلة مصاب ايضا في المستشفى· وفي مستشفى الشهيد كمال عدوان المجاور كان المشهد مفزعا··الممرضة آمال لم تستوعب ما رأت وانهالت الدموع من عينيها صارخة: ''أشلاء··أشلاء··أشلاء··هذا إجرام إسرائيلي''· وهتفت بصوت لفت انتباه كل المتواجدين ''وين العرب؟''· وصرخت آمال من هول ما شاهدت ورأت··أطفال مقطعون يد هنا وجثت بدون رؤوس هناك··أمهات تندب أبناءهن وثلاجات موتى امتلات بالشهداء، وقالت ''الإجرام الاسرائيلي لا يفرق بين طفل وشاب ومقاوم فالكل مستهدف''، واضافت ''إذا كنت فلسطيني فإن القذائف والرصاص الاسرائيلي سيطالك، فقط لانك فلسطيني··ما ذنب الاطفال والنساء والشيوخ يقتلون صباحا قبل تناولهم الفطور··لم يكونوا مسلحين ولم يكونوا بالشوارع··كانوا في منازلهم وفي غرفهم والقذائف الاسرائيلية انهالت عليهم''· فيما شبه أحد المسعفين ما حدث بمجازر صبرا وشاتيلا وقانا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©