الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصوم يطهر الجسم من مسببات الأمراض

الصوم يطهر الجسم من مسببات الأمراض
17 أغسطس 2012
هشام أحناش (أبوظبي) - «رمضان جاء ليُشفينا لا ليُشقينا». هذا هو شعار خبير التغذية الدكتور محمد الفايد، إذ يقول إن رمضان عيادة ربانية تفضح الكثير من الأمراض وتكشفها وتشفيها. واختلافاً لما يعتقده الناس، فإنه كلما كانت المعدة فارغةً، كان الصيام أفضل. كما أن الإنسان الذي يأكل أكثر بعد الإفطار يشعر بعطش أكبر خلال الصيام. ويضيف الفايد «الصيام إن كان في ظاهره تجويع وتعطيش، فهو في باطنه رحمة بالبدن وتطهير له من مسببات الأمراض والعلل». ويعبر الفايد عن أسفه لسوء فهم معنى الصيام وتحريمه على أعداد متزايدة من المرضى، علماً أن شريحةً واسعةً منهم قادرة على الصوم، بل إن الصوم يعينها على سرعة التعافي والشفاء كما أثبتت دراسات عدة. تهويل غير مبرر يقول الفايد إن «التهويل من الصوم وتصويره كبعبع قادم وتخويف المرضى منه ظاهرة جديدة لم تبدأ في الانتشار إلا بعد ثمانينيات القرن الماضي. فالناس في الماضي كانوا يصومون رغم إصابتهم ببعض الأمراض الشائعة غير المزمنة الحادة، ولم يكن الصيام يتسبب قط في إهلاكهم». ويضيف أن هذا لا يعني تجاهل نصائح الأطباء، بل يجب على المصابين بأمراض مزمنة حادة ألا يصوموا إلا بعد استشارة طبيب مسلم ثقة. ويرى الفايد أنه ثبت بالدراسة والتجربة والمعايشة أن مرضى قرحة المعدة وأمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط ومرضى السكري نوع 2 يمكنهم الصيام دون حرج ولا ضرر. ويزيد أن صوم هؤلاء يفيدهم ولا يضرهم. فبعض الأمراض كما اكتشف العلم الحديث تُشفى بالجوع، كما أن مؤشرات أمراض السرطان والقلب والضغط تنخفض في أثناء الصوم، وذلك من قبيل الفيبرونات والترانزيمات. ومن اللافت أن جميع مرضى فقر الدم (أنيميا) تتحسن حالاتهم في رمضان، شرط عدم الإسراف في الأكل والشرب بعد الإفطار، وعدم تناول أطعمة غنية بالدهون والكربوهيدرات، وعدم النوم بالنهار. ومن مزايا الصيام أنه يُسهم في تقليص حجم الحصى في الكلى والمرارة بالنسبة لمرضى حصى الكلى والمرارة. وقد أظهرت بحوث سابقة أُجريت في كندا والمملكة العربية السعودية أن محاسن صيام شهر كامل هائلة ومبهرة للأصحاء والمرضى على حد سواء. كما كشفت إحدى هذه الدراسات أن صيام الحامل لا يضر الجنين بأي حال من الأحوال، ما دامت حريصةً على تجنب أكل مواد صناعية معلبة، وما دامت تتناول الأطعمة الطبيعية الصحية كزيت الزيتون والتمر والعنب والزبيب. وأفادت دراسة أخرى أنه لا ضرر البتة في صيام مرضى السكري نوع 2. كما نصحتهم بتناول الفواكه كالتين والجوز واللوز، مع الحرص على أكل وجبات قليلة. ومن المهم جداً لمرضى السكري أن يتسحروا على الأطعمة الغنية بالنشويات، كما أن إفطارهم على ثمرة واحدة أو اثنتين لا يُخل بتوازن مستوى السكر في دمهم، فهذا التوازن قد يختل إذا تناولوا أكثر من ثلاث ثمرات. نصائح صحية يقول الفايد إن مرضى القلب والشرايين يجب أن يُحرموا على أنفسهم أكل اللحوم والأجبان في رمضان نظراً لأن صماماتهم تكون ضيقةً. ومن جهة أخرى، يقول الفايد إن الأصل في الصوم أن يعالج عدداً من الأمراض والأعراض كالإمساك وعسر الهضم، لكن الذي يحدث عند بعض الصائمين هو عكس ذلك. فتجدهم يعانون في رمضان من الإمساك وعسر الهضم، وذلك بسبب إكثارهم من أكل الحلويات والمقليات والتقليل من شرب الماء، بالإضافة إلى عدم تسحرهم. ويوضح الفايد أن الإمساك يمكن أن ينتج عن الخوف من الصوم والإقبال على شهر رمضان بتوجس وعدم إقبال، موضحاً أن هذه الحالة النفسية تسبب الإمساك للبعض، أما من يُقبل على رمضان مستبشراً فرحاً، فإنه لا يصيبه الإمساك. ومن العادات السيئة التي ينصح الفايد بتجنبها خلال شهر رمضان هو التسوق خلال الفترة الفاصلة ما بين العصر والمغرب. فالمفروض من الصائم أن يَلزم بيته وينشغل بقراءة القرآن أو كتاب سيرة أو مؤلف هادف، أو حتى اللعب مع أطفاله. أما إن قصد متجراً أو مركزاً للتسوق، فليعلم يقيناً أنه سيرجع محملاً بما يزيد عن حاجته وحاجة أهله بكثير مما لذ وطاب من الطعام والشراب، وذلك لأن الصائم بشكل عام يكون في أوج جوعه وعطشه خلال هذه الفترة، ما يجعل حالته النفسية تقوده إلى الإفراط في الشراء دون أن يدرك ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©