الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجمات «كانو» وتهمة الفشل

24 يناير 2012
صدمت مجموعة إسلامية مقاتلة نيجيريا يوم السبت الماضي بعد هجوم دموي منسق يذكِّر بأسلوب تنظيم "القاعدة"، حيث قُتل أكثر من 150 شخصاً في المذبحة التي وقعت مساء الجمعة في مدينة "كانو" الواقعة شمال البلاد. وقد تبنت مجموعة "بوكو حرام" المسؤولية عن هذه الهجمات التي شملت مقر الشرطة السرية ومكتباً للهجرة ومكتب جوازات، وتُعتبر الأكثر دموية لأنها فاقت هجمات سابقة من حيث حصيلة القتلى. وكانت "بوكو حرام"، التي تريد فرض حكم الشريعة على سكان نيجيريا البالغ عددهم 160 مليون نسمة، قتلت أكثر من 500 شخص في هجمات يومية تقريباً العام الماضي. وقبل عنف الجمعة الماضي، كانت المجموعة قتلت خلال الشهر الجاري 70 شخصاً. وفي رد فعلهم، عبَّر مسؤولون أميركيون عن خوفهم من أن تكون المجموعة، التي يعني اسمها "التعليم الغربي حرام"، تتلقى دعماً وتدريباً من أعضاء في"القاعدة" بالقارة، وذلك نظراً للطابع المعقد على نحو متزايد لهجماتها والاستعمال المتزايد لانتحاريين. والجدير بالذكر هنا أن نيجيريا منقسمة بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والجنوب الغني بالنفط وذي الأغلبية المسيحية، وتبتلي بهجمات إرهابية في الشمال إضافة إلى أعمال قتل طائفية، ولاسيما في وسط نيجيريا، وحركات تمرد عنيفة، وسرقة النفط، والقرصنة في دلتا النيجر الجنوبية. غير أن رد الرئيس جودلاك جونثان على هجمات يوم الجمعة أثار انتقادات شديدة حيث اتهمه الكثيرون بالفشل في التحرك على نحو حاسم لمنع مثل هذا العنف. ففي بيان يوم السبت الماضي، ندد الرئيس بالهجمات واعداً بإيجاد المتمردين ومحاكمتهم حيث قال في بيان صدر عن الرئاسة: "إن هؤلاء نيجيريون نزيهون ووطنيون قتلهم بوحشية وتهور عملاءُ الإرهاب. وكحكومة مسؤولة، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي لنتفرج على أعداء الديمقراطية وهم يرتكبون أعمالاً شريرة وغير مسبوقة في أرضنا"، مضيفاً "أود أن أطمئن النيجيريين... بأن كل أولئك المتورطين في ذلك العمل الشنيع سيواجهون القانون". منطقة "كانو" تُعد ثاني أكبر مدينة في نيجيريا، تنتشر فيها الأزقة الضيقة ذات مزاريب مكشوفة، وتتفشى فيها البطالة، ولاسيما بين الشباب، كما أن المنطقة الشمالية تشعر منذ وقت طويل بالتهميش والإقصاء من قبل السياسيين الجنوبيين. ووصف شهود مشاهد الفوضى ليلة الجمعة في وقت كانت تستعر فيه المعارك في أجزاء مختلفة من المدينة. وفي هذا السياق، قال موظف هجرة رفض الكشف عن اسمه، إنه جُرح عندما شن مسلحو "بوكو حرام" هجومهم، فقتلوا اثنين من زملائه. أما هو، فقد نجا لأنه تظاهر بأنه ميت إذ قال: "لقد أطلقوا علي النار في ساقي اليمنى فحطموا عظمي، بينما اخترقت رصاصة أخرى كتفي"، مضيفاً "ولكنني بقيتُ ساكناً بدون حركة، فتركوني معتقدين أنني مت". غير أن الهجمات تزيد من الضغط على الرئيس النيجيري من أجل الإتيان بحل للأزمة. فقد تعرض، وهو مسيحي أثار انتخابُه العام الماضي احتجاجات عنيفة في الشمال، وسيلاً من الانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أسبوع على احتجاجات ضخمة على محاولته إلغاء دعم لأسعار الوقود. وجاء في إحدى الرسائل المتداولة على تويتر: "أعزائي النيجيريين، إني مقتنع اقتناعاً راسخاً بأن الرئيس ليس الوحيد الذي لا يفهم ما يجري، وإنما الحكومة برمتها". ومن جانبه، أوضح المدافع عن حقوق الإنسان شيهو ساني في حوار معه عبر الهاتف أن النيجيريين ضاقوا ذرعاً بفشل "جونثان" في منع أعمال التفجير وإطلاق النار إذ قال: "لقد أثبت أنه عاجز عن حماية أرواح شعبنا"، مضيفاً "في الوقت الحالي، هناك الكثير من الغضب ليس ضد المجموعة فحسب، وإنما أيضاً ضد الحكومة التي تعجز عن النهوض بواجباتها". أمينو أبوبكر - كانو روبين ديكسون - جوهانسبورج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©