الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب الشعبية تنسج خيوط التواصل بين الأجداد والأحفاد

الألعاب الشعبية تنسج خيوط التواصل بين الأجداد والأحفاد
25 أغسطس 2013 13:18
تمثل الألعاب الشعبية الإماراتية أحد الجوانب المهمة في الموروث الشعبي الإماراتي، التي يحرص الجميع على ترسيخه في نفوس الأجيال الصاعدة، لما تحمله من سمات وخصائص، تمنحها تفرداً، وتجعل ممارستها ممتعة للنشء وتنسج بينهم وبين ماضيهم خيوطاً من الانتماء والحب لكل ما انتجته هذه الأرض من أشكال الثقافة والألعاب والفنون، والتواصل بين الأجيال بأسلوب عملي محبب إلى الصغار والكبار. يقول الخبير التراثي بنادي تراث الإمارات الوالد، علي الرميثي، إن “الألعاب الشعبية إحدى المكونات الأساسية الوطنية ورمزاً من رموز إرثنا الذي يعبر عن روح الشعب ووجدانه وعاداته وتقاليده ونمط حياته وثقافته عبر مئات السنين، فهذه الألعاب التي مارستها أجيال مختلفة تتوجه لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها تعريف الناشئة والشباب بالأنشطة والفعاليات التي كان يمارسها أقرانهم في الماضي خلال أوقات فراغهم، تزويد الناشئة والشباب بالمعلومات والمعارف ذات الصلة بالألعاب الشعبية وحفزهم على إحيائها من خلال الممارسة، تعريف الناشئة والشباب بالأدوار الاجتماعية والتربوية للألعاب الشعبية”. ويؤكد الرميثي أن “ممارسة هذه الألعاب تعزز ثقافة التراث في أوساط الناشئة والشباب، وتكون اتجاهات إيجابية نحو الألعاب الشعبية، كما ترسخ الفهم الصحيح لمدلول الألعاب الشعبية في أذهان الناشئة والشباب، وتكسب الناشئة والشباب خبرات إبداعية جديدة، وتساعد على تنمية مهارات التواصل فيما بين الطلاب المنتسبين لمراكز النادي ويمارسون هذه الألعاب في مناخ تراثي فريد”. حول السمات والخصائص العامة بالألعاب الشعبية، يوضح الرميثي أن الألعاب الشعبية الإماراتية تتمتع بسمات خاصة، وفي مقدمتها تلبية الطلب والحاجة الاجتماعية إلى اللعب في أجواء تسودها الألفة والمحبة والوئام، والتلقائية وحرية الممارسات، حيث يعتمد قرار المشاركة بالدرجة الأولى على الرغبة في اللعب، وإشباع الحاجة إلى الترويح والتسلية والاستثمار النافع لأوقات الفراغ، وتستند ألعابنا الشعبية على أسس وقواعد متعارف عليها وتغيب في أجواء منافساتها الحوافز المادية، وأجبرت الظروف الصعبة التي كان يعيشها الناشئة والشباب في الماضي التوجه إلى المواد المتاحة في البيئة المحلية كاستخدام أغصان الأشجار وسعف النخيل وأليافها وأصداف البحر وقواقعه ونفايات الدراجات وتطويعها لألعابهم”. ويؤكد أن للألعاب الشعبية سمات تربوية ونفسية واضحة، فتلقائية الممارسة وعفويتها ساعدت إلى حد كبير في إشباع الحاجات الأساسية للأفراد وتحقيق توازنهم العاطفي والتخلص من ضغوط الحياة اليومية التي كانت سائدة آنذاك. ويضيف “تتضح القيمة التربوية للألعاب الشعبية كذلك بأنها أخذت بالحسبان مراحل العمر واحتياجاتها ومطالب تطورها فكانت الألعاب المخصصة للصغار وتلك التي يمارسها الكبار من كلا الجنسين. وبصورة عامة يمكن القول إن ألعابنا الشعبية منظومة يتجسد في أجواء منافساتها النشاط والمتعة والترويح مقروناً بأصالة التراث ومضامينه التربوية”. يذكر الوالد الرميثي نماذج من الألعاب الشعبية الإماراتية القديمة، التي تمارس داخل نادي تراث الإمارات والمراكز التابعة له، على مدار العام، ومنها لعبة “التبة”، وهي لعبة جماعية تشبه كرة المضرب الأرضي “الهوكي”، فالتبة عبارة عن كرة بحجم التنس الأرضي تصنع من الخشب ويستخدم إلى جانب التبة أو الكرة (المسطاع) وهو عصا بطول 75-80 سم وسمك 6 سم مثنية من أحد طرفيها ومبرومة من الطرف العلوي ويكون عددها بعدد اللاعبين، تلعب هذه اللعبة على ملعب مستطيل بحد أقصى 50X100 متراً يتوسطه حفرة صغيرة مساوية لسطح أرض الملعب توضع بها الكرة. و”الزبوت”، وهي لعبة جماعية يلعبها لاعب واحد بجانب الآخر في مجموعة والزبوت قطعة خشبية مخروطية الشكل ترتكز في دورانها على سن حديدية من أسفل، بالإضافة إلى خيط يربط في أحد طرفيه قطعة خشبية صغيرة تسمح بربط الخيط بين خنصر وبنصر اللاعب خلال اللعبة. وهناك لعبة “الطرة”، وهي لعبة ثنائية شبيهة بقبة المسطاع ولكنها تستبدل الكرة بقطعة من الخشب يبلغ طولها نحو 15سم تسمى (الطرة) تضرب هذه القطعة بعصا خشبية طولها 50-60 سم تسمى (المسطاع) بعد وضعها على حافة حفرة مستطيلة الشكل طولها 15سم وعمقها حوالي 6 سم وعرضها نحو 4 سم تسمح للاعب لرفعها إلى الأعلى ومن ثم ضربها إلى أقصى مسافة تسمح بها قوة الضربة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©