الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كيف ردوا على بلاتيني؟

11 سبتمبر 2014 00:07
وعدتكم بأن أشرككم في متعة ما أتيت هذا الصيف على قراءته وأنا أتصفح كتاباً جميلاً من 300 صفحة، سبر من خلاله مؤلفاه أغوار عدد من كبار المدربين للقبض على كثير من أسرارهم وكثير مما لا تراه العين المجردة، ما هو من طبعهم وإحساسهم وشغفهم، ما هو أصل كيميائهم. المحور المركزي في هذا الكتاب ما كان النجم الأسطوري للكرة الفرنسية والرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني قد قاله يوماً، من أن أي مدرب لم يساهم في الفوز بمباراة لكرة القدم، مقولة لا تحتمل الخطأ المطلق ولا تحتمل الصواب المطلق، لذلك اختلف المدربون الذين رصد الكتاب رأيهم في الرد على بلاتيني، فكارلو أنشيلوتي الذي شكل ذات يوم رقماً صعباً في أسطورة ميلان خلال تسعينيات القرن الماضي وبعد اعتزاله تحول إلى واحد من المدربين المبدعين، قال في رده: «يمكنني أن أجيبه بالقول أن لاعباً لم يسهم لوحده في الفوز بمباراة، الفريق هو الذي يربح المباريات.. والمدرب جزء لا يتجزأ من الفريق، المدرب مهم، فهو من يحدد الخيارات التكتيكية، هو من يختار اللاعبين وهو من يحفزهم». أما الإسباني رافا بنيتيز الذي كان مهندس واحدة من أكثر نهايات عصبة أبطال أوروبا إثارة وروعة وهيتشكوكية ولا بد أنكم تذكرونها وقد جمعت سنة 2005 بإسطنبول فريقه ليفربول الإنجليزي بميلان الإيطالي، فقد عبر عن اندهاشه الكامل لصيغة ومضمون القولة وعلق عليها قائلاً: «أنا متفاجئ وحتى ألخص كل شيء، أقول أنه من الصعب جدا أن أوافق بلاتيني على ما قال، المدرب هو رجل قرار وهذه الصفة تقوده لتحمل مسؤوليات كبيرة داخل الفريق، ومهما قلنا فإنه مسؤول بالكامل عما يجري على أرضية الملعب والقرارات التي تؤخذ في التدريب تؤثر باستمرار سلبا أو إيجابا على نتيجة المباراة، المدرب قد يتسبب في فوز فريقه وقد يتسبب أيضاً في هزيمة فريقه، ولكن أن نهمش دور المدرب بالحديث عما يفعله اللاعبون، فهذا ما لا أتفق عليه». أما الإيطالي فابيو كابيلو الذي ينعت بقناص الألقاب لقدرته العجيبة على إبداع طرق مبتكرة للقبض على التيجان أينما حل وارتحل فأجاب بلاتيني بالقول متبسماً: «من الطبيعي أن نقول بأن المدربين مسؤولون عن الهزائم، في بعض الأحيان يكون المدرب عنصرا مؤثرا في صناعة الفوز، صحيح أن دور المدرب يكون أقل أهمية من بعض اللاعبين على أرضية الملعب، ولكن أحسن وأنبغ المدربين هم الذين يستطيعون انتزاع أحسن ما يملكه اللاعبون فنياً أو تكتيكياً وسيكولوجياً على وجه الخصوص». أما الهولندي فان جال الذي يعتبر امتداداً للثورات التي أحدثتها كرة القدم الشاملة والتي انطلقت من الأراضي الواطئة لتعم بوهجها العالم فيجيب بلاتيني بلهجة فيها بعض القسوة: «إنه لاعب سابق وليس مدرباً سابقاً، تحديداً لم تكن له مسيرة طويلة مع التدريب، لذا فرؤيته هي رؤية لاعب، بطبيعة الحال من يقرر على أرضية الملعب هم اللاعبون ولكنهم من دون مدرب لن يفعلوا شيئاً، الفريق هو الذي يفوز، سنة 2010 نال إنتر ميلان لقب أبطال أوروبا كفريق، لم يكن له الفرديات الرائعة التي كانت وقتذاك لبرشلونة». ولا أحد وافقك الرأي يا بلاتيني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©