مطالبات بتشجيع المرأة على العمل الخاص والمشاركة بمجالس إدارة الشركات

طالبت سيدات أعمال بضرورة التعاون بين النساء لمواجهة غياب المرأة عن مجالس إدارة الشركات، مؤكدين أن الميزات والقدرات القيادية لا تقتصر على جنس معين . وأكد عدد من عضوات مجالس سيدات الأعمال بالدولة لـ “الاتحاد” على هامش المنتدى السنوي الثاني للرائدات وسيدات الاعمال للشرق الاوسط الذي بدأت فعالياته بأبوظبي أمس اهتمامهن بالتنسيق لدعم عمل المرأة بالقطاع الخاص، وتشجيع السيدات على العمل الخاص بجميع القطاعات. وأوضحن أن اهتمام الجهات الرسمية بدعم أنشطة النساء وتشجيع المرأة على العمل الخاص، أسهم في زيادة أعداد سيدات الأعمال، مشيرين إلى أن المعوقات التي تواجههن تعد بمثابة حالات فردية تتعلق ببعض العادات والتقاليد. وقالت سيدات أعمال إن الفترة الأخيرة شهدت تغييرا ملحوظا في تفضيل كثير من النساء للعمل الخاص، بعد فترة طويلة من التركيز فقط على العمل بالقطاع الحكومي، فضلا عن التوسع بالعمل بقطاعات اقتصادية جديدة دون الاهتمام فقط ببعض الأنشطة النسائية. ويقدر عدد الرخص التجارية المملوكة للسيدات في الدولة بنحو 12500 رخصة تجارية، بحسب سيدات أعمال مشاركات بالمنتدى. من جانبها، أكدت كريستين لاجراد وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل الفرنسية خلال كلمتها الافتتاحية عبر الفيديو للمؤتمر ضرورة دعم النساء اللاتي يتبوأن مراكز مسؤولية متقدمة في قطاع الأعمال والمؤسسات للعمل في مواقع العمل سواء في المؤسسات الحكومية او في القطاع الخاص. وقالت لاجراد “يجب علينا جميعا كنساء ان ندعم ونساعد بعضنا البعض”. وطالبت لاجراد الشخصيات النسائية من سيدات الاعمال المشاركات في المؤتمر بعرض تجاربهن الناجحة في قطاع الاعمال والقيادة الرائدة وتقديم النصح لزميلاتهن من النساء، مؤكدة ضرورة التضامن بين النساء إذا كن يهدفن إلى تثبيت أقدامهن في مواقع صنع القرار في مختلف القطاعات. وأشارت لاجراد إلى تعرض المرأة أحيانا لبعض الضغوط من رجال الأعمال. وقالت صوفي ليراي الرئيس التنفيذي لمؤسسة “نسيبة” إنه “من خلال تقديم الدعم المطلوب لزميلاتنا من النساء في مختلف المواقع نستطيع التغلب على مسألة غياب العنصر النسائي غير المبرر وتعزيز فرص تواجد المرأة في المواقع المتقدمة التي تستحقها في المنطقة”. من جهتها، قالت مديرة المؤتمر ربيكا ماكلوغلن- دوين، في تقديمها للمؤتمر أمام المشاركات أن النساء يتمتعن بالكثير من الصفات مثل العاطفة والمرونة والقدرة على تحديد الفرص والتطلع إلى الأمام لتحقيق الاهداف، مشيرة إلى أن سيدات الاعمال اللاتي حققن مواقعهن المتقدمة يجب أن يمررن تجاربهن وخبراتهن للنساء الأخريات اللاتي يسعين إلى الوصول إلى مواقع متقدمة في سوق العمل والاعمال التجارية. دور قيادي وقالت فاطمة الجابر الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة الجابر إن الكثير من النساء يستطعن الاعتماد على الميزات والمسئوليات القيادية والادارية التي اكتسبنهن على مدى السنين كزوجات وأمهات لتعزيز قدراتهن عندما يدخلن مجال سوق الاعمال، مؤكدة أن الدور القيادي الفعال الذي تقوم به المرأة في البيت يوفر لها الخبرة والدراية التي تحتاجها