الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عدن تتزين بتراث الأقدمين وورد الياسمين

عدن تتزين بتراث الأقدمين وورد الياسمين
22 نوفمبر 2010 21:49
تعرف اليمن عند المؤرخين القدامى من يونان ورومان وعرب باسم “اليمن السعيد”، وهي أخصب إقليم في جزيرة العرب، ومركز التجارة العالمي في العصور القديمة، وقامت على أرضها بضعة ممالك عربية قديمة ذات حضارة راقية في مجالات الحياة. وفي اليمن الخضراء، قال أحد شعراء العرب الأقدمين (هي الخضراء فاسأل عن رباها)، وقد سميت “اليمن” بهذا الاسم لأنها تلي يمين الكعبة، وذكرت المصادر والمراجع القديمة في التاريخ والأدب والشعر العربي أن اسم اليمن جاء من اليمن والبركة والسعادة، ويرى بعض المتخصصين في لغات العرب الاقدمين، أن الكثير من الاسماء في بلاد اليمن مبنية من الأفعال، كأسماء الأماكن والقبائل والأفراد، ولذلك فإن اسم “اليمن” هو باللغة السبيئة جاء من الفعل المضارع “يمن” ومعاني هذه الأفعال تعني الفائدة والمنفعة والخير والبركة. وتميزت مملكة سبأ بالغنى والثروة الكبيرة بسبب وفرة محاصيلها الزراعية المتنوعة، فملوك هذه الدولة اهتموا غاية الاهتمام في إقامة السدود ومن أهمها وأشهرها سد مأرب الذائع الصيت، وحفروا الجداول والترع ونظموا قنوات الري ومجامع المياه. وما بين الحضارة التي تعد أسمى وأبقى ما للأمة من تراث، وللفنون الصناعات من نهضة، ولأسباب الحياة من أمن وتقدم، فإن الحضارة المادية ونعني بها الآثار الباقية، هي أقوى دليل من الحضارة المروية أو المكتوبة أو المأخوذة بالفهم والاستنتاج، يظهر لنا في الجانب الآخر رمز زهرة الياسمين. فإذا كانت زهرة الجوري الحمراء رمز الحب عند الغرب، فإن أدباءنا العرب اختاروا من زهرة الياسمين الناصعة البياض رمزاً للحب والعشق والغرام، وألهمت هذه الزهرة الرقيقة العديد من الشعراء والأدباء العرب وهم لم ينسوا ذكرها في أعمالهم التي تزينت وتعطرت من شذى زهرتنا البيضاء، فالياسمين العربي يعبر بصمت عن أرقى الأحاسيس والمشاعر ويغدق على الجمال ألواناً تزيده ألقاً واشراقاً من خلال بياضه الناصع الذي يضفي على النفوس مزيداً من الصفاء والنقاء، ورائحته التي تنتشر في الأجواء عبقاً يريح النفوس المتعبة ويلهم القرائح المبدعة. إنه أحد هبات الطبيعة الذي أثراها الخالق بأنواع كثيرة وبياض تعجز الكلمات عن وصفه، ولطالما كان مصدر إلهام لكثير من الشعراء والأدباء وأصحاب الأحاسيس المرهفة. ولشدة ولع الناس به بات الياسمين جزءاً من التحية لكثير من الناطقين بلسان الضاد في مختلف بقاع المعمورة “صباح الفل والياسمين”، تعتبر حسب الكثيرين أجمل تحية يمكن أن تلقيها على من تحب ممن حولك لأنها تنشر عبق الألفة والمحبة كعطر أخاذ يجمع القلوب، كما هو عطر الفل الذي اشتهر دائماً بوجوده إلى جانب الياسمين، وهما من نفس الفصلية. وبين عبق التراث والحضارة، تستقبل عدن ضيوف “خليجي 20” بأطواق الياسمين تعبيراً عن الحب والوفاء بقدوم الأشقاء والأصدقاء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©