السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

11 سبتمبر يفتح جرح أميركا مــن جديد

11 سبتمبر يفتح جرح أميركا مــن جديد
11 سبتمبر 2014 18:57
على أطراف الذكرى الثالثة عشرة لأحداث 11 سبتمبر 2001، وحيث تناثر غموض البرجين وأشلاء ضحاياه، يقف العالم على حواف شظايا مانهاتن التي لم تصب نيويورك فقط بل مدت آثارها إلى أطراف «رقعة الشطرنج» الجيواستراتيجية، فانهدمت تحالفات، ودول، وتغيرت موازين القوى، وتسارع رقاص الحروب في زمن لم يجد سوى الدول النامية والعالم الثالث بديلا لانهيارات العقد التسعيني. لقد بدأت أحداث 11 سبتمبر منذ سقط جدار برلين، وفتتت البيروسترويكا القطب السوفييتي، الذي قال ثعلب سياسته يفجيني بريماكوف قبيل أن يخلع الثياب الحمراء، لنظيره جيمس بيكر: «نحن نصيبكم بخطب جلل. فنحن نحرمكم من عدو». لقد كان انهيار البرجين النيويوركيين ذروة النزوع الأميركي في تحويل السياسة الخارجية المرتبطة بالأمن القومي، من الحرب الباردة إلى «حرب الإرهاب»، تلك التي وسمت الخمس عشرة سنة التالية لـ11 سبتمبر. ولم تتغير أميركا كثيراً في تسويق مشاكلها الداخلية للخارج، لقد كانت دائماً تبحث عن حرب لتدور عجلة اقتصادها، وربما هي الدولة الوحيدة التي ينتعش اقتصادها بالحروب. حتى إن المحللين الأميركيين وجدوا أن عهد الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما هو الأسوأ بين أقرانه السابقين، فهو لم يقد حربا واحدة منذ تولى حكم الولايات المتحدة، وكانت كل معالجاته لمشاكل الأمن الدولي «سناكس» تشبه وجبات الهمبرغر السريعة. حتى إن الجمهوريين تمكنوا من تجييش الكونجرس ضد سياساته «اللينة» تجاه انتعاش الإرهاب والتنظيمات التي أفرخت رعباً فجر منطقة النفوذ في الشرق الأوسط، ويهدد الغرب. وفي هذا الاتجاه حمل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مننديز مشعل حرب جديدة تلوح في الأفق، محورها «داعش» بعد «القاعدة»، مؤججا الوجع الأميركي «لا نريد 11 سبتمبر أخرى»، مطالباً بتوكيدات أن «داعش لن يشكل تهديدا مثل ذلك الذي مررنا به عام 2001» حسب ما نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست الأميركية الاثنين 8 سبتمبر الجاري. لوبي الحرب إذن شكل نفسه مجدداً في ذكرى تفجير البرجين العالميين، وسعت الدبلوماسية الأميركية هذه المرة إلى حشد دعم دولي قال عنه أوباما إنه «لن يكون مثل حرب العراق»، التي خاضتها الولايات المتحدة خارج إطار المنظمة الدولية والشرعية. وبينما يتعين على الرئيس الأميركي أن يحصل على إذن جديد من الكونجرس لشن هجمات تستهدف «داعش» في سوريا وفي أي مكان، كانت حادثة 11 سبتمبر كلمة السر في التحول الجديد للمجتمع الدولي. ودارت عجلة البروباجاندا فأظهرت قناة «سي إن إن» استطلاعا للرأي مع اقتراب الذكرى 13 لهجمات 11 سبتمبر، يذكر أن 45% من الأميركيين يعتقدون أن «داعش» يمثل تهديداً خطيراً للولايات المتحدة، بينما يعتقد 49% أن تهديد «داعش» يماثل ذلك الذي شكلته «القاعدة» عام 2001. وليس بعيدا عن هذين الاعتقادين، يسعى السيناتور الأميركي جون ماكين إلى عقد مؤتمر يبحث أسئلة مهمة ترسم سياسة بلاده المقبلة باتجاه داعش، ورسم 11 سبتمبر يتوج أوراقه، للوصول إلى إجابة إن كان خطر «داعش» أشد من خطر «القاعدة» في ذروة أحداث 2001، ولكن تلك الإجابة المرجوة لابد أن تحمل في خلاصتها ضرورة «أن يوجه الرئيس الأميركي ضربات لكل من العراق وسوريا» حيث يتواجد التنظيم بشكل كبير. والسؤال الذي نطرحه هنا: لماذا كان 11 سبتمبر فارقا في التحولات الجيو- سياسية للعالم الثالث وبالذات العرب والمسلمين؟ 