الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عائلات تفر من آخر جيب لداعش بسوريا في ظروف مأساوية

عائلات تفر من آخر جيب لداعش بسوريا في ظروف مأساوية
12 ديسمبر 2018 20:04

فرت آلاف العائلات السورية في ظروف مأساوية من آخر جيب يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي في شرق سوريا.

ورغم برد الصحراء القاسي، فرّ خلال الأشهر الماضية آلاف المدنيين من القصف والمعارك في الجيب الواقع في ريف دير الزور الشرقي حيث تخوض قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملية عسكرية لطرد التنظيم المتطرف.

خلال رحلة شاقة وفي أجواء ممطرة وضبابية، وضعت كاملة موسى مولودها الجديد "فرج" قبل أن تنهض وتكمل طريقها إلى مخيم "الهول" للنازحين، بحسب روايتها، بعدما فرت وعائلتها من آخر جيب يسيطر عليه التنظيم.
تحت خيمة ضخمة تضم عشرات النازحين الجدد في المخيم في محافظة الحسكة (شمال شرق)، تجلس كاملة، الشابة العشرينية، مع زوجها وبناتها الثلاث وفي حضنها مولودها الجديد، وعمره أيام قليلة فقط.
وتقول الشابة السمراء "قاومت الجوع والخوف والمطر، لكننا الحمد الله وصلنا إلى هنا".
فرت كاملة وعائلتها من بلدة "الشعفة"، التي تشكل إلى جانب بلدتي "السوسة" و"هجين" أبرز بلدات الجيب المحاذي للحدود العراقية. وعانت ومعها العشرات من الفارين من المعارك، من رحلة شاقة قطعوا خلالها عشرات الكيلومترات في الصحراء.
وتروي كاملة كيف اضطروا إلى المشي أياماً عدة قبل أن يصلوا إلى حواجز قوات سوريا الديموقراطية، وتم نقلهم منها في حافلات إلى مخيم الهول.
وتقول المرأة، التي لا تزال تعاني من ألم الولادة، "كنت خائفة جداً على حملي حين خرجت، لكنني وَلدت في الطريق، وابني يعيش اليوم". وتضيف "بعدما وضعت طفلي، حملته في يدي ومشيت في مقدمة المجموعة".
وتعيش كاملة، حالياً، مع عشرات النازحين في خيمة ضخمة في انتظار انتهاء الإجراءات اللازمة لتوزيع العائلات على خيم صغيرة مخصصة لها.
ويعبر زوج كاملة، أبو فرج، بدوره عن فرحته بانتهاء كابوس القصف والمعارك. ويقول الشاب الثلاثيني "دفعنا الجوع إلى الخروج من هناك، لم يتبق أي طعام، وكل شيء تدمر. (...) خفنا على أطفالنا".
وفرّ حوالى 16500 شخص من الجيب الواقع في ريف دير الزور منذ يوليو الماضي، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
ووصل على مراحل، خلال الأيام الماضية، أكثر من 1700 نازح منهم إلى مخيم الهول، وفق ما يقول مسؤول المخيم محمد ابراهيم، مشيراً إلى أن العمل جار على تأمين البطانيات والفرش والحصص الغذائية لهم.
تحت إحدى الخيم، جلس عشرات النازحين من رجال وأطفال ونساء يرتدون ثياباً سميكة، وغالبيتهم يلفون أنفسهم ببطانيات تقيهم البرد.
وتقول ذيبة الأحمد، الخمسينية والوالدة لأربعة أطفال، وهي جالسة على الأرض، إنها فرت من بلدة "السوسة"، مضيفة "لا يزال زوجي وابنتي وجدتي هناك، على أمل أن يلحقوا بنا ويأتوا بآلياتنا" الزراعية معهم.
وتوضح "بالي مشغول عليهم. لا نعلم ماذا سيحدث لهم، القصف مخيف والجوع شديد، الوضع كان مرعباً".
وتتابع "لا أحد يحب أن يترك دياره، لكن الضغط كان كبيراً علينا وخصوصاً جراء الجوع، الأطفال كانوا جائعين ولم يتبق لدينا طعام".
تتحسر الأحمد على بلدتها، وتقول "السوسة مدمرة تماماً، المنازل والمحلات سويت أرضاً".
ويبدو التعب واضحاً على النازحين الجدد ممن امتلأت ثيابهم بالوحل وغطى الغبار وجوههم.

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©