السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ترامب» والهجرة: مهزلة في 6 صفحات!

22 أغسطس 2015 22:49
حاولت جاهداً أن أجد وصفاً أنيقاً لأول ورقة سياسة رسمية للمرشح الرئاسي الأميركي «دونالد ترامب»، وهي عبارة عن وثيقة من ست صفحات حول الهجرة. وبعد أكثر من عقد من الكتابة في السياسة، كان يجب أن يكون هذا أمراً سهلاً بالنسبة لي. وفي النهاية لم أجد مصطلحاً أصف به الوثيقة سوى أنها «ضرب من الجنون». وفيما يلي بيان المبادئ الذي قدمه «ترامب» حول الهجرة الأميركية: 1- إن أمة بلا حدود ليست بأمة. يجب أن يكون هناك جدار عبر الحدود الجنوبية. 2- إن أمة بلا قوانين ليست بأمة. والقوانين التي تم تمريرها وفقاً لنظامنا الدستوري للحكم يجب تطبيقها. 3- إن أمة لا تخدم مواطنيها ليست بأمة. وينبغي أن تنطوي أي خطة للهجرة على تحسين الوظائف والأجور والأمن لجميع الأميركيين. لا أعلم من أين أبدأ؟ هل سنتوقف عن كوننا أمة إذا لم نبنِ جداراً؟ فماذا إذن كنا نفعل طوال الـ239 عاماً الماضية؟ وآخر عامين كانا بمثابة نمط شعبوي قد يؤيده أي مرشح بينما يتخذ مواقف سياسية مختلفة. ولكي نكون منصفين، فإن لدى «ترامب» بعض المواقف العملية. بعضها سيكون مثيراً للجدل، مثل العقوبات الجنائية للأشخاص الذين يتجاوزون التأشيرات المؤقتة. وبعض هذه المواقف ممكن من الناحية النظرية، لكنه مكلف بشكل كبير، مثل مضاعفة عدد موظفي الهجرة والجمارك وتصعيد عمليات الاعتقالات والترحيلات. وهناك أيضا الأفكار الأقل عملية، التي هي السبب في أن أصفها بأنها «ضرب من الجنون». وأولى هذه الأفكار أن «ترامب» يعد بالقضاء على مبدأ أن المواطنة حق مكتسب بالولادة، وجعل المكسيك تدفع مقابلاً لتشييد جدار ضخم عبر حدودنا التي تمتد 2000 ميل تقريباً. كما أنه يضيف وعوداً غريبة مثل الوقف المؤقت لإصدار أي بطاقات خضراء على الإطلاق حتى ينتعش سوق العمل المحلي. هذه إذن ليست وثيقة سياسية جادة. فإنهاء مبدأ «المواطنة حق مكتسب» سيتطلب تعديلًا دستورياً، لن يصدق عليه الكونجرس. وصعوبة هذه المهمة أقل من صعوبة جعل المكسيك تدفع تكاليف تشييد جدار بطول 2000 ميل ليست لديها أي مصلحة فيه. بيد أن انتقاد «ترامب» على أساس أوهام سياسته لا يجدي. والسبب الدقيق الذي يجعل بعض الناس يحبونه هو أن حملته بعيدة تماماً عن الحقائق القائمة. بيد أن شريحة كبيرة من الناخبين الأميركيين متعطشون لسماع مثل تلك الأكاذيب الصغيرة الحلوة. أو الأكاذيب الكبيرة، لا فرق. فهؤلاء الناخبون لا يريدون رجلًا ما يصوغ أجندة سياسية يمكن أن تُسن في الواقع. وفي موضوع نشر في 15 أغسطس في «واشنطن بوست» عن الحشد الذي نظمه «ترامب» في مدينة «فلينت» في ولاية ميتشجان، قال أحدهم إن «ترامب»: «باعتباره رجل أعمال، فهو يعرف كيف يتصرف بفاعلية. ولا أعتقد أنه سيذهب إلى الكونجرس ويطلب الدعم. أعتقد أنه سيفعل فقط». و«إنني أقارن دونالد ترامب برونالد ريجان. إنه يجعل الناس تعرف ما سيفعله، وليس ما يطلبه». وهذه، بطبيعة الحال، صورة غير دقيقة تماماً عن كيفية عمل الحكومة. لكن الناخبين في ميتشجان أصابهم السأم من طريقة عمل الحكومة التي جعلتهم يشعرون بأنهم بلا مستقبل. إنهم يريدون شخصاً ما يجتزئ كل هذه الضمانات الإجرائية ويفعل شيئاً ملموساً. ومن الناحية السياسية، فطرح «ترامب» زائف مثل بقية المرشحين ويتظاهر بآرائه التي تنجرف إلى شبه أكاذيب حول ما يمكنه أن يفعل في حال انتخابه . ولكن مؤيديه يريدون سماع الكيفية التي ستنكافح بها الحكومة ضد القوى التي قلبت حياتها. ولكن يجب أن أعترف بأن شعبية «ترامب» ربما تعكس حجم المشكلات التي تواجه العديد من الشرائح الأميركية. ميجان ماكاردل* * محرر الشؤون الاقتصادية والسياسة العامة في «بلومبيرج فيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©