11 سبتمبر. . مأزق أم تكتيك منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وثمة تغيرات وتطورات متلاحقة يشهدها العالم على الأصعدة المختلفة منها الأمنية والسياسية والاستراتيجية والاقتصادية أشارت إليها دراسات كثيرة، ولأن العالم العربي بشكل عام والعالم الثالث بشكل أقل كان معنيا أكثر من غيره بهذه الأحداث - لاتهام عناصر عربية بالوقوف وراءها، فضلاً عن اتهام بعض الدول العربية بوجود علاقة لها مع بعض المتهمين - فإنه كان أيضاً الأكثر تأثراً بها، بحيث يمكن القول إن الحرب ضد الإرهاب مثلت مأزقاً للأمن العربي والدول الإسلامية. وتباينت الآراء حول أحداث 11 سبتمبر، فتعرفها موسوعة ويكيبيديا «أحداث 11 من سبتمبر 2001 هي مجموعة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001. تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون). سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقوداً، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة». أثر ذلك الحادث كثيراً على السياسة الأميركية، حيث حدثت تغييرات كبيرة فيها بدأت مع إعلانها «الحرب على الإرهاب»، فبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث أعلن حلف شمال الأطلسي أن «الهجمة على أي دولة عضو في الحلف هي بمثابة هجوم على كل الدول التسع عشرة الأعضاء». وكان لهول العملية أثر على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة، ونسي الحزبان الرئيسيان في الكونجرس ومجلس الشيوخ الأميركيين خلافاتهما الداخلية. وبالمقابل كانت المنطقة العربية والإسلامية تتأرجح بين الصدمة واللامبالاة، لقد كان هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان إما لا مبالياً أو على قناعة بأن الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض «بالتدخل الأميركي في شؤون العالم». وسارعت الولايات المتحدة بعد ساعتين من الحادث إلى توجيه الاتهام لـ «القاعدة» وزعيمها «أسامة بن لادن»، وتواترت الأدلة التي سوقتها الإدارة الأميركية لتأكيد الاتهامات، وصدقها العالم، وكان الآخرون يركضون بين أقدام المهرولين إلى حرب قادمة لا محالة، ثم انقسم العالم. وخرجت واشنطن من أنقاض مانهاتن إلى آلتها الحربية، لقد خلص السياسيون والمحللون بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على أحداث 11 سبتمبر إلى أن عملية «الانتقام الأميركي» بدأت تأخذ شكلاً سياسياً جديداً، وأن مفهوم الانتقام كذريعة لخوض الحرب كان يهدف للتصفيات العسكرية والسياسية وفق استراتيجية أميركية مدروسة، ولم يصدق أحد أنها جديدة بحداثة 11 سبتمبر. وابتدرت رد فعلها بالحرب على أفغانستان، وأسقطت نظام «طالبان» المتشدد والمرتبط بـ«القاعدة»، ثم خاضت حرباً خارج إطار الأمم المتحدة على العراق فأسقطت نظام صدام حسين، وهي حرب زادت انقسام العالم خارج البيت الأميركي وداخله. ولم تلبث نظرية المؤامرة أن ألقت بظلالها على المشهد البانورامي لانهيارات مانهاتن، وشظايا الحروب الأميركية، التي لم تشبه أية شظايا. وقد ظهرت أول الاعتقادات بوجود مؤامرة من قبل صانعي القرار الأميركي أنفسهم، وظهرت تقارير ساهمت في تعزيز تلك النظرية، من بينها على سبيل المثال: - أقامت منظومة نوراد الدفاعية قبل سنتين من العملية الفعلية تدريبات وهمية لضرب برجي التجارة ومبنى البنتاغون. وكانت هناك مناورات لاختبار عمل هذه المنظومة الدفاعية في نفس يوم وقوع الهجمات. (يو إس توداي- 18 أبريل 2004) في سبتمبر 2000 وقبل استلام إدارة جورج دبليو بوش ظهر تقرير أعدته مجموعة فكرية تعمل في مشروع القرن الأميركي الجديد، كان أبرز المساهمين بها هم ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، جيب بوش، بول ولفووتز، سمي هذا التقرير إعادة بناء دفاعات أميركا، ذكر به أن عملية التغيير المطلوبة ستكون بطيئة جدا بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة- نيو أميركان سينتشري - موقع الدفاع الأميركي - ويكيبيديا) في 24 أكتوبر 2000 بدأ البنتاجون تدريبات ضخمة