عدد اليوم
عبدالله القواسمة (أبوظبي)
خمسون عاماً مضت على تأسيس نادي العين، رصعت بإنجازات رائدة على شتى الصعد، وشكلت إرثاً رياضياً فريداً تخطت آثاره وأبعاده حدود المدينة، وكذلك حدود الدولة لتصل أصداؤها عموم القارة الآسيوية، وأخيراً العالمية ممثلاً للدولة في أقوى استحقاق للأندية على سطح الكرة الأرضية.
العقود الخمسة الماضية كانت ملأى بالتحديات التي قاد العين فيها 44 مدرباً من 20 جنسية، حملوا فكرهم وثقافتهم الكروية إلى هذا الصرح الرياضي الوطني، بعضهم نجح في تحقيق الإنجازات الرائدة، والبعض الآخر كان يكتفي بنيل شرف قيادة «الزعيم».
ويتصدر المدرب الراحل الكبير برونو ميتسو قائمة المدربين الذين حققوا الإنجازات الأفضل مع العين، وذلك في العقد الأول من الألفية الحالية، إذ اعتبرت الفترة الممتدة من أغسطس عام 2002 وحتى منتصف عام 2004 الفترة الأزهى في تاريخ النادي على الإطلاق، عندما قاده المدرب الفرنسي إلى الفوز بلقب الدوري مرتين على التوالي، وللمرة الأولى في تاريخ النادي إلى جانب الفوز باللقب القاري الأول آنذاك «كأس الأندية الآسيوية الأبطال»، ولقب كأس رئيس الدولة، إذ ما زال إرث ميتسو محفوراً في الذاكرة العيناوية لغاية الآن حتى بعد رحيل هذا المدرب الذي نعاه وبكاه المشجعون والمحبون في عام 2013.
وبلا شك يعد الكرواتي زلاتكو أحد أبرز خمسة مدربين مروا على تاريخ العين في العقود الخمسة الماضية، وبرغم أنه لم ينجح في قيادة الفريق إلى الفوز باللقب الآسيوي، مكتفياً بالحصول على وصافة دوري أبطال آسيا في عام 2016، إلا أنه نجح في الفوز بثلاثة ألقاب محلية هي لقب دوري الخليج العربي موسم 2014-2015 ولقب كأس رئيس الدولة 2013-2014 ولقب كأس السوبر 2015، قبل أن يغادر موقعه ويشرف على تحقيق إنجاز فريد مع منتخب بلاده في العام الحالي والمتمثل بالحصول على وصافة كأس العالم لكرة القدم «روسيا 2018» ليفتح هذا الإنجاز عيون العالم أجمع على نادي العين، الذي قدم إلى العالم مدرباً عالمياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وعند النظر إلى قائمة المدربين الذين أشرفوا على تدريب العين، نلحظ وجود كوكبة كبيرة من الأسماء البرازيلية العتيدة، لكن يظل أماريلدو الاسم الأبرز على الإطلاق، لكونه نجح مع «الزعيم» في طي صفحة عشرة مواسم عجاف مرت على النادي امتدت من موسم 1982-1983 ولغاية موسم 1992-1993، إذ شهدت هذه الفترة غياب الفريق عن منصة تتويج الدوري، لكن مع أماريلدو الذي لعب بديلاً لبيليه في نهائي مونديال 1962 كان العين ينجح في إحراز لقب الدوري الرابع الذي حافظ من خلال على علاقته مع البطولات المحلية.
أول ألقاب القرن الـ21، جاء تحت قيادة ربان فني روماني ممثلاً بالراحل إيلي بيلاتشي، الذي قاد الفريق إلى لقب الدوري السادس، إذ أشرف على الفريق لمدة موسم واحد 1999-2000 ويعتبر هذا اللقب أحد الألقاب المهمة لكونه جاء فاصلاً بين قرنين وتمهيداً لمسلسل آخر من الإنجازات التي توالت بعد ذلك، وتتقدمها البطولة القارية الأولى التي أتت بعد ذلك بثلاثة مواسم.
مدير فني روماني آخر مر على العين، وصاغ معه حكاية تاريخية لا يستهان بها هو أولاريو كوزمين، الذي تولى الإشراف على الفريق منتصف عام 2011 ولمدة موسمين نجح خلالها الفريق في الفوز بلقب الدوري مرتين على التوالي «العاشر والحادي عشر»، وكانت هي المرة الثانية على التوالي التي ينجح فيها الفريق في الاحتفاظ بلقب الدوري موسمين متتاليين، كما نجح مع الفريق في الفوز بلقب كأس رئيس الدولة. وفي رصد لقائمة المدربين، الذين أشرفوا على تدريب العين، والتي تضم 44 مدرباً (بعضهم كان مؤقتاً) سنلحظ أن المدرسة البرازيلية كانت هي الأبرز التي اعتمد عليها «الزعيم» بواقع عشرة مدربين أولهم نيليسينهو روزا، الذي نجح في قيادة الفريق إلى لقب الدوري الثالث في موسم 1983-1984، وآخرهم تيتي الذي قاد الفريق لمدة نصف موسم عام 2007، فيما قاد العين على مدار تاريخه الطويل 4 مدربين رومانيين ومثلهم من تونس، وحل خلفهم المدربون المصريون وعددهم 3 مدربين أشرفوا على الفريق خلال فترات مختلفة، كما أشرف على تدريب العين مدربان فرنسيان هما برونو ميتسو وآلان بيران ومثلهما من كل من الأرجنتين وكرواتيا والمغرب وسوريا. ويسجل التاريخ أن أول من قاد العين كان المدرب المواطن ناصر ضاعن الشامسي، وكان ذلك فور تأسيس النادي في عام 1968، إذ امتدت مسيرته مع الفريق لمدة أربعة أعوام، علماً بأن اختياره لقيادة الفريق تم من قبل زملائه اللاعبين بالتزكية، في حين أن أول ألقاب العين على صعيد الدوري جاءت تحت قيادة السوري أحمد عليان في عام 1976، مع الإشارة إلى أن العين مر عليه ثلاثة مدربين مواطنين، فإلى جانب ناصر ضاعن الشامسي، كان قد دربه كل من عبدالحميد المستكي وأحمد عبدالله بشكل مؤقت.