عندما تدخل معترك العمليات التجارية. وقالت أميرة عبد الرحيم بن كرم رئيس مجلس سيدات أعمال الشارقة إن الفترة الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا في توجه السيدات للعمل الخاص، موضحة أن عدد الرخص المملوكة للنساء في الإمارات تقدر بنحو 12500 رخصة، منها 2500 رخصة بإمارة الشارقة. وأشارت إلى زيادة عدد المشاريع الصغيرة والمتوسطة المملوكة للنساء، متوقعة نمو عدد سيدات الأعمال بالدولة خلال السنوات المقبلة، في ظل توجه كثير من النساء للعمل بالقطاع الخاص بعد فترة من التركيز فقط على القطاع الحكومي. وأشارت إلى زيادة التنسيق والتعاون بين مجالس الأعمال بجميع إمارات الدولة، لتشجيع المرأة على العمل بالقطاع الخاص. أنشطة اقتصادية وأكدت ريد حمد الشرياني عضو مجلس إدارة سيدات أعمال أبوظبي أهمية التعاون بين مجالس سيدات الأعمال بالدولة، لاسيما أن المجالس المحلية بالإمارات ما يزال نشاطها أقوى مقارنة بنشاط مجلس سيدات أعمال الإمارات. وأوضحت الشرياني أن عدد سيدات الأعمال في أبوظبي في زيادة مستمرة، فضلا عن أعضاء برنامج مبدعة والذي يضم نحو 700 امرأة، مشيرة إلى توجه النساء للعمل بجميع القطاعات بما فيها الأنشطة الاقتصادية الكبرى كالمقاولات والبترول والبتروكيماويات والتطوير العقاري، وذلك بعد فترة من التركيز فقط على الأنشطة النسائية كالتصميم والتجميل والخياطة والعطور. وأكدت شمس سعيد خلف المزروعي عضو مجلس سيدات أعمال أبوظبي عدم وجود معوقات أمام النساء الراغبات في العمل الخاص في ظل التشجيع المتواصل من الجهات الرسمية لأنشطة النساء. واستدركت المزروعي بالقول أنه لا يمكن تجاهل وجود بعض المعوقات التي تتعلق ببعض العادات والتقاليد التي تحول دون عمل النساء أحيانا، إلا أنها أكدت أن ذلك يظل مجرد حالات فردية لا يمكن تعميمها. من جانبها، أشارت أفنان راشد الزياني عضو مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية إلى أهمية التنسيق بين النساء الخليجيات لمواجهة بعض معوقات عملهن. وأشادت الزياني بالمستوى المتقدم لسيدات الأعمال الإماراتيات اللاتي وصلن للعالمية، مؤكدة أن ذلك يرجع في المقام الأول لدعم القيادة الإماراتية للنشاط النسائي الخاص. ومن المقرر أن تتضمن جلسات اليوم الثاني لمؤتمر لرائدات وسيدات الأعمال اليوم الأربعاء مشاركة الدكتورة اماندا نيمون بيترز، العضو المنتدب لمجموعة سارا بلاك انترناشونال، وهي وكالة متخصصة في مجال التدريب وتطوير المهارات. ويركز اليوم الثاني لمؤتمر الرائدات وسيدات الأعمال على مناقشة الامور والمواضيع المتعلقة بدعم الجيل القادم من النساء للوصول إلى النجاح كأفراد وقادة أعمال إضافة إلى ادوارهن في تأسيس رؤية وسياسة المؤسسات. ولتحقيق ذلك فإن تحديد وصقل المهارات يعتبر من النقاط الضرورية للنجاح والتقدم في اماكن العمل. ويدعم مؤتمر الرائدات وسيدات الاعمال تنمية المرأة وتعزيز دورها في المجتمع والعمل، وذلك من خلال المنتديات الحصرية والرفيعة المستوى وبمشاركة السيدات الرواد اللاتي يمثلن مختلف القطاعات الاقتصادية، عبر الكلمات الرئيسية والمناقشات التفاعلية وجلسات التعارف وورش العمل التعليمية وتكريم انجازاتهن من خلال حفلات توزيع الجوائز.