أطلق عليها اسم «ماسكال». تضمنت تدريبات ومحاكاة لاصطدام طائرة بوينج 757 بمبنى البنتاجون. (ويكيبيديا) في 1 يونيو 2001 ظهرت تعليمات جديدة وبصورة فجائية من رئاسة الأركان العسكرية تمنع أي إدارة أو قوة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات بدون تقديم طلب إلى وزير الدفاع والذي يبت بالقرار النهائي بخصوص الإجراء الذي يمكن أن يتم اتخاذه. (موقع dtic. mil-md- ويكيبيديا) هناك عشرات التقارير التي تحدثت بنظرية المؤامرة وجميعها موثقة، لكن ما يشد الانتباه في مجملها أن الخبير الاستراتيجي ووزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر كان يشعر بالذعر قبل أحداث سبتمبر بشهرين لأن «النظام الاقتصادي العالمي يتأرجح بدون سيطرة، وأن ذلك سيحول جميع مخططاته الكبرى إلى حطام». ولم يخف كيسنجر فزعه من أن هذه الأزمة ستدفع دولاً مثل البرازيل في أميركا الجنوبية وجنوب أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط إلى قلب «شروط اللعبة»، وهي شروط تمكنه ورفاقه في المؤسسات المالية السياسية الأنجلو- أميركية من فرضها على العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. في مثل هذه الحالة النفسية والعقلية، لن يكون أمام كيسنجر إلا الحل الوحيد الذي طالما لجأ إليه في الأوقات العصيبة، وهو: إشعال حرب وتأسيس نظام ديكتاتوري عالمي «لإدارة الأزمة». أما بؤرة اهتمام هذه النية الحربية فهي كالعادة الوضع المتفجر في «الشرق الأوسط»، وذلك ما جاء في مؤلفه الذي صدر قبل أحداث 11 سبتمبر بشهرين والذي حمل عنوان «هل تحتاج أميركا سياسة خارجية؟ نحو دبلوماسية للقرن الحادي والعشرين» تحدثت عنه الوسائل الإعلامية وعرضت له. وضعت إذن واشنطن هدفها «الإرهاب» ورسمت له تكتيكات استخدمت فيها كل ما توصلت إليه صناعة السلاح والتطورات التكنولوجية الحربية، التي كانت تحتاج ساحة قتال لتجربتها. ولعلنا نجد فيما قاله المحلل السياسي الأميركي توماس فريدمان (في نيويورك تايمز في 27 نوفمبر 2001) دليلاً على ذلك إذ قال: «إذا كان تاريخ 11 سبتمبر في الحقيقة بداية الحرب العالمية الثالثة فعلينا أن نفهم ما تقصده هذه الحرب، علينا ألا نكافح لاستئصال الإرهاب، فالإرهاب أداة فقط، نحن نحارب لهزيمة الأيديولوجيا: التدين الديكتاتوري، فالحرب العالمية الثانية والحرب الباردة كانت صراعا لهزيمة الحزب العلماني المتطرف - النازية والشيوعية - أما الحرب العالمية الثالثة والحالية فهي معركة ضد الحزب الديني المتطرف الذي يفرض على العالم سلطة إيمانية تنفي الآخرين، إنها الـ (بن لادنية) نسبة إلى بن لادن، لكنها خلاف النازية، فحكم الحزب الديني لا يمكن أن يقاتل بالجيوش وحدها، بل يجب أن يقاتل في المدارس، والمساجد والكنائس، ولا يمكن أن يهزم بدون مساعدة الأئمة والأحبار والكهنة». لقد أنتجت الفترة القصيرة التي قادت فيها أميركا حربها ضد ما أسمته بالإرهاب وضعاً جديداً خرج من إطار النظام العالمي الجديد ليدخل في إطار الأمركة أو النظام الأميركي الجديد الذي انبني شئنا أم أبينا على منطق القوة الأميركية المنفردة ومنطق الاستراتيجية العرجاء التي تتخذ من ثروات العالم - لا ثرواتها - ما تتكئ عليه لإنقاذ اقتصاد نفخته حتى تفجر وأغرق العالم في بحور الفقر والدماء. ولم يكن ممكنا النظر في هذا الإطار للعلاقات العربية الأميركية إلا من خلال الهوة التي انساقت إليها هذه العلاقات فهي بين حرب الإرهاب، وإرهاب الحرب قشة عائمة على برك البترول والدماء والماء، ذلك هو ثالوث العرب وقدرهم. (البيان الإماراتية 18 سبتمبر 2002 بيان الأربعاء العدد 150) حرب استباقية. . أم عقيدة جديدة ؟ على هذه المساحة الواسعة من التراكمات الأيديولوجية والسياسية، والطموحات الاستراتيجية والجيواستراتيجية، تمتد ساحة المعركة المقبلة، وهي لا تختلف كثيراً بين المعتقد الذي سوق له الأميركيون وبالذات «الشتراوسيون» وأقصد به معركة «هرمجدون». فالاصطفاف الذي تحدثت عنه النبوءات بدأ يأخذ شكله فعلاً، محور شر اختلفت مفرداته فصار اليوم (إيران، روسيا، سوريا) وقد تنضم إليه الصين وكوريا الشمالية وهو أمر متوقع، مقابل الدول الإسلامية التي نأت بنفسها عن آيديولوجيا التنظيمات المتشددة «التكفيرية» والتي أخذت في شكلها الجديد قبيل ذكرى 11 سبتمبر الثالثة عشرة عنواناً عريضاً اسمه «داعش». ولابد من القول إن الإدارة الأميركية جازفت منذ أحداث مانهاتن، بتفجير صراع عرقي تحت مضمون الإرهاب متخذة من استراتيجية الردع للدفاع والدفاع للردع أو ما أسمته بـ«الحرب الاستباقية» عنواناً لها، عده المحللون استراتيجية القرن الحادي والعشرين، وربطوه بالزعامة الأميركية التي نجد أنها تسعى لتتمكن من قيادة العالم مائة عام. وأوجبت مخاطر وتهديدات القرن الجديد تغيير مفهوم الردع إلى مفهوم الحرب الاستباقية وغيرت العدو من المعسكر الاشتراكي إلى الإرهاب، والذي انحصرت تهديداته في ثلاثة وفق المنظور الأميركي هي: * أولاً: الدول التي لا تزال تملك الإمكانيات لتهديد المصالح الأميركية على مستوى أقاليم العالم. * ثانياً: التهديدات الدولية كالإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والأسلحة وتزييف العملات وفقدان السيطرة على هجرة اللاجئين وتهديد البيئة. * ثالثاً: أسلحة الدمار الشامل التي يمكن أن تقع في أيدي الدول الخارجة على القانون (المارقة) والتي يمكن أن تستخدم هذه الأسلحة لتهديد المصالح الأميركية أو تهديد المواطنين الأميركيين في الداخل. هذه التهديدات دفعت نظرية الأمن القومي باتجاه آخر لم يقتصر على حشد السلاح الرادع بل دعا إلى المحافظة على انتشار واسع للقوات الأميركية في أوسع رقعة من العالم، وإن لم تكن هذه القوات قادرة دوماً على التدخل في حالة الضرورة. يضاف إلى ذلك ضرورة تأسيس شبكة عالمية لمواجهة الإرهاب ودعم اتفاقات تبادل المجرمين وإعادة النظر في بعض الأوضاع القانونية والدولية التي توفر لهم الدعاية والحماية والتصدي للدول الراعية للجماعات الإرهابية. ونجد أن الخبراء الأميركيين نصحوا الإدارة الأميركية في حال تبنيها لهذه الاستراتيجية الجديدة في (محاربة الإرهاب) باتخاذ أربعة إجراءات هي: - عدم تقديم تنازلات لجماعات الإرهاب أياً كانت الضغوط. - ممارسة جميع الضغوط على الدول الراعية للإرهاب. - استخدام جميع الوسائل والأدوات القانونية والعسكرية لمعاقبة الإرهابيين. - ومعاونة الحكومات التي تخوض غمار المواجهة مع جماعات الإرهاب. (الملف السياسي-جريدة البيان 14 سبتمبر 2004) نحن إذن أمام عقيدة ممتدة منذ نحو 13 عاماً، تحجم حيناً وتهجم أخرى وفقا لتنويعات الإرهاب الذي تصنعه السياسات الغربية، ثم تنكفئ لمحاربته. ونحن أيضاً أمام شكل جديد للعالم، تغيرت فيه ملامح الدول والسياسات والمعتقدات الاستراتيجية، وتغيرت الوجوه، فسقطت أنظمة، وجاءت أخرى، وضج العالم الثالث بكل ألوان الحروب التي تنوعت اليوم بفعل التكنولوجيا. 11 سبتمبر إذن في ذكراه الثالثة عشرة، يرسم من جديد إشكالية الجماعات الأصولية المسلحة وآليات التعامل معها. . يرسم إعادة هندسة منطقة الشرق الأوسط بما فيها النظام الإقليمي العربي بمعنى إمكانية إعادة، فك وتركيب، بعض الدول، أي استقطاب أجزاء من دولة وضمها لدولة أخرى طبقاً لمواقف هذه الدول من الحرب ضد الإرهاب. ورغم أن مننديز أبدى خوفه من «11 سبتمبر جديد»، لكن الواقع الدامي والمرير الذي خلقته أحداث البرجين منذ عام 2001، يكفي لأن يقود أوباما ألف حرب، تعيد العالم إلى عهود الإمبراطوريات الذاوية، لقد عادت مفاهيم الاستعمار بأوجه مختلفة، أجملها «قوات السلام» في عالم لم يشهد منذ أكثر من قرن سلاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©